Wed | 2022.Jun.29

شيءٌ واحدٌ


«اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ ... وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ»

ذلك الشاب الذي «رَكَضَ ... وَجَثَا» للمُعلِّم، أظهر عدة صفات تستحق المدح. متى يذكر أنه كان شابًا ( مت 19: 22 )، ولوقا يُعرِّفنا أنه كان رئيسًا، أي ذا منصب أو جاه ( لو 18: 18 ). لقد تقدَّم في إخلاص وتوقير، ورأى في الرب مُعلِّمًا عظيمًا صالحًا، يستطيع أن يُوجه الناس إلى الحياة الأبدية. وقد اعتبر من المُسلَّم به الحصول على الحياة الأبدية بالأعمال، طبقًا للناموس «اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا». ولكن من الواضح أنه لم يكن لديه أية فكرة عن ألوهية يسوع، ولذلك قال له الرب: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ» (ع18)، وكأنه يقول: “إذا لم أكن الله، لا يمكن أن أكون صالحًا”.

ولأن ذلك الشاب سأل سؤاله وعقله مُشَبَّع بالناموس، أحاله الرب إلى الناموس، خاصةً إلى الوصايا التي تتعلق بواجبات الإنسان تجاه قريبه، «فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي» (ع20)، «فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ» (ع21)، وهذا يبين أنه كان صادقًا في قوله أنه حفظ الوصايا. لقد كان شخصية متميزة فريدة، وكانت صفاته مُرضية لله. ولم يقلِّل الرب من شأن هذه الصفات المُرضية، بل اعترف بها، ونظر إليه بنظرات الحب. ولكن الرب يسوع اختبره: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ»؛ وهو الإيمان عطية الله، والذي كان من الممكن أن يجعله يُدرك مَن هو يسوع، وكان كافيًا أن يجعله يحمل صليبه ويتبعه، الإيمان الذي يجعل الكنز في السماء أفضل من الكنوز على الأرض. كان ذلك الشاب يتوقع أن يوجهه الرب إلى بعض أعمال الناموس التي كان يظن أنها تُنيله الحياة الأبدية، ولكن بدلاً من هذا وجهه الرب إلى أعمال الإيمان، «فَاغْتَمَّ ... وَمَضَى حَزِينًا» (ع22). فلم يكن يملك الإيمان، ولذلك كان من المستحيل أن يُري إيمانه بأعماله. ونفس الاختبار مُقدَّم لنا. فما هي إجابتنا عليه؟

ف. ب. هول



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6