يظن البعض أنه من المستحيل للبشر الخطاة أن يتمثلوا بالكامل القدوس الرب يسوع المسيح. لكن من المهم أن نلاحظ أننا لسنا “مجرد بشر” ، حيث أننا قد افتُدينا فصرنا «شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ» ( 2بط 1: 4 )، لذلك “لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُخْطِئَ” ( 1يو 3: 9 )، بالرغم من احتفاظنا بالطبيعة القديمة في ذات الوقت. بالإضافة إلى ذلك هناك الروح القدس الساكن فينا، الذي يُعطينا كل القوة التي نحتاجها لنتمثل بالمسيح، إذا ما أخضعنا ذواتنا لقيادته ( غل 5: 16 ). والآن دعنا نتأمل في أربع شهادات مختلفة للتمثل بالمسيح، واحدة من المسيح وثلاث من رسله:

(1) شهادة الرب يسوع: فبعد أن غسل أرجل تلاميذه، علَّمهم قائلاً: «إِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» ( يو 13: 14 ، 15).

(2) الرسول بطرس: يُشجع الرسول بطرس المؤمن الذي «مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ»، ثم يُضيف بعد ذلك قائلاً: «فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ» ( 1بط 2: 19 ، 21).

(3) الرسول يوحنا: كتب الرسول يوحنا يحث المؤمن قائلاً: «مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا» ( 1يو 2: 6 ).

(4) الرسول بولس: يُحرِّض الرسول بولس المؤمنين في فيلبي أن يسيروا معًا بلا تحزب، وأن يفتكروا فكرًا واحدًا، واضعًا أمامهم المثال الرائع لتواضع المسيح «الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ»، نزل وتنازل جدًا، حتى إنه «وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ، مَوْتَ الصَّلِيبِ» ( في 2: 6 -8). ويا له من تحدٍ هائل يضعه الرسول بولس أمام المؤمنين «لْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا» ( في 2: 5 ).

ب. ل. كانر