Tue | 2012.Dec.18

السماء الجديدة والارض الجديدة


وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ ( ٢بط ٣: ١٣ )

”السماء الجديدة والأرض الجديدة“ هي آخر أعمال الله التدبيرية. عندها سيزول كل أثر للخطية وتنمحي كل علامة للسقوط واللعنة ويَبطُل آخر عدو، ويؤتى بجميع مفديي الله إلى كمال ومجد الخليقة الجديدة. عندئذٍ يختفي تمامًا كل ما له علاقة بآدم الأول والخليقة الأولى، وتمضي السماء الأولى والأرض الأولى، وبانقضائهما تبدو السماوات الجديدة والأرض الجديدة في روعة وجمال المجد الأبدي حيث لا يدخلها شيطان أو خطية أو حزن، وحيث جمال ومجد الخليقة الجديدة يفوق مجد الخليقة الأولى بمقدار مجد المسيح الإنسان الثاني. وفي قوة فداء الحَمَل الذي ذُبح ستُحفظ هذه الخليقة الجديدة إلى الأبد. إلى هنا يُسدل الستار وتُختم نبوة الكتاب.

وإننا نرى في كلمة الله تفصيل خلق الأرض الأولى والسماء الأولى وجبلْ آدم الأول وامرأته وسط فردوس أرضي به شجرة الحياة وأنهار جارية، بينما تُختم كلمة الله بمنظر السماوات الجديدة والأرض الجديدة مع آدم الأخير وعروسه وسط أمجاد أبدية في فردوس الله حيث «شجرة الحياة» في اخضرار دائم «ونهر ماء حياة» صافي كالبللور. ما أجمله منظرًا لا تُرى فيه سحابة واحدة. نهار كامل والليل فيه لا يكون.

مجدًا للرب، هناك لن يمكن لأية حية محتالة أن تتسلل إليه. هناك دار سلام آدم الأخير وموطن سُكناه مع عروسه حيث التمتع الكامل، هناك «يكون الله الكل في الكل» ( 1كو 15: 28 ). هناك يكون الله قد انتهى من إصدار حكمه النهائي على إبليس وملائكته، وقضى على جميع آثار الخطية والشر التي أتعَبت الإنسان ودمرته.

ما أجمل أن نتأمل كثيرًا في هذا المنظر المبارك وذلك الوصف الإلهي: «يسكن فيها البر»! طوبى للنفس المشتاقة إلى تلك اللحظة السعيدة التي نتلاقى فيها مع الحبيب الذي اشترانا بدمه، ويسير برفقتنا هنا، ووعدنا بنهاية السياحة المجيدة معه إلى الأبد.

يا سيد لك ولمجيئك انتظارنا، عيوننا ليست إلى القبر ولكن إلى السماء، التي منها ننتظرك لك كل المجد.


ربنا تعالَ نحن في انتظار قلبُنا يتوقُ لتلك الديارْ
عالمُنا ليس فيه سوى الـ أتعابِ والمرارْ
تشوَّقت نفوسُنا إليكَ تعالَ تعالْ


كاتب غير معروف



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6