في خروج12: 8، 11 نجد سبعة أمور كان يتطلبها حفظ الفصح، ويجب أن تتوافر أيضًا في كل مَنْ يمارس ذكرى موت الرب. لأن التغذي بالفصح والتمتع بالسلام وبالشركة التي نتجت من هذا الخلاص، تتوقف على هذه الأمور السبعة، ولا تستقيم بدونها:

(1) «يَأْكُلُونَ اللَّحْمَ ... مَشْوِيًّا بِالنَّارِ»: صورة لِما تحمَّله المسيح لأجلنا من نيران عدالة الله؛ فعند الصليب أرسل الله من العلاء نارًا إلى عظام المسيح فسرَت فيها ( مرا 1: 13 ). (2) «يَأْكُلُونَ اللَّحْمَ ... مَعَ فَطِيرٍ»: إشارة إلى وجوب القداسة والطهارة والانفصال عن الشر، واستبعاد أية خطية من حياتنا العملية ( 1كو 5: 8 ). (3) «عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ»: صورة للتوبة وللحكم على الذات، وللحزن على الخطية. فخطايانا هي التي سببت تلك الآلام القاسية للمسيح، فكيف لا تُسبب لنا أيضًا الكثير من الأسف والحزن؟! (4) «تَأْكُلُونَهُ أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ»: أي أن ملابسهم لا تلامس الأرض، حتى لا يتعثرون أو يتدنسون بقاذورات الطريق. وفي هذا إشارة إلى تطبيق الحق على حياتنا «مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ» ( أف 6: 14 )، وأيضًا إلى ضبط العادات وإلى الانفصال ( 1بط 1: 13 )، وإلى الاستعداد للخدمة ( لو 12: 37 ). (5) «تَأْكُلُونَهُ .. وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ»: إشارة إلى الاستعداد الفوري للرحيل، وإشارة أيضًا إلى السير بحسب مبادئ الإنجيل، متمتعين بالسلام في كل الظروف ( أف 6: 15 ). (6) «تَأْكُلُونَهُ .. وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ»: إشارة إلى أننا غرباء ونُزلاء ( 1بط 2: 11 )، ومستندين في المسير على قوة الله ومواعيده في الكلمة ( عب 11: 21 ). (7) «تَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ»: إشارة إلى الآتي سريعًا ( رؤ 3: 11 ؛ 1كو 11: 26). وهذا ما يجب أن نكون عليه نحن أيضًا أثناء صُنع الذكرى؛ أن نكون مترقبين مجيء المسيح بين لحظة وأخرى، كقول الرسول بولس «تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ» ( 1كو 11: 26 ).

فايز فؤاد