Mon | 2012.May.14

الصحو والسهر


لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ ( ٢كو ٢: ١١ )

عندما يتحدث الرسول بطرس عن الشيطان فإنه يقول: «اُصحوا واسهروا» ( 1بط 5: 8 ) .. هذا تحذير جدير بالاعتبار، وطوبى لهذا المؤمن الذي يأخذ هذا القول بكل جدية واهتمام. وطوبى لكل مؤمن يتيقظ، يصحو، ينتبه ويسهر، لأن مهمة إبليس التي من أجلها يجول ويزأر هي أن يبتلع ويفترس. ليست رغبته أن يُعطل سعادتنا ويُعرقل خدمتنا فقط، بل رغبته ـ لو استطاع ـ أن يدمرنا بالتمام. وحتى إن كان هذا لن يحدث أبدًا بالطبع، لأننا محفوظون بالتمام في يد راعينا الأمين، إنما رغبة الشيطان الشديدة في افتراسنا تبين لنا مقدار ما يلحق بنا من أذى إن لم ننتبه ونتيقظ ونسهر.

والشيطان لا يُلقي طُعمًا واحدًا لجميع المؤمنين، فهو بذكاء شديد يلاحظ المؤمن ليعرف مِنْ أين تُؤكل الكتف، كيف ينفذ إلى قلبه، ومتى يرمي سهمه وكيف يرميه، وبأي طُعم، وبأية شبكة. وكما قال أحد الشعراء عن سياسي مُحنَّك:

هو يدري كيف يرمي سهمه ومتى يرمي وفي أي اتجاه

والشيطان سياسي مُحنَّك، له خبرة طويلة جدًا في اصطياد البشر، لتدميرهم وإيذائهم وتحطيمهم، بل وافتراسهم لو أمكن.

آه يا إخوتي لو عرفنا قلب الشيطان من جهتنا، لصحونا وسهرنا وانتبهنا جميعًا جيدًا، فهو لن يترك المؤمن لحال سبيله أبدًا، ولن ييأس من اصطياده بطريقة أو بأخرى، فهذا سلاح المدح والتصفيق لخادم بليغ، وهو سلاح فعَّال في تحويل النظر إلى الذات، وسيطرة العُجب بالذات، ورويدًا رويدًا لا يتبقى من الخدمة سوى الخشب والعشب والقش.

وهذا أيضًا سلاح التأثير الحسي والعاطفي على شخص لم يتعوَّد ضبط النفس، وهو ـ وا أسفاه ـ سلاح مدمر يُصيب المؤمن في مقتل، ويدمر ويُحطم حياته وشهادته.

وهذا سلاح الكبرياء، وهذا سلاح غرور الغنى، وهذا سلاح الشهرة والرغبة العارمة في النجاح الزمني، وهذا سلاح ... إلخ.

لا شك أن لكل منا منافذ للشيطان، لو لم نسهر على غلقها لنفذ منها إلينا لا محالة، ولدمَّرنا وحطمنا وأذلنا.

ليتنا نصحو وليتنا نسهر، فلو نعسنا وتركنا أبوابنا مفتوحة، فالخطية ستحافظ عليها مفتوحة لدمارنا. ولكن إن صحونا وأغلقنا أبوابنا، فالشركة مع الرب ستحافظ عليها مغلقة لبركتنا ولمجده.

ليتنا ننتبه جيدًا إلى ما سمعناه.


كتنج



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6