Fri | 2021.Jun.25

ماذا أصنَعُ لكِ؟


«مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟»

سأل أليشع سؤالان للأرملة الصارخة: الأول: «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟». والثاني: «مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟». ولقد أجابت تلك المرأة عن السؤال الثاني. أخبرته ماذا لها في البيت، ولكنها لم تُجب عن السؤال الأول. وكأنها أرادت أن تقول له: أنت تستطيع أن تفعل الكثير، ولذا فلن أحِّد نفسي بشيء ما، بل سأترك لك كامل الحرية لتفعل بحسب غناك أنت.

ما أضعف قلوبنا التي وسط التجارب تضع لله خطة ليسير عليها، أو على الأقل تتمنى أسلوبًا مُعيّنًا ليحل به الله المشكلة؛ وكأننا نُجيب على سؤال أليشع هنا ماذا أصنع لكِ؟ ولكن هذه المرأة تركت المجال لأليشع، ومن هنا أتت المعجزة.

فمن خلال أفكارنا وترتيباتنا قد يسمح الله ويحل، ولكن سيحل حلاً طبيعيًا ليس إلا، ولكن عندما نترك له المجال ليعمل فلننتظر أعظم النتائج وأروع المعجزات. ألم يسأل أحد تلاميذ الرب يومًا سؤالاً شبيهًا بذلك «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هَؤُلاَءِ؟» ( يو 6: 5 ). ولقد تسرَّع ذلك التلميذ فأجاب على السؤال بدلاً من أن يصمت أو حتى بدلاً من أن يعوّل على قدرة الرب، وكانت النتيجة قوله: «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيرًا» ( يو 6: 7 ).

إن بيت هذه المرأة كان فيه ثلاثة أشياء: شيء ضاع، وشيء على وشك الضياع، وشيء غير قابل للضياع. الشيء الذي ضاع هو زوجها، والشيء الذي على وشك الضياع هو الولدان، والشيء غير القابل للضياع هو بركة مخافة الرب. ما أمجد الرب الذي يجد في قلوبنا أو في بيوتنا أقل شيء من الأمور الروحية ليجعلها وسيلة للخروج من مآزقنا؟ ربما نحتقر ما عندنا من تقوى بسيطة، إلا أن الرب يحترم وجود هذه عندنا، بل ويسأل عنها. فلتتشجع قلوبنا فهو يقدر أن يستخدم القليل، حتى ولو دهنة زيت!

إسحق شحاتة



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6