Sun | 2021.Jun.06

يمين الله


«هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ ... وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ»

لم يَقُم الرب يسوع المسيح من بين الأموات فحَسَب، بل صعد إلى السماء من حيث جاء. وهو هناك اليوم، لا كائنًا روحيًا غير منظور وغير ملموس، بل إنسانًا حيًا في جسد مُمجد من لحم وعظام. إنه في هذا الجسد يحمل، إلى الأبد، الجروح التي حصل عليها في الجلجثة، وهي براهين رائعة وأبدية لمحبته لنا. إن ربنا هو في يمين الله، أي في مكان:

(1) القوة: فاليد اليُمنى هي، على العموم، أقوى من اليد اليسرى، لذا أصبحت مقترنة بمفهوم القوة ( مت 26: 64 ).

(2) الكرامة: لأن المسيح «ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ» ( أع 2: 33 ؛ 5: 31).

(3) الراحة: وإذ أكمل المسيح عمله «جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي» ( عب 1: 3 ؛ 8: 1؛ 10: 12). وهذه الراحة هي راحة الرضى والاكتفاء، لا الراحة التي هي عكس التعب.

(4) الشفاعة: يتحدث بولس عن المسيح القائم عن يمين العظمة حيث يشفع لنا ( رو 8: 34 ).

(5) التفوق: «أَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا» ( أف 1: 20 ، 21).

(6) السلطة: في عبرانيين1: 13 يخاطب الله ابنه بهذا القول: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ؟». وهذه السلطة يؤكدها بطرس بشكل بارز في 1بطرس3: 22 «الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ ... وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ». «مَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ»، يُقصد منها، ولا شك، جميع الكائنات السماوية بمختلف رُتبها. إنها كلها تعمل خادمة المسيح المُقام والممجد.

هذا هو اختبار ربنا في تألمه من أجل الخير ( 1بط 3: 13 -22). فالناس رفضوه في شهادته من خلال نوح قبل التجسد، وفي مجيئه الأول بوصفه ابن الإنسان. لقد اعتمد في مياه الموت المُظلمة في الجلجثة، لكن الله أقامه من بين الأموات ومجَّده عن يمينه في السماء. فمقاصد الله الأزلية، أن الآلام لا بد أن تسبق الأمجاد.

وليم ماكدونالد



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6