إنجيل يوحنا 1 : 18 | هو خبَّر





26. Dec. 2021
 
هو خبَّر
 
«اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ»
 
مَن مِن الأنبياء أمكنه أنه يعلن الآب؟ لا أحد أمكنه أن يعلنه، ولا حتى أن يراه. لا موسى، ولا إيليا، ولا أي واحد من قديسي أو أنبياء العهد القديم، بل إن مَن أعلن الآب لنا هو ابن الله الوحيد، ابن محبته «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» ( يو 1: 18 ). لولا المسيح لظل الله بالنسبة لنا يسكن الضباب، بحسب تعبير الملك سليمان ( 1مل 8: 12 )، وما كان لأحد من البشر أن يعرف مَنْ هو الله بالحقيقة. عندما تجاسر موسى وطلب إلى الله أن يُريه مجده، قال له الله: «الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ» ( خر 33: 20 ). أما بالنسبة لنا، فما كان مستحيلاً على موسى نفسه، وعلى كل مؤمني العهد القديم، صار ممكنًا لنا، كقول الكتاب «اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 2كو 4: 6 ). ولما قال فيلبس للمسيح: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». أجابه المسيح: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» ( يو 14: 8 ، 9)، وذلك لأنه «هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ» ( كو 1: 15 ).

لكن لكي تظهر محبة الله في كل قوتها ووضوحها، كان الأمر يتطلب - لا حياة المسيح فقط - بل موته لأجلنا أيضًا. مكتوب: «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» ( رو 5: 8 ). ويقول الرسول يوحنا: «بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا (أو تجاهنا): أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ» ( 1يو 4: 9 ).

بهذا العمل، أعني موت الصليب، أعلن المسيح لنا محبة الله، وكل صفاته. ولهذا أمكنه من فوق الصليب أن يقول: «قَدْ أُكْمِلَ» ( يو 19: 30 ). لقد أكمل الغرض العظيم لمجيئه، وهو أن يُظهر اسم الآب للناس، ويُخبرنا عن الله.

يوسف رياض
 
 
01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 Dec
 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6