Sat | 2021.Jun.26

الحمامة كرمز للروح القدس


«رَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ»

الحمامة واحدة من أوضح الرموز للروح القدس في الكتاب، ونجدها واضحة جدًا في معمودية المسيح من يوحنا المعمدان، إذ انفتحت له السماء، وروح الله نزل من السماء بهيئة جسميَّةٍ مثل حمامة واستقر عليه. ونحن لا نرى هذه الصورة في أول العهد الجديد فقط، بل نجدها في أول الكتاب كله. فعندما يقول الوحي في فاتحة سفر التكوين إن روح الله كان «يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ» ( تك 1: 2 )، فإنه يستعير هذا التشبيه من الحمامة وما تفعله بالبيض أو الفراخ.

نلاحظ عدة مشابهات بين الحمامة والروح القدس، تُظهر طابع ذلك الأقنوم الإلهي، وطابع خدمته: (1) إن الحمام باعتباره من الطيور يُمثل الروح القدس الذي نزل من السماء. (2) الحمام يُميزه البساطة ( مت 10: 16 )؛ أي ليس له أغراض متباينة أو مبادئ متنوعة. وهكذا الروح القدس الآن، ليس له من قصد سوى تعظيم المسيح أمام قلوب قديسيه. (3) الحمام هو طائر الحب، ولهذا ترد الإشارة إليه كثيرًا في سفر المحبة؛ أي سفر نشيد الأنشاد. وهكذا نحن نقرأ في العهد الجديد عن محبتنا في الروح ( كو 1: 8 ؛ رو5: 5). (4) والحمام أيضًا هو طائر الحزن. وفي هديره نسمع رنة حزن واضحة.

هكذا نحن نقرأ في الوحي عن إحزان الروح القدس ( إش 63: 10 غل 5: 22 ). وهو يحزن عندما يجد المؤمنين مشغولين بأمور العالم، لا بأمور المسيح. ونلاحظ أننا لا نقرأ عن غضب الروح، بل عن إحزان الروح. (5) الحمام يُميزه الطهر، وهو نموذج للطيور الطاهرة. وهذه هي بعينها طابع وصفة أقنوم الروح القدس. (6) ثم إن الحمام طائر رقيق، يُمثل اللطف. وثمر الروح - كما يُخبرنا الرسول بولس - «لُطْفٌ» ( غل 5: 22 ، 23). (7) الحمام، من عهد نوح، إذ عاد إلى الفلك وفي فمه غصن الزيتون، اُعتبر هو وغصن الزيتون رمزًا للسلام. والروح القدس أيضًا يعمل في جو السلام، ويُنشئ السلام في القلب، وبين المؤمنين. فثمر الروح «مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ» (غل5: 22).

يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6