التعاطف النبوي (1: 8 - 9)
إن العقاب الذي أمر به الله على السامرة(الأعداد6ـ7)"حلَّ الآن على يهوذا" (العدد9). بالرغم من أن الدينونة عادلة، لم يُسر لا الله ولا النبي بها. يعبر النبي المتعاطف عن حزنه بالنوح والولولة وهما من أعمال الحزن التي تصاحب الجنازات. الأكثر من ذلك بالمشي "حافياً وعرياناً"(العدد8)، يرمز ميخا إلى عار الناس المهزومين الذين سيُرسلون إلى السبي (العدد16 بالمقارنة مع أش20: 3ــ4). مع ذلك، الله لا يُسر بموت الخاطئ(حز18: 30ـ32)، لكن يستخدم تهديد الدينونة ليظهر جاذبية وخطورة الخطية ولكي ينتج مصالحة. وراء الدينونة المقدسة توجد المحبة الإلهية العميقة. يرمز ميخا إلى الرب يسوع، الذي يساوينا في عزلتنا عن الله. مع أن ميخا لم يكن مثل يسوع، إلا أن يسوع لم يكن مقصوراً على التعاطف فقط. لقد اختبر على الصليب سبي عزلتنا عن الله حتي يستردنا مرة أخرى من السبي.

جغرافية الدينونة (1: 10 - 16)
يُعطى جُرح عقاب الله معدلاً جغرافياً من إحدى عشرة مدينة بالقرب من أورشليم. أيضاً، سرد مدن يهوذا هذه أعطى فرصة لوصف طبيعة دينونة الله. يقدم ميخا، بنزعة شعرية، سلسلة من التلاعب بالألفاظ في الاسماء. فمثلاً "شافير" تنتسب إلى كلمة "جمال" ولذلك تصبح وسيلة شعرية تخبر الناس الذين يفتخرون بالجمال أنهم سوف يُعرفون بعريهم وخزيهم. تشبه أكذيب الكلمة العبرية "aczob" المخادع: أولئك الذين يسلكون بخداع سوف يُدمرون بالغرور. غالباً ما تكون دينونتنا ناتجة عن خطيئتنا. يحتوي كل من الكتاب المقدس (2مل18: 13-16) والتحاليل الآشورية المحدثة حكاية سينحاريب التاريخية، الذي قام بغزو مدن يهوذا وحتى وصل إلى أبواب أورشليم. أكيد كان وحي ميخا يدوي في آذان الناس بينما كانوا يشهدون بتحقيق نبؤته.