رومية 4: 16-25، تكوين 22: 1- 5
د. ق. جون كوري إبراهيم
هناك لاعب كرة قدم محترف مشهور من كوريا الجنوبية يلعب كمهاجم لنادي الدوري الإنجليزي الممتاز توتنهام هوتسبير وقائد منتخب كوريا الجنوبية. لقبه هو سوني. واسمه الحقيقي هو سون هيونغ مين. إن والده معروف جدًا لدى الكوريين في هذه الأيام لأنه لعب دورًا مهمًا للغاية في نجاح ابنه، وهو لاعب كرة قدم متقاعد. اسمه هو سون أونغ جونغ. نلاحظ هنا أنّ الاسم الأول هو اسم عائلتهما، والاسم الثاني ليس اسم والدهما.
أنا اسمي الحقيقي الكوري هو جونغ هيونغ نام، أي اسمي عائلتي جونغ، واسم الشخصي هيونغ نام. لكنّ احدى المعلمات الأردنية في مدرسة لدراسة العربية غيّرت اسمي الأول من جونغ إلى جون حيث أزالت حرف غين بسبب صعوبات نطقه، منذ ذلك دُعيتُ باسم جون أو جون الكوري، وذلك لأني كنت بحاجة إلى التميز عن جون الأمريكي أو جون الأوروبي. بعد ذلك، أنا جعلت اسمي عربي بالكامل، وهو جون كوري إبراهيم. أي إنّ اسم والدي هو كوري، واسم عائلتي هو إبراهيم. طبعاً لم أكن أنتمي إلى عائلة إبراهيم جسدياً، بل روحياً. كذلك أطلب منكم أن تنتموا إلى عائلة إبراهيم مثلي.
إذن، ما هو سبب انتمائنا لعائلة إبراهيم؟ ذلك لأن نسل إبراهيم فقط يمكنه أن يرث ملكوت الله. إذن، ما هو الطريق لأن نكون نسل إبراهيم؟ يجب علينا أن ننجح بامتحان الله. إنّ إبراهيم نفسه هو الذي قد أخذ ذلك الامتحان ونجح فيه كما نجد ذلك من تكوين 22: -19.
إذا ما هو ذلك الامتحان؟
1وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».
بالتأكيد لم يكن ذلك الأمر الذي طلبه الله من إبراهيم مطلباً سهلاً. فقد كان إسحاق غالياً جداً بالنِّسبة لإبراهيم، حيث وُلد له وهو في سن المئة وبعد انتظار طويل جداً. والآن هو قد كَبُر ونَمَى وكان يُحبِّه كثيراً جداً. ومع ذلك، لقد أطاع إبراهيم الله، كما في العدد 3 و4.
3فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ،
إنها لم تكن مسألة لحظات قليلة أو عدة ساعات، بل كانت موضوع ثلاثة أيام. إذاً لقد كانت رحلة ثلاثة أيام. هل تستطيعون أن تتصوَّروا مشاعِر وأفكار إبراهيم طيلة هذه الأيام الثلاثة؟ نفهم جيداً كيف حصل على ابنه إسحاق. لقد وعد الله عدة مرات أنّه سيعطي ابنا لإبراهيم من خلال سارة. وهما صدَّقا هذا الوعد بالإيمان. ولكن لم يكن لديهما طفلٌ لفترة طويلة. ومن المحزن، كان قد انتهت لسارة عادةً كالنِّساء. لقد فُقِد كلّ أمل للإنجاب من إبراهيم وسارة، لأنّ رحِمها قد كان أُغلِق حيث لم يكن إمكانية للولادة، كما نجد ذلك من تكوين 18: 11.
11وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ، وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.
لقد كان لإبراهيم وسارة عدة أشكال من الإيمان بالله من خلال عدة تجارب مثل إيمان الحماية، وإيمان الشفاء، وإيمان الصحة وإيمان الغنى. لكنّ كل من أنواع الإيمان المذكورة هنا تحت فئة من نوعية وقتية أو دنيوية. إنّ الرب أراد من إبراهيم وسارة أن يجهِّزا نفسَيْهما بإيمان مختلف تماماً عن الإيمان الوقتي أو الدنيوي، وهو إيمان خاص من نوعية أبدية وسماوية. هل تعرفون ما هو الإيمان الخاص من نوعية أبدية سماوية؟ إنه هو إيمان القيامة. إنّ الله لم يسمح لهما أن يُنْجِبا طفلاً بحسب الطبيعية البشرية مثل باقي الناس. بل أراد لهما أن يُنْجبا طفلا بإيمان القيامة، حيث إنّهما صدًقا بالإيمان أنّ الله قادر أن يقيم الأموات. لقد أراد أن يكون لإبراهيم وسارة إيمان القيامة. وأراد أيضاً أن يُظهرَ لهما أنه هو الذي يستطيع أن يُقيم الأموات. وكذلك أراد منهما أيضاً أن يعرفا بأنّ حياة الإنسان لن تنتهي بالموت في العالم، بل إنّ حياة الإنسان سوف تستمر إلى الأبد. إما في الملكوت السماوات أو في الجهيم حتى بعد الموت. إنّ الرب أراد منهما أن يجهِّزا نفسَيْهما بإيمان أبدي وسماوي، وهو إيمان القيامة. لذلك انتظر الله حتى يُصبح إبراهيم وسارة شيخين متقدِّمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنِّساء.
إذاً ماذا كان من المفروض أن يفعل إبراهيم وسارة قبل تحقيق رغبتهما، أي قبل أن يحصلا على ولدهما؟ إنّ الله أراد منهما أن يُدركا سبب التأخير حصولهما على ولد، وأن يُصدِّقا بالإيمان بأنّ الله قادر أن يقيم الأموات. أخيراً لقد حصل إبراهيم وسارة على إيمان القيامة، بمناسبة حَبَل سارة وولادة إسحاق، كما نجد ذلك في رسالتين من العهد الجديد. إحداهما هي الرسالة إلى العبرانيين 11، والثانية هي رسالة رومية 4. الآن دعونا نقرأ من رسالة رومية 4 :16-25.
16 لِهذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ، كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ، لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيدًا لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا.
17 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ، الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ.
18 فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ، آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ، لِكَيْ يَصِيرَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا قِيلَ:«هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ».
19 وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ.
20 وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ.
21 وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا.
22 لِذلِكَ أَيْضاً: حُسِبَ لَهُ بِرًّا».
23 وَلكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ،
24 بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ.
25 الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.
دعونا ننتبه إلى كلمات "الموتى" من عدد 17، "مُمَاتًا"، و"مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ" من عدد 19. نلاحظ أنّ الرسول بولس استخدمها، حيث أنّ إبراهيم وسارة كانا كأموات، وهما شيخين متقدِّمين في السِّن، وقد انقطع أن يكون لسارة عادةً كالنِّساء. هنا علينا نعرف أنّ إبراهيم بواسطة إيمان القيامة ليس فقط حصل على ابنه إسحاق، بل أيضاً حصل على برِّ الله، كما نجد ذلك من عدد 22 "لِذلِكَ أَيْضاً: حُسِبَ لَهُ بِرًّا»" منذ ذلك، أصبح إبراهيم بارّاً بإيمان القيامة. إنّ إبراهيم كان فرِحاً جداً مع إسحاق. لكن مصدر فرحه ليس فقط حصوله على ابنه إسحاق، بل أيضاً حصوله على برِّ الله. أيها الإخوة، ما هو مصدر فرحكم؟
دعونا نرجع إلى تكوين 22: 1-5. إنّ الله الآن يطلب من إبراهيم أن يقدِّم ابنه ويُضَحِّي به. هنا يوجد تناقض بين أمرين. أي بين وعد الله بأنّ البذرة (أي النسل) يجب أن تأتي من إسحاق، وبين أمره بتقديم إسحاق كتقدمة. إسحاق ليس لديه أولاد وهو لم يتزوَّج حتى الآن. وبدأ إبراهيم يؤمن بأنّ الله سوف يحُلّ هذه المشكلة بنفسه. وقد كان إبراهيم سائراً بالإيمان بوعد الله، حيث قال له الله: "بإسحاق يُدعى لك نسل". وعلى أساس هذا الوعد، كان إبراهيم موافقاً ومستعداً للقيام بهذه التضحية. وربما فَكَّر إبراهيم بهذه الطريقة: "لو قُتل إسحاق إذاً كيف ستكون لديه البذرة؟ فالطريقةُ الوحيدة إذن هي أن يقوم من الموت." نعم، إن إبراهيم أصبح لديه إيمان القيامة، والذي يعني، الإيمان بِالله القادر، على أن يُقيم ابنه من الموت مرة أُخرى. نعم، إنّه قد تعلّم من الله نفسه عن أهمية إيمان القيامة عندما سارة حبلت إسحاق. نجد إيمان القيامة، إيمان إبراهيم في العدد 5،
5 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا».
لقد قال للخادمين بأنه هو وابنه سيرجعان سوية بعد أن يسجُدا لله. هو لم يكذِّب على الخادمين لكيلا يشعرا بالخوف، بل لقد كان متأكداً من أنّ الله سوف يُقيمُ ابنه من الموت مرة أُخرى حتى بعد أن يُضَحِّي به كتَقْدِمَة لله. هل تعرفون لماذا قال ذلك، ذلك لأنه كان لديه إيمان القيامة، وذلك هو سبب قوله لغلاميه سوف نرجع سوية. إنّ إبراهيم كان لديه إيمان القيامة، كما نجد ذلك في الرسالة إلى العِبرانيّين 11: 17-19
"17بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ 18الَّذِي قِيلَ لَهُ:«إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال."
إنّ إبراهيم برهن على إيمان القيامة بمناسبة امتحان الله له بِشكل واضح حيث قدّم ابنه ذبيحة لله. إنّ إسحاق كان يُعْتَبِر رمزاً ليسوع المسيح، حيث كان ميتاً بنظر أبيه إبراهيم لمدة ثلاثة أيام. لكنّ يسوع لم يكن ميتاً بنظر أبيه الله فقط، بل حقاً مات ودُفن، وحقاً قام من الأموات بعد ثلاثة أيام. هنا دعونا نتذكِّر إصحاح القيامة في العهد الجديد، أي الإصحاح 15 من رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس، في نهاية عدد 3 إلى 4
"أنّ المسيح مات من أجل خطيانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب."
ماذا قصد بولس بحسب الكتب؟ أنا شخصياً أوافق مع اللاهوتيين في رأيهم بأنه يتكلَّم عن قراتنا اليوم، أي تكوين 22. لأنه إسحاق كان ميتاً في نظر أبيه خلال رحلة الأيام الثلاثة. على كل حال، إنّ إبراهيم أدرك ما هو المقصود من امتحان الله، حيث أظهر إيمان القيامة بينما قدِّم ابنه ذبيحة لله. حتى الآن رأينا كيف أنّ الله قد جهَّز إبراهيم بإيمان القيامة وأرشده لكي يظهره.
دعونا نفكِّر مَن هم مرافقو إبراهيم بينما كان سائراً لكي يضحي بابنه إسحاق لمدة ثلاثة أيام. إنهم ابنه إسحاق وغلاميه، وحمار. لكنّ إسحاق لم يستطع أن يكن مرافقاً وخليلاً حقيقيا حيث كان ميتاً في نظر أبيه، وغلاميه لم يستطيعا أيضاً أن يكونا مرافقيه وخليلَيْه الحقيقِين. إذاً من كان مرافقه وخليله الحقيقي بينما كان سائراً لكي يضحي بابنه إسحاق؟ الجواب، الله نفسه. كيف يمكننا التأكد من هذه المسألة؟ ذلك من خلال رسالة يعقوب 2: 21- 23.
21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ:«فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللهِ.
هنا علينا أن نتذكَّر أنّ الله أمر إبراهيم بأن يضحي بابنه إسحاق ليس مباشرة، بل بعدما قام برحلته لمدة ثلاثة أيام. إذاَ لماذا؟ ذلك لأنّ الله أراد من إبراهيم أن يفكر في قصد الله من هذا الامتحان. أدرك إبراهيم أنّ الله يريد أن يصبح خليله الحقيقي. فأصبح يُدعى بخليل الله بمناسبة تقديمه لابنه. فنحن أيضاً علينا أن نعرف ما هي مشيئة الله من أجلنا. إنه يريد أن يكون خليلاً وصديقاً لنا. هنا أريد أن أذكِّركم بكلمات يسوع المسيح وتتأمَّلوا بها، وهي
أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ (يوحنا 8: 56)
ما هو قصد يسوع المسيح من ذلك؟ لقد كان إسحاق رمزاً ليسوع المسيح بمناسبة ولادته وذبحته. إنّ إبراهيم ابتهج لرجائه أن يرى يوم يسوع المسيح، فرآه وفرِح.
إخوتي وأخواتي الأعزاء، هناك لدينا الامتحانات والاختبارات التي يسمح إلهنا أن نمرُّ بها مثل إبراهيم. هل أنت مستعد لذلك؟ إذاً كيف نستطيع أن ننجح فيها؟ هل أدركت ما هو المقصود من امتحان الله كما فعل إبراهيم. هل لديك إيمان القيامة مثل إبراهيم؟ هل أنت حصلت على برّ الله؟ هل الله هو خليلُك الحقيقي؟ هل كانت عندك فرصة لبُرهان على إيمان القيامة مثل إبراهيم؟ وهل أصبحت خلان لله مثل إبراهيم؟ هل كنت في رحلة مثلما كان إبراهيم لمدة ثلاثة أيام؟ هل كان لكم إسحاق مثل إبراهيم؟ أيها الإخوة، أريد أن أشاركَكم في رحلة مثل إبراهيم وإسحاق.
تقريباً قبل 30 سنة، أي في الثاني من شهر أب 1990. لقد غزى العراق دولة الكويت. وبعد ذلك، حدثت حرب الخليج، في شهر كانون الثاني 1991، حيث كنت أنا راعي الكنيسة الكورية في البحرين، كنا خائفين من احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية. ولكنني شعرت بالارتياح قليلا، بعدما استلمت اقنعة وِقاية من السفارة الكورية. كنت فرِحاً جداً بسبب الاقنعة الوقاية لأني كنت شخصياً مدرِّب من أجل كيفية لاستخدامها أقل من ثلاثة سنوات في جيش بلادنا. فحاولت أن أُعلِّم زوجتي كيفية استخدامها. ولكن زوجتي لم ترد أن تجرِّبها؟ هل تعرفون ما هو السبب؟ ذلك بسبب عدم استلام طفلينا أقنعة وِقاية حيث لم يكن أقنعة وِقاية لأطفال في ذلك الوقت. فأَهْمَلنا استخدام أقنعتنا، أنا وزوجتي أيضا، ووضعناها جانباً، وأخذت أفكر بكلامها، حيث أدركت أننا نواجه موقفًا خطيرًا وصعبًا جدًا، فإما الحياة أو الموت. كنا نسمع أصواتاً عالية وحركات كثيرة عدة مرات كل يوم بسبب التصادُم بين الصواريخ بعضها ببعض.
أما فترة امتحان الله لإبراهيم فهي ثلاثة أيام فقط، لكن فترة حرب الخليج كانت أكثر من 10 أيام. وأما إبراهيم وسارة فكان لديهما ولداً واحداً و هو إسحاق. ولكن كان لدينا ولدين. كنا نستطيع أن نتصوَّر مشاعر وأفكار إبراهيم طيلة تلك الأيام الثلاثة طبعاً جزئياً على الأقل. وأدركنا أهمية إيمان إبراهيم، أي إيمان القيامة. وأدركنا أنّ الله نفسه أصبح خليلنا الحقيقي. نستطيع أن نقول أنْ فترة حرب الخليج أصبحت فرصة لتقوية إيماننا بالقيامة،
ولإدراكنا بأن الله هو خليلنا الحقيقي.
هل تؤمن بالقيامة كما فعل إبراهيم؟ هل نلت بر الله؟ هل الله صديقك الحقيقي؟ هل أتيحت لك ، مثل إبراهيم ، فرصة لإثبات إيمانك بالقيامة؟ هل صرت عبدًا لله مثل إبراهيم؟إذا كان الأمر كذلك ، فأنت تنتمي إلى عائلة إبراهيم. اسمي العربي هو جون كوري ابراهيم أو جون إبراهيم.