الرسالة إلى أهل فيلبي 3 : 20 | رجاؤنا المبارك





28. Dec. 2021
 
رجاؤنا المبارك
 
«فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ»
 
كلمة “سِيرَتَنَا” في الآية موضوع تأملنا اليوم تعني “جنسيتنا” أو “موطننا”، وإنني عن نفسي أفضِّل كلمة “بيتنا” لتأدية المعنى المقصود. فإن الكلمة المقترحة تقرِّب المعنى إلى الأفهام العادية، لا سيما وأن النص الأصلي يتفق مع هذا المعنى. وعليه نقدر أن نقول: “فَإِنَّ بيتنا نَحْنُ هو فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ”. ومن كِلا الوضعين نرى أن الصفة البارزة التي تُميزنا في هذه الفترة الحاضرة هي السهر ورجوع المخلِّص.

ولا شك أن تلك اللحظة التي نتوقعها بالصبر تقرب وتقرب جدًا، فالأمور تجري على عَجَل لتنهي هذا التدبير الحاضر. على أنه ليس لنا أن ننتظر علامات، بل علينا أن ننتظر المخلِّص الرب يسوع المسيح. إن هذا الحق الهام ينبغي أن يؤثر على حياتنا وعواطفنا واهتماماتنا، ويجعلنا نعمل كل شيء في ضوء رجوع ربنا ومخلِّصنا العزيز المبارك الذي قارب على الأبواب.

يقول الرسول في العدد الذي اقتبسناه “فَإِنَّ بيتنا نَحْنُ هو فِي السَّمَاوَاتِ”، ومن هذا القول نفهم صفاتنا وحالنا أننا غرباء ونُزلاء نعبر صحراء مُجدبة. وإننا لسنا مستوطنين في منازل خالدة شيّدناها لأنفسنا حيث كان ربنا الغني غريبًا بلا مأوى. أي نعم، فنحن نتوقع الرحيل، ولذلك لا يمكن بالطبع أن تستقر أقدامنا على الأرض لتخلد عليها.

ولكن هل نرضى أن ندخل عمليًا في حقيقة أن ربنا قد يأتي في هذه اللحظة؟ فربما ونحن نُطالع هذه الكلمات، نسمع هتاف البوق، حينما يُقام الراقدون، ونتغير كلنا لنقابل ربنا المبارك الذي أحبنا وأسلَم نفسه لأجلنا. فهل رجاء رؤيتنا لشخصه الكريم يؤثر علينا ونحن في سفر الطريق؟ إننا مُطالَبون أيها الأحباء أن نحاسب قلوبنا، لأنه يوجد في هذا العالم المضطرب ما يبعد قلوبنا عن هذا الرجاء المبارك.

كاتب غير معروف
 
 
01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 Dec
 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6