Sat | 2022.Nov.12

دِرعُ البِرِّ


«اثْبُتُوا ... لاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ»

ما يعنيه “دِرْعَ الْبِرِّ” هو الضمير الذي بلا عثرة من نحو الله والناس. وبدون هذا الجزء من سلاح الله الكامل، لا يقدر المؤمن أن يثبت أمام هجمات العدو، لأنه إذا كانت هناك شكوى على الضمير، لا يمكن للمؤمن أن يقف ثابتًا جريئًا أمام شكايات الشيطان ومكايده. إن المؤمن الواعي ذا الضمير الصالح، يستطيع أن يُجاهد جهاد الإيمان الحسن. ولا يوجد شيء يجب أن نهتم به مثل الضمير الصالح أمام الله والناس. لذا يقول الرسول بولس: «لِذَلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ» ( أع 24: 16 ).

إن أقل عثرة أو شكوى على ضمير المؤمن، يتسبب عنها إحزان الروح القدس الذي خُتِم به ليوم الفداء، فيتعطل فرح المؤمن بالرب، هذا الفرح الذي هو من نصيبه دائمًا، وهو القوة الدافعة له للشهادة والخدمة. وهل يمكن أن نثبت ضد مكايد إبليس، وصوت الضمير يشتكي علينا، ويلومنا بسبب أمور لا يرضى عنها الرب، ونسكت عليها دون أن نحكم على أنفسنا؟ ومتى كان المؤمن الحقيقي الذي تبرر مجانًا بالفداء الذي بيسوع المسيح، مُمنطِّقًا حقويه بالحق الإلهي، مُطبقًا إياه بكل دقة على حياته، مُقدِّمًا أعضاءه آلات بر لله، فلا بد أن يظهر ثمر البر العملي في حياته، لمجد الله. هذا هو المؤمن اللابس “دِرْعَ الْبِرِّ”، المُستعد للمعركة، فلا يجد العدو منفذًا لقلبه وضميره. وحينئذٍ تشعر النفس برضى الله عليها، وابتسامته الدائمة نحوها، وتشعر أيضًا بالحرية التي أعطتها لها النعمة في محضر الله. لقد تطهر الضمير بدم المسيح الثمين، والقلب تدرب على حياة الإيمان، وهكذا يختبر المؤمن لذة السير مع الله بحرية كاملة. في هذا الطريق يعرف المؤمن حركات الجسد جيدًا أفضل من الشخص ذي الضمير الملوم بسبب كثرة السقطات والضعفات. إن المؤمن ذا الضمير الصالح، يعرف ميول الجسد فيه لأنه يكتشفها في نور حضرة الله، ويتعلَّم أيضًا كيف يستند على قوة الله في مواجهتها.

باترسون



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6