Tue | 2022.Jun.21

سنة اليوبيل


«وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ، وَتُنَادُونَ بِالْعِتْقِ فِي الأَرْضِ»

إن سَنَةِ الْيُوبِيلِ تُعلن عن شهادة مزدوجة، فهي تشهد عن التشويش الذي صنعه الإنسان، كما تشهد عن ترتيب الله وأمانته. فعلى مدى 49 عامًا هناك أشياء كثيرة قد وصلت إلى حد بعيد من التشويش بعد أن تسلمها الإنسان من الله كاملة ومرتبة. هناك مَن أصبح مديونًا ولا يستطيع أن يَفي دينه، وهناك من أصبح في عبودية، وآخر مطرودًا ومشتتًا وليس له مأوى، وآخر نتيجة عدم سهره واجتهاده ضاع ميراثه من بين يديه، وآخر يعرف كيف ينتهز الفرص فأضاف المزيد إلى ميراثه.

إن كل هذا يحدث في يوم الإنسان أو كما يسميه الكتاب «يَوْمِ بَشَرٍ» ( 1كو 4: 3 ). ولكن متى حدث هتاف البوق في سنة اليوبيل، في لحظة واحدة، تعود كل الأمور إلى وضعها الصحيح. فحينما تسمع الآذان ذلك الصوت المقدس فإن المديون يُعتق من دينه، والعبد يتحرر من عبوديته، والمطرود يعود إلى مكان سكناه.

إن سنة اليوبيل؛ سنة ردّ كل شيء، يُنظَر إليها من منطلق أنها بركة وعتق لكل شعب الله والأمة بأسرها، ولا شك أنها هي نفس الأفكار التي تدور بعقل المؤمنين بالنسبة لظهور الرب من السماء، حينما يأتي ليعلن مُلكه على العالم. إن ظهوره سيضع حدًا لتعاسة الإنسان وشقاء البشرية، وستنتهي حالة التشويش التي جلبها الإنسان على نفسه وعلى كل الخليقة من حوله، وسيعود النظام العادل الذي أسسه الله ضامنًا البركة والسعادة للإنسان إلى الأبد. وحيث يسود البر سيسود السلام ويعم الخير وتنتهي المعاناة.

يا ليتنا لا ننسى أنَّ الربّ يسوع آتٍ سريعًا، فنُعطـي الأشياء الأرضيَّة قيمتها الحقيقية، باعتبار مدتها المحدودة، ونُثبِّت قلوبنا على الأشياء التي لا تُرى لأنها أبدية.

ماكنتوش



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6