Mon | 2021.Nov.22

كنوز في السماء


«حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا»

كانت للمؤمنين القدماء مواعيد كثيرة بخصوص الخيرات الزمنية جزاءً على أمانتهم ( أم 3: 9 )، أما في موعظة الرب على الجبل فنرى غير ذلك، إذ أنه يحث تلاميذه على الأعمال الصالحة، ثم يُلمّح لهم أن لا ينتظروا جزاءهم على الأرض بحسب القانون القديم، بل في السماء ( مت 5: 12 ). والسبب في ذلك أنه عتيد أن يُرفض ويرتفع إلى السماء. ومن ثم يلزم أن يكون شعبه أُناسًا سماويين، يتألمون عاملين الخير فيصبرون ( 1بط 2: 18 -25).

«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ»: يتعلق القلب بالكنوز الأرضية بكل سرعة. ويمكن للإنسان أن يتقي الله إن كان يُجازيه على تقواه هنا على الأرض، كما افترى الشيطان على أيوب إذ قال: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟» ( أي 1: 9 ). وسمح الله للشيطان بأن يُجرِّده من كل شيء امتحانًا له، فثبت وصار مثالاً لنا كأتباع المسيح وقت رفضه من العالم.

«بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ ... لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا». لا يقول الرب، يجب أن يكون هناك قلبك، لأنه هو هناك بالضرورة لأنه إن كان لنا على الأرض أشياء مادية، كالفضة والذهب، أو أشياء تُشبع كبرياء القلب البشري، كالشرف العالمي، فإننا نُحب أن نُحافظ عليها، ولأنها ثمينة عندنا وعزيزة، تتمسك بها قلوبنا الخائنة غاية التمسك، لأن القلب يلحق كنزه حيثما يوجد. أما إن كنا قد حسبنا ذواتنا وكل ما عندنا للرب، فإننا نطلب ما فوق حيث المسيح جالس، ونهتم بما فوق، لا بما على الأرض ( كو 3: 1 ، 2)، ونُدبر كل أمورنا بحسب هذا المبدأ، وفي هذه الحالة يمكننا أن نُحول حتى المال الأرضي إلى كنوز سماوية ( لو 12: 32 -34)، وَنِعْمَ التحويل.

بنكرتن



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6