Wed | 2021.Aug.18

خاطئة في بيت الفريسي


«امْرَأَةٌ ... إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ»

إن الشخص الوحيد الذي رحّب بالرب يسوع في بيت الفريسي لم يكن هو الفريسي. فلم يكن هناك في ذلك البيت مَن يقدِّر ابن الله الذي أتى من السماء إلا امرأة كانت مشهورة في المدينة بأنها امرأة خاطئة، وإذ علمت أنه مُتكئٌ في بيت سمعان الفريسي، جاءت بقارورة طيبٍ، ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تغسل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها، وتقبِّل قدميه وتدهنهما بالطيب. لقد كانت فيه جاذبية خاصة للخطاة المساكين! إن كان هناك مكان يجب على المرأة أن تتجنبه، فهو بكل تأكيد بيت ذلك الفريسي. ولكن ما دام المسيح هناك، فهذا يكفي لأن يتغير طابع ذلك المكان على الفور. فوجوده حتى في بيت فريسي، يُعطي الشجاعة للخاطئ أن يوجد هو أيضًا هناك!

وما أعجب النعمة أيها الأحباء! إنها تغيِّر كل أفكارنا وكل علاقاتنا بالنسبة لله عندما ندرك حقيقتها! أين هو الإنسان الذي يستطيع أن يقول بعد حياة طويلة في خدمة الله: “إني أستطيع أن أواجه الله بلا خوف، كنتيجة لخدمتي هذه”؟ ومَنْ ذا الذي لا يرتعب من محضر الله؟ ولكننا نرى هنا امرأة خاطئة غير مُرتعبة وهي في محضره. نرى هنا امرأة تتشجع لمجرَّد وجوده في ذلك المكان، وأصبح لها الجرأة في أن تدنو منه حتى لو كان ذلك في بيت فريسي، وبدون سابق دعوة لها. وعلاوة على ذلك فلا نقرأ أن الرب وجّه إليها كلمة تأنيب واحدة. لقد أدركت كل ما فيه من نعمة لامرأة في مثل حالتها وأمسكت به بكل إيمان قلبها دون أن تسأله شيئًا بصوتٍ مسموع.

ربما كان قد سبق لها أن سمعت بنفسها كلمات النعمة التي كانت تخرج من فمه باستمرار، ورأت أعمال المحبة التي بها برهن على صدق كلماته، أو أنها فقط قد سمعت عنه من الآخرين. ولكن على أي حال، فالإيمان جعلها تدرك أن سداد حاجتها عنده، ووجدت فيه ما أقنعها أنه لها وهي له. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

ف. و. جرانت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6