Fri | 2021.Jul.23

قادر أن يُخلِّص


«مِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ»

هناك أمور ثلاثة ترتبط بكفاية المسيح لأن يكون أهلاً لمركزه كالكاهن العظيم:

أولاً: يقدر أن يُعِينَ: «لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ» ( عب 2: 18 ). نحن نرغب رغبة شديدة في مساعدة مَن يطلب المساعدة، لكننا في الغالب نندب شاكين من عجزنا التام عن القيام بذلك. أمّا المسيح فهو قادرٌ على إعانة المُجرَّبين لأنه تجرَّب «فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ» ( عب 4: 15 ). إنه اجتاز قبلنا وادي الدموع والتجارب، ويعرف كل مضايقات ومحاربات عدو الخير، ويقدر أن يُعيننا في كل تجربة تُصادفنا.

ثانيًا: يقدر أن يَرثِي: «لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ» ( عب 4: 15 ). المؤاساة أو الرثاء للضعف، هي قدرة الإنسان على الشعور بما يمرّ فيه شخص آخر من اختبارات كما لو كانت اختباراته هو. وتبلغ المؤاساة أعظم قوتها عندما يختبر المؤاسي بالفعل اختبارات الشخص الآخر. وبما أن المسيح «مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ»، فهو قادر أن يرثي للناس فيما يمرون فيه من نيران التجارب.

ثالثًا: يقدر أن يُخلِّص: «مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ» ( عب 7: 24 ، 25). إن استخدام الفعل المضارع يُشير إلى اختبار مستمر ناتج من ممارسة مستمرة؛ فهو يستطيع أن يُخلِّص باستمرار أولئك الذين باستمرار يأتون؛ أي أولئك الذين يعتادون الاقتراب إلى الله.

ج. أزوالد ساندرز



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6