Sun | 2012.Jul.15

العذراء تحبَل


وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ ( إش ٧: ١٤ )

«العذراء تحبَل»! يقول مُنتقد طرق الله ـ الملحد الأعمى المسكين، الحكيم في عيني نفسه: هذا مستحيل. فنقول له: نعم. إنه مستحيل عند الناس، وهذا هو نفس الدرس الذي يريد الله أن يلقيه علينا بواسطة الكيفية التي بها تداخل في الأمر. فهو يقصد أن يعلِّمنا أنه من المستحيل أن يدبر الناس أي مشروع للفداء، أو أن يُخلِّصوا أنفسهم، بأية طريقة، من عواقب الخطية المُريعة. قد يرى شبابهم رؤى ويَحلم شيوخهم أحلامًا، ولكن الرؤى والأحلام لا يمكن أن تفيدهم بشيء لأنهم لا يستطيعون أن يحرروا أنفسهم من ناموس الخطية والموت «هذا عند الناس غير مستطاع، ولكن عند الله كل شيء مُستطاع» ( مت 19: 26 )، فقد ظهر الله في مشهد خراب الإنسان، وقال قفوا وانظروا خلاص الله. وهكذا في الوقت المُعيَّن ولدت العذراء مريم ابنها البكر، ودعا يوسف اسمه يسوع.

وهكذا أتى ”عمَّانوئيل“، ليس فقط بعيدًا عن كل قوة الإنسان، بل وخارجًا عن مساكن الناس «مُضجعًا في مذود»، لأنه كان لا بد أن تظهر الحقيقة بكل وضوح وجلاء: أولاً: أن الناس لا يستطيعون أن ينتجوا الفادي العظيم الذي فيه وحده يستريح الإنسان ويتمجد الله. وثانيًا: أن الناس لم يريدوه عندما أتى إليهم.

أجَلْ. ولكن ابن العذراء المُضجع على أعشاب المذود كان هو «عِمانوئيل ... الله معنا»، هو «الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ) الملائكة سجدوا له، أما البشر فلم يحفَلوا به. ولم يحرّك ساكنًا لهذا الحَدَث العظيم إلا نفر قليل من الناس كأولئك المجوس الذين أتوا من المشرق البعيد، والرعاة الوادعين الذين جاءوا من التلال القريبة، أما الجمهرة العظمى فقد أعماهم عدم الإيمان عن إدراك الآية التي أعطاها الله نفسه، فلم يكن ”عمَّانوئيل“ في نظرهم أكثر من «ابن النجار»، وقد حسبوا أنفسهم مثله، بل ربما أفضل منه.

لقد كان مُحتقرًا ومخذولاً من الناس لدرجة كبيرة، ووصل إلى أعماق الخزي والعار، ولكن مجده أيضًا سيكون عظيمًا كما كان اتضاعه عظيمًا، وكل المُخلَّصين يعترفون بفضله «لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء، قد أُعطيَ بين الناس، بهِ ينبغي أن نخلُص» ( أع 4: 12 ). وكل مشكلة سيحلها بحكمته، وكل خطأ سيصححه، وسيضع حدًا لأنين الخليقة وتمخضها، حيث تفرح في حضور وسلطان ”عِمانوئيل“.


أيرنسايد



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6