Wed | 2011.May.04

الثقة من المرثاة، الجزء الثاني

المزامير 74 : 12 - 74 : 17


الثقة التابعة من النظر للخلف
١٢ وَاللهُ مَلِكِي مُنْذُ الْقِدَمِ، فَاعِلُ الْخَلاَصِ فِي وَسَطِ الأَرْضِ.
١٣ أَنْتَ شَقَقْتَ الْبَحْرَ بِقُوَّتِكَ. كَسَرْتَ رُؤُوسَ التَّنَانِينِ عَلَى الْمِيَاهِ.
١٤ أَنْتَ رَضَضْتَ رُؤُوسَ لِوِيَاثَانَ. جَعَلْتَهُ طَعَامًا لِلشَّعْبِ، لأَهْلِ الْبَرِّيَّةِ.
١٥ أَنْتَ فَجَّرْتَ عَيْنًا وَسَيْلاً. أَنْتَ يَبَّسْتَ أَنْهَارًا دَائِمَةَ الْجَرَيَانِ.
١٦ لَكَ النَّهَارُ، وَلَكَ أَيْضًا اللَّيْلُ. أَنْتَ هَيَّأْتَ النُّورَ وَالشَّمْسَ.
١٧ أَنْتَ نَصَبْتَ كُلَّ تُخُومِ الأَرْضِ. الصَّيْفَ وَالشِّتَاءَ أَنْتَ خَلَقْتَهُمَا.
إلتماس من القلب
١٨ اُذْكُرْ هذَا: أَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ عَيَّرَ الرَّبَّ، وَشَعْبًا جَاهِلاً قَدْ أَهَانَ اسْمَكَ.
١٩ لاَ تُسَلِّمْ لِلْوَحْشِ نَفْسَ يَمَامَتِكَ. قَطِيعَ بَائِسِيكَ لاَ تَنْسَ إِلَى الأَبَدِ.
٢٠ انْظُرْ إِلَى الْعَهْدِ، لأَنَّ مُظْلِمَاتِ الأَرْضِ امْتَلأَتْ مِنْ مَسَاكِنِ الظُّلْمِ.
٢١ لاَ يَرْجِعَنَّ الْمُنْسَحِقُ خَازِيًا. الْفَقِيرُ وَالْبَائِسُ لِيُسَبِّحَا اسْمَكَ.
٢٢ قُمْ يَا اَللهُ. أَقِمْ دَعْوَاكَ. اذْكُرْ تَعْيِيرَ الْجَاهِلِ إِيَّاكَ الْيَوْمَ كُلَّهُ.
٢٣ لاَ تَنْسَ صَوْتَ أَضْدَادِكَ، ضَجِيجَ مُقَاوِمِيكَ الصَّاعِدَ دَائِمًا.

الثقة التابعة من النظر للخلف (74: 12 - 17)
قد يُساء فهم أو تفسير دمار أورشليم والسبي بأنه انتصار لآلهة بابل على يهوه(الرب). لكن المرنم تبنى هذه الفكرة بالرغم من يأسه على مصيبة شعبه ودمار الهيكل. وبدلاً من ذلك استمر واثقاً بالله، ناظراً للخلف مسترجعاً أعمال الله العظيمة للخلاص في التاريخ وقوة الله في الخليقة كدليل على سيادة الله. وقد استخدم لغة أساطير أهل كنعان ليصف انتصار يهوه (الرب)على الأمم. فكلمة "التنانين" في(العدد13)، لوياثان في(العدد14)تمثل قوى البحر(راجع أي 7: 12، مز104: 26 إش51: 9). كان الناس في العالم القديم يخافون من البحر والأعماق لما يصاحبهما من موت ودمار. والكتاب المسمىHomer's Odyssey and Virgil's Aeneid يشهد بذلك، ويتوافق مع قصة الطوفان المذكورة في الكتاب المقدس. نلاحظ هنا أن التخيلات تشير إلى قوة الله الظاهرة في الخروج أو العبور خلال البحر الأحمر. وأكثر من ذلك، فيهوه(الرب)ليس فقط الإله الذي ينقذ شعبه من مصر بيد قديرة، لكنه الخالق المسيطر على الكون (الأعدد 16ـ17). فهو في حد ذاته لا يطيق المناقشة مع أي خصم.

إلتماس من القلب (74: 18 - 23)
لأن المرنم تذكر أعمال الله العظيمة للخلاص في التاريخ وهويته كالخالق القدير، لذلك يناشده بأن يعمل. طبيعة صلاته المركزة على الله هي النضال. بينما هو لا يهمل بؤس شعبه (الأعدد 19ـ21) فهو مندفع بواسطة الغيرة لمجد الله ـ فهو يريد أن يظهر اسمه ودعواه تقام (عدد19-22). وهو يناشد الله ليكون أميناً لعهده ـ فقطع وعداً غير مشروط مع إبراهيم ودعمه من خلال موسى (تك12: 1 ـ 3؛ 15: 4ـ6؛ 22: 15-18؛ تث30: 1ـ10)

التطبيق

التأمل في أمانة الله قديماً، يشعل المثابرة في الوقت الحاضر وهذا حق فيما يتعلق بعمله العظيم لخلاص التاريخ (رو8: 32).
أحياناً تكون الصلاة تعبيراً غير مناسب لأنانية الإنسان. قبل تقديم طلباتك إلى الله، صلِّ أولاً أن يتمجد اسمه في حياتك وفي الكنيسة (مت6: 9).

الصلاة

أيها الرب سيدنا، شكراً لأجل أعمالك العظيمة في التاريخ الفدائي خاصة صليب يسوع المسيح. ساعدني لتكون حياتي كل يوم تعبر عن العبادة من كل القلب كرد فعل مناسب لإحساناتك(رو12: 1). في اسم يسوع المسيح أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6