Fri | 2021.Jun.11

ملاءة عظيمة


«مُلاَءَةٍ ... فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ»

إن نزول الملاءة العظيمة من سماء مفتوحة، بمحتوياتها المختلطة، يوضح الحق المُتعلق بالكنيسة:

(1) لقد جاءت من سماء مفتوحة، بالضبط كما هي الأيام التي نعيش فيها، فلقد ذهب المسيح إلى السماء وفتح لنا مدخلها ( عب 10: 19 ).

(2) توحي الملاءة العظيمة بالامتداد الواسع لإنجيل نعمة الله في هذه الأيام، حيث رُبح الملايين للمسيح.

(3) كونها «مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ» توحي بأن نعمة الله ذهبت إلى العالم كله، بأطرافه الأربعة.

(4) هؤلاء الذين خلَّصهم الله كانوا من الفريقين البارزين في العالم كما يراهم الله: اليهود والأمم. ويُرى اليهود في هذه الملاءة “كَدَوَابِّ الأَرْضِ (دواب مروَّضة)”، لأن اليهود تهذبوا بناموس الله الأخلاقي. ويُستخدم لفظ “الأرض” دائمًا في الكتاب بالارتباط بإسرائيل. و“الْوُحُوشِ” تصوِّر الأمم الذين بدون ناموس (وهم يُشبّهون أيضًا في رؤيا دانيال بالوحوش)، بينما “الزَّحَّافَاتِ” تتكلم عن الشهوات الوضيعة التي تميز الخطاة، و“طُيُورِ السَّمَاء” تشبيه مألوف لفاعلية سلطان الشيطان. إذًا فإن الحمولة بأكملها تصوِّر اليهود والأمم على قدم المساواة خاضعين بالطبيعة لشهوات الجسد الشريرة، وغواية الشيطان المريرة ( رو 10: 12 ).

(5) قال بطرس: «لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا دَنِسًا (common) أَوْ نَجِسًا». فما الذي كان يعنيه بكلمة «دَنِس»؟ كان يعني ما يأكله الأمم النجسون، لكن الصليب ساوى بين الكل، وأعلن أن العالم كله مُذنب أمام الله، إذًا فكل الخطاة على مستوى واحد من الدنس، وكما أنهم مُذنبون على قدم المساواة، هكذا وصلتهم نعمة الله على قدم المساواة؛ وعندما خلصوا بالنعمة، لم يظلوا بعد دنسين مع العالم، ولم يعودوا بعد دنسين في نظر الله أو في نظر أنفسهم. لذلك قال الله لبطرس: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!».

(6) لقد جاءت الملاءة من السماء وقُبلت مرة أخرى في السماء، لتُخبرنا أن أصل الكنيسة سماوي وكذلك مصيرها. يومًا ما سوف يُخطف كل ربوات المؤمنين إلى السماء.

أوجست فان راين



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6