Wed | 2021.Jun.30

أين أنت؟


فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟

واضح أن ثقة آدم وامرأته في الرب كانت قد ضاعت، لأن الخطية ملأت قلبيهما رعبًا وعدم إيمان، وما عاد لصوت الرب جاذبيته السابقة! صحيح أنهما اكتسبا معرفة الخير والشر، وإنما لإذلالهما واحساسهما بصغر شأنهما! وهكذا لم يخلف أبوانا لنا، الموت فقط، بل والضمير الشرير؛ وهي تركة البؤس! فالإنسان الذي يستشعر الشر ينفر من الله، ويُسيء الظن به.

وما أشد المباينة هنا بين خاصة المسيح الذين يسمعون صوته ويتبعونه. لكن صوت الرب لم يوقظ في قلب أبوينا سوى الخوف الذي له عذاب، ولا يمكن للضمير أن يفعل غير ذلك للإنسان المُذنب، إلى أن يؤمن بشهادة الله للمسيح. والمسيح هو الشاهد لمحبة الله الذي أرسل إلى العالم ابنه الوحيد، لكي نحيا به؛ لا بل وقد أرسله كفارة لخطايانا. ذلك أن الخطية هي موت أدبي، ويُقال لنا بوضوح إننا كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا. فإذا ما توسطت المحبة وتدخلت لكي تُخلِّص، فهي إنما تُخلِّص لتُعطينا حياة أبدية.

«فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟» ... ذلك هو أول نطق إلهي للإنسان الساقط. ويا له نطقًا حافلاً بالحق، فإنه يُعلن أن الإنسان قد ابتعد عن الله. لقد قضى على نفسه أدبيًا قبل أن يسمع النطق بالحكم الرهيب. صحيح أننا نقرأ أن الله «طَرَدَ الإِنْسَانَ» ( تك 3: 24 ). لكن الإنسان ابتدأ بالاختباء من وجه الرب، وهكذا جاء النداء: «أَيْنَ أَنْتَ؟». لم يُكلّف الإنسان نفسه مؤونة الاعتراف بخطيته وخرابه، لكن تصرفه كشف عن القصة، وكلمة الله أعلنت الحقيقة. ولا سبيل للعودة إلا في ابن الله، الإنسان الثاني، الذي هو الطريق والحق والحياة. هو وحده الذي يُحطِم قوة العدو ولو أن ذلك على حسابه، وحساب الآب الذي أرسله لهذا الغرض. فله كل الشكر والحمد.

كلي



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6