Sun | 2011.Mar.13

الوقت، والمال، والجهد الضائع

إشعياء 44 : 12 - 44 : 20


مُتعب وغير مثمر
١٢ طَبَعَ الْحَدِيدَ قَدُومًا، وَعَمِلَ فِي الْفَحْمِ، وَبِالْمَطَارِقِ يُصَوِّرُهُ فَيَصْنَعُهُ بِذِرَاعِ قُوَّتِهِ. يَجُوعُ أَيْضًا فَلَيْسَ لَهُ قُوَّةٌ. لَمْ يَشْرَبْ مَاءً وَقَدْ تَعِبَ.
١٣ نَجَّرَ خَشَبًا. مَدَّ الْخَيْطَ. بِالْمِخْرَزِ يُعَلِّمُهُ، يَصْنَعُهُ بِالأَزَامِيلِ، وَبِالدَّوَّارَةِ يَرْسُمُهُ. فَيَصْنَعُهُ كَشَبَهِ رَجُل، كَجَمَالِ إِنْسَانٍ، لِيَسْكُنَ فِي الْبَيْتِ!
١٤ قَطَعَ لِنَفْسِهِ أَرْزًا وَأَخَذَ سِنْدِيَانًا وَبَلُّوطًا، وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ مِنْ أَشْجَارِ الْوَعْرِ. غَرَسَ سَنُوبَرًا وَالْمَطَرُ يُنْمِيهِ.
١٥ فَيَصِيرُ لِلنَّاسِ لِلإِيقَادِ. وَيَأْخُذُ مِنْهُ وَيَتَدَفَّأُ. يُشْعِلُ أَيْضًا وَيَخْبِزُ خُبْزًا، ثُمَّ يَصْنَعُ إِلهًا فَيَسْجُدُ! قَدْ صَنَعَهُ صَنَمًا وَخَرَّ لَهُ.
١٦ نِصْفُهُ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ. عَلَى نِصْفِهِ يَأْكُلُ لَحْمًا. يَشْوِي مَشْوِيًّا وَيَشْبَعُ! يَتَدَفَّأُ أَيْضًا وَيَقُولُ: «بَخْ! قَدْ تَدَفَّأْتُ. رَأَيْتُ نَارًا».
١٧ وَبَقِيَّتُهُ قَدْ صَنَعَهَا إِلهًا، صَنَمًا لِنَفْسِهِ! يَخُرُّ لَهُ وَيَسْجُدُ، وَيُصَلِّي إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «نَجِّنِي لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي».
لقد تم هذا دون تفكير
١٨ لاَ يَعْرِفُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ لأَنَّهُ قَدْ طُمِسَتْ عُيُونُهُمْ عَنِ الإِبْصَارِ، وَقُلُوبُهُمْ عَنِ التَّعَقُّلِ.
١٩ وَلاَ يُرَدِّدُ فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَلاَ فَهْمٌ حَتَّى يَقُولَ: «نِصْفَهُ قَدْ أَحْرَقْتُ بِالنَّارِ، وَخَبَزْتُ أَيْضًا عَلَى جَمْرِهِ خُبْزًا، شَوَيْتُ لَحْمًا وَأَكَلْتُ. أَفَأَصْنَعُ بَقِيَّتَهُ رِجْسًا، وَلِسَاقِ شَجَرَةٍ أَخُرُّ؟»
٢٠ يَرْعَى رَمَادًا. قَلْبٌ مَخْدُوعٌ قَدْ أَضَلَّهُ فَلاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ وَلاَ يَقُولُ: «أَلَيْسَ كَذِبٌ فِي يَمِينِي؟».

مُتعب وغير مثمر(إش 44: 12 -17)
يوضح لنا النبي إشعياء عن بيئة أولئك الذين كانوا يصنعون أصناماً في أيامه. لقد كان عملاً شاقاً، مثل عامل منجم الفحم، أو عامل التنقيب على الذهب. صانع الصنم كان يجوع ويعطش. كما كان يفقد قوته ويصبح ضعيفاً. كان لابد أن تكون عين الصانع دقيقة، ويستخدم خيط شاقوله (خيط يُعلق منه ثقل لتحديد الاستقامة أو العمق) حتى يقف صنمه بطريقة صحيحة. كان عليه أن يكون حريصاً ليصنعه جيداً، حتى يهيئ مكاناً له في ساحته. يجب أن يكون صانع الأصنام أيضاً رجلاً يعمل أو يعيش في الغابات، يذهب للغابة ويختار الأشجار التي يقطعها التي منها يصنع الأصنام الخشبية. لا يستخدم منشاراً أو أي آلات أخرى بل يستخدم فأساً فقط؛ ليقطع به الأشجار. بعد أن يصنعه، يسجد له الصانع ويصلي له. يا له من شيء متعب وغير مثمر أن تصلي لشيء مصنوع بيدك.

لقد تم هذا دون تفكير(إش 44: 18 -20)
نقرأ في كل من العهد القديم والجديد عن العمى الروحي. إنها حالة شائعة بين الناس الذين لا يعرفون يسوع المسيح حتى الآن. لم يعرف صانعو الأصنام ولم يفهموا أي شيء عن الإله الحقيقي وكلمته وطرقه.
لم تكن عيونهم فقط هي المغلقة، بل كانت قلوبهم مغلقة أيضاً. لكي نفكر، يجب أن نتوقف. كلنا اختبرنا أن نكون مشغولين جداً. في تلك الحالة، التفكير في التوقف، يمكننا فقط أن نركز على ما نفعله. إننا نكف عن أن نكون مبدعين ونصبح قساة عندما نكون مشغولين جداً. مجرد أن نفعل ما ينبغي أن نفعله في "فترة انشغالنا" ـ هذه طريقة يائسة نعيش بها. تقودنا الحياة بدون فكر إلى أن تكون قلوبنا ضالة. القلب الضال من السهل أن يُخدع بالعواطف والإغراءات. لقد كان من المحزن أن صانعي الأصنام فعلوا كل هذا دون تفكير. لقد كانوا مشغولين جداً في كسب قوتهم.

التطبيق

الحياة المتعبة وغير المثمرة ليست هي ما يريده لنا الله. بعض الناس الذين قابلتهم متعبين جداً وفي مرارة بسبب الحياة التي يعيشونها. يجب أن نعيش كما يريد لنا الله، لمجده.
كلنا نحتاج إلى وقت لنفكر فيه. يجب أن يكون التفكير جزءًا من حياتنا العادية. خاصة، عندما نسمع أو نقرأ كلمة الله، يجب أن نأخذ وقتاً لنفكر فيها ونطبقها في حياتنا.

الصلاة

أيها الآب السماوي، أشكرك لأنه يمكننا أن نتعلم من خلال هذه الفقرة كثيراً عن نوع الحياة التي تريد أن نعيشها. نحن نريد أن نطيع كلمتك حتى لا نعيش مثل صانعي الأصنام المشغولين والمتألمين المجروحين. من فضلك ساعدنا أن نتبعك بطريقة تمجدك. في اسم يسوع المسيح أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6