Tue | 2021.Oct.05

اتبعني أنتَ!


«إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!» ( يوحنا ٢١: ٢٢ )

نعلم أننا “إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ فَسَنَتَمَجَّدُ أَيْضًا مَعَهُ” ( رو 8: 17 )، وإن كنا نتبعه، فحيث يكون هو، هناك يكون خادمه ( يو 12: 26 ). وهذه الدعوة المُقدَّمة إلى بطرس، هي دعوة لاتباع الرب، في طريق الشهادة والآلام، بقوة القيامة، إلى أن يصل إلى الراحة التي ينتهي إليها هذا الطريق، والتي تقود إليها هذه القيامة.

ويا لروعة المشهد البديع الذي نراه في يوحنا 21! ابن الله يقوم ويمشي بعيدًا عن أنظارنا، وبطرس ويوحنا يتبعانه. نحن لا نرى نهاية طريقهم، لأنه بينما هم يمشون هكذا، يُختَم الإنجيل. فكأن السحابة تأخذهم عن عيوننا، وعبثًا نحاول أن نتابعهم بأبصارنا، لأن طريق التلميذين بعيد عنا جدًا، كبُعد طريق الرب نفسه. وهذا الطريق هو الطريق المؤدي إلى بيت الآب ، المُعَدّ للرب وإخوته.

يحق لنا أن نقول إن العريس قد أبقى لنا الخمر الجيدة إلى الآخر، لو أن لنا الذوق الروحي الذي يتلذذ بها. فمرقس في إنجيله يُخبرنا عن قبول المسيح في السماء وجلوسه عن يمين الله ( مر 16: 19 ). ولوقا يُرينا الصعود نفسه عندما كان الرب رافعًا يديه، مُباركًا تلاميذه ( لو 24: 51 ). ولكن كل هذا مع جماله وحلاوته لا يوازي ما نجده هنا، لأننا هناك نرى الرب يُفارق التلاميذ ويتركهم، إذ يصعد هو إلى السماء، وهم يرجعون إلى أورشليم. أما هنا، فنراهم يتبعونه إلى السماء. فطريقهم لا ينتهي إلا بنهاية طريقه هو. حقًا ما هذا إلا باب السماء، يقودنا إليه إنجيل يوحنا، ويتركنا هناك. كأن ابن الله في نهاية إنجيل يوحنا، يُري الذين له “أين يمكث”، كما سبق وأراهم في بداية الإنجيل ( يو 1: 39 ). بهذا الفارق أنه في البداءة كان غريبًا على الأرض، وقد مكثوا معه يومًا واحدًا فقط، أما الآن فهو يرجع إلى سماه، وهناك سيمكثون معه إلى أبد الآبدين.

بللت



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6