الناس يسعون للحصول على الملذات والشبع من الأمور الأرضية ولكن نحن كم مرة نفكر في الأمور الروحية إذ تواجه المشاكل في حياتنا. موضوع اليوم هو (أولوية روحية) وقال يسوع في المقطع الذي قرأنا الآن للسامرة " أعطني لأشرب"
من هنا ، هل يسوع يعني أن الماء هنا هو ماء حرفي أو ماء روحي ، كان هناك بئر يعرف ببئر يعقوب. يمكنك زيارة البئر اليوم لأنه بالقرب من جبل جزريم حالياً . وعندما بلغ يسوع هذا البئر ، كان قد تعب من جراء رحلته الطويلة سيراً على الاقدام ، لذا جلس عند البئر . فيسوع كان أيضاً إنساناً كاملاً وإلهاً كاملاً وبصفته الله لم يكن يتعب أبداً ، ولكنه تعب كإنسان الكامل بين الناس ويفسر لنا العدد الثامن من الزاوية البشرية ، السبب الذي دعى الرب الى طلب من المرأة السامرية أن تعطيه ماء ليشرب.
أولاً، الماء الحي الذي يعطيه يسوع لا يقتصر على حياتنا على الأرض بل تستمر الى ألابد.
وكان تلاميذه قد مضوا الى سوخار ليبتاعوا بعض الطعام ولكن يسوع فسّر في العدد 13 الفرق بين الماء بمعناه الحرفي من بئر يعقوب والماء الذي يعطيه هو. المكتوب: كل من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية , أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش أبداً" من هنا نعرف أن المرأة السامرية تعتقد هذا الماء ماءاً حرفياً.
أما الماء الذي يعطيه يسوع فيروي حقاً وكل من يشرب من بركات المسيح، ومن مراحمه لن يعطش ثانية ً فاحساناته لا تملأ القلب فحسب بل تجعله يفيض أيضاً. وهذا النبع يفيض بإستمرار وليس في هذه الحياة فحسب بل في الأبدية أيضاً. فالعبارة " ينبع الى حياة الأبدية " تعني أن منافع الماء الذي يعطيه يسوع لا تقتصر على حيااةتنا على الارض، بل تستمرالى الأبد. فان ملذات هذه العالم هي لبضع سنوات قصيرة أما الملذات التي يمنحها المسيح فتستمر حتى الحياة الابدية . في العدد 15 : قالت المرأة أعطيني من الماء ياسيدي فلا أعطش. ولا أعود الى هنا لأستقي . وبعد سماع يسوع هذا الكلام حوّل يسوع حديثه من الماء الحرفي الى الماء الروحي ولكن المرأة السامرية ما زالت تفكر في الماء الحرفي . كانت ترغب في ألا تعود أن تأتي الى هذا البئر يوميا لأستقاء الماء. ومن ثم نقله الى بيتها في وعاء ثقيل تحمله على رأسها. ولم تدرك قصد الرب بسبب خطيتها وإهتماماتها الجسدية . ولكن الماء الذي حدّثها عنه الرب يسوع كان روحياً. وأنه يشير الى كل البركات التي تكون من نصيب النفس البشرية التي تؤمن به.
ويسوع يشير الى هذا الماء الى الروح القدس الذي يخلص النفوس. وإهتمام التلاميذ كان في الطعام ولذا مضوا الى القرية للحصول على الطعام، أما الرب فكان مهتم بالنفوس. وكان مُهتماً بتخليص النساء والرجال من الخطية ومنحهم ماء الحياة الابدية. ياترى ماذا هي إهتماماتنا؟
يمكننا أن نستنتج من دراستنا لحياة يسوع في هذه المقطع أنه لابد من إشباع حاجته فأنه أوجد من إحتياجهفرصة للشهادة، فمدخل حديث يسوع المسيح هو وفق حاجة من يحدثها. في العدد 34 يحاول يسوع مُجدداً ألآن تحويل إبصار تلاميذه عن أُمُور المادية الى الأمُور الروحية. فطعامه كان أن يعمل مشيئة الله وأن يكمل العمل الذي كان الله قد أوكله إليه . وهذا يعني أن الرب يسوع كان يمتنع عن تناول الطعام الفعلي ، بل المقصود بالأحرى هنا أن يعمل مشيئة الله، كان الهدف ألأعظم عند الرب يسوع وليس إهتمامه بالجسد.
ثانياً تحتاج أن تعترف بإنك خاطئ قبل أن يتسى لك إختبار الخلاص.
كيف يسوع يتناول المناقشة مع المرأة السامرية على إحتياجاتها ." فقالت له المرأة السامرية .... اليهود لا يعاملون السامريين " كما تجد هذا من العدد التاسع وهو " أنت يهودي أنا سامرية" .
لقد يسوع أن يتجاهل هذه المسألة التي أثارتها المرأة السامرية والتي هي مثيرة للجدل والخلاف. فعليك أن تنمي الاحساس بالاسئلة المهمة وإبرازها. وهذه هي الاسئلة التي تجعل الانسان يعرف الله عندما تتكلم مع الناس عن يسوع ستُثار كل الاسئلة ولكن لا ترد على كل الاسئلة ، كما فعل يسوع المسيح ولم يتورط في المسائل السطحية . فوجهها يسوع الى الذهاب وإستدعاء زوجها.
وفي العدد 16 " إذهبي وأدعي زوجك وأرجعي الى هنا" لمذا حول يسوع حديثه مثل هكذا ؟ تحتاج هذه المرأة أن تعترف بإنها خاطئة قبل أن يتسنى لها إختبار الخلاص وعليها أن تقبل المسيح بتوبة صادقة، مُعترفة له بذنبها والرب يسوع كان يعرف كل شئ عن الحياة الخاطئة التي عاشها. كان يسوع المسيح مع الخُطاة والعشارين ، لماذا؟ لكي يخلصهم.
ثالثاً: الرب عنده خُطة للإنسان ولا تمنع الأختلافات الدينية والصعوبات الثقافية الى الوصول الى النفوس الخاطئة.
لابد ليسوع أن يختاز السامرة ( 4:4) وعلينا أن نفهم أن الاعتبارت الجغرافية ليست هي التي أرغمته على ذلك . بل إنما تصرف بسبب وجود نفس مُحتاجة في السامرة وكان بإستطاعته مساعدتها . فإختار يسوع المسيح هذا الطريق الى السامرة لكي يوصل الى السعب المُحتّقرين، فإبن الانسان جاء ليبحث عن الهالكين ويخلصهم ( لو19: 10) الرب عنده خُطة للإنسان لكي يخلصهم ولذا مكتوب في الكتاب المقدس " وكان لابد من المرور بالسامرة" (4: 40) فإنتشرت رسالة ألإنجيل في السامرة وبدأ يُبشر فيها بالمسيح ( 5 :8 ) وسمع الرسل في أُرُوشليم أن السامريين قبلوا كلام الله( 14). كان بطرس ويوحنا يبشران قُرى كثيرة في السامرة( 8: 25) . والاختلافات الدينية والجُغرافية والصعوبات الثقافية لم تمنع يسوع للوصول الى النفوس الخاطئة . كذلك يسوع يعرف المُحتاجين ويصل إليهم ويسدد حاجاتهم ، فنحن كتلاميذ المسيح نحتاج الوصول الى المُحتاجين وتسديد أحتياجاتهم .
في العدد 23 " وبالروحوالحق يجب على العابدين أن يعبده" وكان اليهود قد جعلوا العبادة تقتصر على الشكليات الخارجية والطقوس كانوا يظنون أنهم يتمسكوا بحرفية الناموس ، ولكن عبادتهم لم تكن بالروح بل كانت خارجية لا داخلية .
وكان السامريون يمارسون عبادة طقسية ويمارسون فرائض من إختراعاتهم ، لذا كان الرب يقوله أن السجود يجب ان يكون بالروح والحق . وبخ يسوع في الواقع كلا من اليهود والسامريين لأن عبادتهم لم تكن بالروح. فالله مُهتم بعبادة شعبه له . فهل يحصل منى على هذه العبادة؟ كما تجد كلمة " لابد منها( 4: 4) تجد الكلمة " ينبغي " في العدد 24 من هنا نستنتج أن العبادة الحقيقية يتم فقط بالروح والحق.وكذلك لن يُخّلص الخطاة أذ لم تشهد لهم رسالة الانجيل ( رو 10 : 14) ، يسوع هو حق ( 3 : 21 / 6 : 14) وطريق وحيد للأب ( أع 4: 12 )، والعبادة بالحق تعني عبادة الله من خلال المسيح. والعبادة بالروح هي عبادة بحسب البعد الروحي الجديد الذي أعلن الله لشعبه . ويبحث الآب عن الساجد الحقيقي لأنه يطلب من الشعب أن يعيش بحسب الحق.
العبادة الحية تجعل أولويتنا أمور روحية كما فعل الرب فنعبد الرب بالروح والحق وهذا يجعل الكنيسة تنمو روحياً.