Mon | 2011.May.02

الحكمة من المرثاة، الجزء الثاني

المزامير 73 : 13 - 73 : 28


وجهة نظر جديدة
١٣ حَقًّا قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ.
١٤ وَكُنْتُ مُصَابًا الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَتَأَدَّبْتُ كُلَّ صَبَاحٍ.
١٥ لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هكَذَا، لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ.
١٦ فَلَمَّا قَصَدْتُ مَعْرِفَةَ هذَا، إِذَا هُوَ تَعَبٌ فِي عَيْنَيَّ.
١٧ حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ.
١٨ حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ.
١٩ كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! اضْمَحَلُّوا، فَنُوا مِنَ الدَّوَاهِي.
٢٠ كَحُلْمٍ عِنْدَ التَّيَقُّظِ يَا رَبُّ، عِنْدَ التَّيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ.
تأمل نصيب البار
٢١ لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي، وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ.
٢٢ وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ.
٢٣ وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى.
٢٤ بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي، وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي.
٢٥ مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ.
٢٦ قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي اللهُ إِلَى الدَّهْرِ.
٢٧ لأَنَّهُ هُوَذَا الْبُعَدَاءُ عَنْكَ يَبِيدُونَ. تُهْلِكُ كُلَّ مَنْ يَزْنِي عَنْكَ.
٢٨ أَمَّا أَنَا فَالاقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي. جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلْجَإِي، لأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِكَ.

وجهة نظر جديدة (73: 13 - 20)
بينما يتأمل كاتب المزمور معاناة الأبرار ونجاح الأشرار(انظر تأمل أمس). يبدأ يشك في قيمة الحياة بأمانة أمام الله. (عدد13). هذا الصراع على صلاح الله في وسط هذا الظلم يسبب آلاماً نفسية شديدة (عدد14ـ16) وبدلاً من أن يسبب عثرة لإخوته وأخواته، اضطر أن يحتفظ بهذه الأمور لنفسه(عدد1). لكن نقطة التحول الحاسمة قد جاءت عندما دخل مقادس العلي(عدد17). هناك، اختبر حضور الله وقوته من جديد، وأعطى تذكيراً مهماً: الله عادل! ولأنه لا يسمح للشر أن ينتصر في النهاية، فالأشرار سيدانون بشدة(الأعداد18ـ20). وهذا الأمر محتوم ومحدد وعندما يحدث أي نجاح يتمتع به الأشرار سيتلاشى كحلم عند التيقظ(عدد20)

تأمل نصيب البار(73: 21 - 28)
عندما تغيرت وجهة نظر الكاتب بالمقابلة مع الله، بدأ ينظر إلى الوراء ويتطلع إلى حالته اليائسة وحسده واستنتج أن مثل تلك الفكرة جاءت بسبب نقص الحكمة والصدق(عدد21ـ22). لكن الله في نعمته يسمح للتجربة بأن تكون فرصة للتعليم وأغنية الرثاء تصبح وسيلة للحكمة الإلهية. ومن بين الدروس التي تعلمها، والأكثر أهمية: لا شيء يجلب السعادة والفرح العظيم سوى العلاقة مع الله الحي(الأعداد23ـ26) وبالرغم من أن ثروة الأشرار سريعة الزوال، فإن معرفتنا لله ومعرفة الله لنا تدوم إلى الأبد. الشخص المطوب حقيقة هو الذي يستطيع أن يقول "إن جسدي ولحمي يفنيان،أما الله فهو صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر(عدد26). نجد(الأعداد27ـ28)تنهيان المزمور، وهما يعملان كرد فعل مناسب للعددين(1، 2): لقد حل الرجاء محل الحسد وصلاح الله تأكد على المستوى العام أو المستوى الشخصي.

التطبيق

عدل الله، وسيادته على تاريخ البشرية هو الاستجابة الشافية لمشكلة الشر. يوما ما سيجعل الله كل الأشياء صحيحة (رؤ22: 12ـ16). صلِّ ليبقى شعبه في الإيمان حتى ذلك اليوم.
دعنا ننسى، أننا خطاة بين الأشرار الذين يستحقون غضبه. لكن شكراً لله لأجل ابنه الذي هو عطيته الغالية وعلي حسابه لا دينونة للذين هم فيه(رو8: 1)

الصلاة

ربي وإلهي، امنحني رؤية جديدة لعدلك وبرّك لكي أثق بشخصك حتى عندما تبدو لي أمور الحياة غير مفهومة. شكراً لأجل الصليب، الذي يقدم لي ضماناً بأن أي ألم أعانيه فهو دائماً أقل مما استحق. في اسم يسوع المسيح أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6