Tue | 2011.Aug.30

من المرثاة إلى الثقة

ميخا 7 : 1 - 7 : 13


مرثاة ميخا على الإيمان
١ وَيْلٌ لِي! لأَنِّي صِرْتُ كَجَنَى الصَّيْفِ، كَخُصَاصَةِ الْقِطَافِ، لاَ عُنْقُودَ لِلأَكْلِ وَلاَ بَاكُورَةَ تِينَةٍ اشْتَهَتْهَا نَفْسِي.
٢ قَدْ بَادَ التَّقِيُّ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ مُسْتَقِيمٌ بَيْنَ النَّاسِ. جَمِيعُهُمْ يَكْمُنُونَ لِلدِّمَاءِ، يَصْطَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَبَكَةٍ.
٣ اَلْيَدَانِ إِلَى الشَّرِّ مُجْتَهِدَتَانِ. الرَّئِيسُ طَالِبٌ وَالْقَاضِي بِالْهَدِيَّةِ، وَالْكَبِيرُ مُتَكَلِّمٌ بِهَوَى نَفْسِهِ فَيُعَكِّشُونَهَا.
٤ أَحْسَنُهُمْ مِثْلُ الْعَوْسَجِ، وَأَعْدَلُهُمْ مِنْ سِيَاجِ الشَّوْكِ. يَوْمَ مُرَاقِبِيكَ عِقَابُكَ قَدْ جَاءَ. الآنَ يَكُونُ ارْتِبَاكُهُمْ.
٥ لاَ تَأْتَمِنُوا صَاحِبًا. لاَ تَثِقُوا بِصَدِيق. احْفَظْ أَبْوَابَ فَمِكَ عَنِ الْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ.
٦ لأَنَّ الابْنَ مُسْتَهِينٌ بِالأَبِ، وَالْبِنْتَ قَائِمَةٌ عَلَى أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ عَلَى حَمَاتِهَا، وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
٧ وَلكِنَّنِي أُرَاقِبُ الرَّبَّ، أَصْبِرُ لإِلهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلهِي.
استرداد وعودة بني إسرائيل
٨ لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي.
٩ أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ.
١٠ وَتَرَى عَدُوَّتِي فَيُغَطِّيهَا الْخِزْيُ، الْقَائِلَةُ لِي: «أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكِ؟» عَيْنَايَ سَتَنْظُرَانِ إِلَيْهَا. اَلآنَ تَصِيرُ لِلدَّوْسِ كَطِينِ الأَزِقَّةِ.
١١ يَوْمَ بِنَاءِ حِيطَانِكِ، ذلِكَ الْيَوْمَ يَبْعُدُ الْمِيعَادُ.
١٢ هُوَ يَوْمٌ يَأْتُونَ إِلَيْكِ مِنْ أَشُّورَ وَمُدُنِ مِصْرَ، وَمِنْ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ. وَمِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ. وَمِنَ الْجَبَلِ إِلَى الْجَبَلِ.
١٣ وَلكِنْ تَصِيرُ الأَرْضُ خَرِبَةً بِسَبَبِ سُكَّانِهَا، مِنْ أَجْلِ ثَمَرِ أَفْعَالِهِمْ.

مرثاة ميخا على الإيمان ( 7: 1 - 7)
يتحول ميخا ليكشف عن كيفية الحياة في أرض تحولت بعيداً عن الله وكانت تحت الدينونة. إنه يشبه التجربة بشخص يشعر بالإحباط، ليس لعدم قدرته على أن يحصد ويستمتعٍ بثمار الأرض. إن بؤسه يُكثف بصورة أبعد بواسطة الغربة(العزلة)التي يشعر بها حيث لا يوجد أصدقاء أتقياء يؤيدونه. لكن في(العدد7)، يعرض ميخا نوع الإيمان الذي نحتاجه في أوقات اليأس والاكتئاب. إنه يعترف بأن الله يسيطر على كل شيء حتى الظروف المظلمة من حوله. يعرف ميخا أن الله ليس سيداً فقط، لكنه صالح وسوف يسمعه. هذا تحدى لإيماننا، هل نثق بالرب في الأوقات الصعبة؟ هل نظل ناظرين إلى يسوع، متذكرين ما فعله؟ على أية حال، "... ذاك الذي لم يمسك عنا ابنه بل بذله لأجلنا جميعاً، كيف لا يجود علينا معه بكل شيء أيضاً؟(رو8: 31ــ32).

استرداد وعودة بني إسرائيل ( 7: 8 - 13)
يتحول ميخا الآن من موقعه الحالي ليصف وقتاً عندما وقعت دينونة الله والشعب في السبي. لقد تغيرت النعمة بصورة درامية، لأن الناس أدركوا خطيئتهم، دعوا الرب ليغفر لهم ويستردهم. بمثل ثقتهم هذه يتحدَّوا أعداءهم بأخبار الله عن تحريرهم. يتجاوب ميخا لإيمانهم التائب بوصف كيف سيستردهم الله. الله آمين مع شعبه الذي قطع معه عهده. بالرغم من أنه ينبغي أن يذهب بنو إسرائيل إلى السبي بسبب خطيئتهم وتمردهم، إلا أن الله بنفسه سوف يستردهم ويرجعهم إلى أرض الموعد. بالنسبة لنا، الاسترداد الذي سيختبره بنو إسرائيل يشير إلى البركات التي ننالها في شخص المسيح، الذي من خلال حياته بدون خطية، وموته الكفاري، أخرجنا من سبي الموت، وأرشدنا إلى أرض الموعد الجديدة الخاص بنا(السماء نفسها).

التطبيق

هل يمكن أن تفكر في شخص ما في حياتك تستطيع أن تشجعه بحقيقة سيادة الله وصلاحه؟ حتى في الأوقات الصعبة؟ التوبة عن خطايانا والثقة بغفران الله لنا بالمسيح ليست شيئاً ما نفعله مرة واحدة عندما نصبح مسيحيين، لكنه شيء ما نفعله كل يوم في رحلة إيماننا.

الصلاة

أيها الآب، أشكرك لأجل فدائنا واستردادنا من خلال يسوع المسيح، ربنا ومخلصنا. ساعدنا ونحن نختبر رحمتك، ادفعنا لمساعدة الآخرين ليجدوا سلاماً في وسط الظروف الصعبة ونحن تأتي بهم للمسيح يسوع؛ لأننا في اسمه نصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6