Sat | 2021.Jun.19

كانوا يواظبون


«كَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ»

الأربعة أمور التي ميَّزت المؤمنين الأُوَل جديرة بالملاحظة؛ أولها مواظبتهم على «تَعْلِيمِ الرُّسُلِ». وهذا هو الأساس لكل شيء. فالرُّسُل هم الرجال الذين سبق أن قال لهم الرب «وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ» ( يو 16: 13 ). ولذلك، فتعليمهم كان ثمرة لإرشاد الروح. لقد تكوَّنت الكنيسة، وأول شيء كان يميّزها هو الخضوع لتعليم الروح عن طريق الرسل. فالكنيسة لا تُعلِّم بل تَتَعلم، وهي خاضعة للكلمة كما أعطاها الروح.

وبالمواظبة على «تَعْلِيمِ الرُّسُلِ»، واظبوا أيضًا على «الشَّرِكَة» مع الرُّسُل؛ لقد وجدوا حياتهم العملية والشركة في صُحبة الرسل. قبل هذا كان كل شيء لهم مشترَكًا مع العالم، والآن انتهت شركتهم مع العالم، وقامت محلّها شركة مع الرسل - والشركة الرسولية كانت «مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 1يو 1: 3 ).

وقد واظبوا أيضًا على «كَسْرِ الْخُبْز»، ذكرى موت الرب، وهو في الوقت نفسه - كما نتعلم من 1كورنثوس10: 17 - تعبير عن الشركة «كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ». وهكذا، كانوا في تذكّر دائم لربهم الذي مات، وهذا حفظهم من العودة للشركة القديمة.

وأخيرًا، واظبوا على «الصَّلَوَاتِ». لم يكن لهم قوة في أنفسهم، فكلها كانت في ربّهم القائم في الأعالي، وفي الروح القدس المُعطى لهم. ومن هنا، فإن الاعتماد الدائم على الرب كان ضروريًا للحفاظ على حياتهم الروحية وعلى شهادتهم.

هذه الصفات ميَّزت الكنيسة الأولى، ويجب أن تُميِّز الكنيسة اليوم.

ف. ب. هول



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6