باب المدرسة تكريس حقيقي: بدأت رحلة راعوث بتكريس عجيب لنعمي؛ اسمعها تقول: «حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت، شعبك شعبي وإلهك إلهي». ضحَّت راعوث بكل آمالها في سبيل هدفها وهو التصاقها بنعمي وبشعب الله فكرَّست حياتها لغرض واحد.

وإذ نرى في نعمي صورة لكلمة الله، نرى في راعوث نفسًا قررت بكل تصميم أن تقف بجانب الحق الإلهي أدبيًا. وكل قديس عليه أن يكون مكرسًا ببساطة للكلمة. والنفس التي تتمتع بالحق أدبيًا لن تفرِّط فيه إطلاقًا. وكانت هذه هي البوابة التي دخلت منها راعوث لمدرسة الله.

بداية بسيطة في مدرسة الله: وها هي النعمة تفتح أمامها بابًا آخر بسيطًا؛ فتدرك راعوث أنه من امتيازها أن تلتقط وراء الحصادين. وكيف تجلس وهي أرملة وفقيرة وغريبة وامتيازها قائم لتتمتع به في حقول بوعز؟ وها هي تسأل نعمي لتدَعها تذهب وتلتقط. وها هي راعوث في حقل بوعز تتمتع بامتيازها. ونحن ماذا فعلنا بالمواعيد التي لنا في حقول الكلمة؟؟

إن الالتقاط وراء الحصادين عمل متواضع جدًا ولكنه طريق الله الذي يعلِّم الودعاء. والنفس التي تتوق إلى التدريب في مدرسة الله إذ تُفتح لها ثغرة بسيطة تستغلها بكل نشاط لتنطلق من خلالها. وإن لم نقبل البدايات المتواضعة فلا يمكن أن نصل إلى ملء المشيئة الإلهية.

في ملء المشيئة الإلهية: وها هي النعمة تأخذ راعوث إلى ملء المشيئة الإلهية لتجد راحة وتقترن ببوعز في أرض غربتها. وفي اقتران راعوث ببوعز صورة لاتحاد النفس بالمسيح «مَن التصق بالرب فهو روحٌ واحد» ( 1كو 6: 17 ). وهنا نرى نفسًا في ملء المشيئة الإلهية والإدراك الواعي لاتحادها بالمسيح. وبعدها أنجبت راعوث عوبيد أو عابد من بوعز. وهكذا بعد أن تُشبِع النفس العريس باتحادها به، فأول ثمار الاقتران هو السجود؛ عابد أو ساجد.

تمسكَّت راعوث جدًا بامتيازها إذ صارت من شعب الله ولم تفرِّط فيه إطلاقًا. وإذ فُتحت لها ثغرة أخرى لتلتقط في الحقول، استغلتها بكل طاقاتها، فوصلت سريعًا إلى ملء المشيئة الإلهية في الاتحاد بالعريس. وأين أنا وأنت من عريس النفس الغالي؟؟


أشرف يوسف