الاحتياجات الروحية
في هذه الايام إذا أراد شاب أن يصعد السلم الاداري لمؤسسة من المؤسسات، عليه أن يتعهد بأن يُكرس نفسه تماماً لهذه المؤسسة. وعليه أن يعمل بجد ثماني ساعات في اليوم طوال خمسة أو ستة أيام في الاسبوع. وهذه المؤسسة تطلب من الشاب أن يأكل وينام ويتنفس رؤيتهم.
في وسط هذه المنافسة تأتي دعوة يسوع المسيح، قال يسوع: إن أرادة أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني (لو 9:23). إن يسوع اليوم وفي كل الأوقات يطلب تلاميذٍ له، إنه لا يطلب مجرد مؤمنين يوم الاحد فقط . فإذا تكون عضواً في الكنيسة فتحتاج أن تكون تلميذ يسوع ويطلب منك أن تنمو في ثلاثة مجالات تالية: وهي التعليم والتدريب وبناء الشخص.
أعرف التعليم بأنه منح المعرفة والتدريب ، بأنه منح المهارات والبناء، بأنه منح الشخصية . أنا لا أذكُر هذا الموضوع كله في هذا المساء بل نتعلم كيف نكون مُشابهين بصورة إبنه. فعنوان هذا المساء هو " إحتياجات روحية ( يو1: 1 – 30 ).
أولاً في العدد الرابع:" وكان لابد له أن يجتاز السامرة ". الله عنده خطة لكل واحد منا. هل نحن نهتم بالمؤسسة أو بالاشخاص , هل تسلم الجميع الذين تعرفونهم أو الذين لا تعرفونهم. هل تهتم بالبرنامج أو الأشخاص، الله أعطانا رؤيته. فالمؤسسة أو البرنامج يجب أن تخدم هذه الرؤية. إذاً ماهي رؤية يسوع المسيح في السامرة. يسوع الرب عرف مشيئة الله فقال لنا في العدد الرابع : لابد أجتاز السامرة. هل يمكن أن تقول : لابد أن أجتاز هذه المنطقة.
هل تمنع الإختلافات الدينية والصعوبات الثقافية وصولنا الى نفوس الأخرين. وهناك ثلاثة حواجز بين اليهودي والسامرية حينذاك وهي: كما قالت المرأة السامرية: أنت يهودي وأنا سامرية. أنت رجل وأنا إمرأة , وانت صالح وأنا خاطئة وعلينا أن نفهم أن الحوجز الاجتماعية والثقافية والدينية ليست أرغنته على ذلك، بل إنما تصرف يسوع بسبب وجود نفس مُحتاجة في السامرة. إذا لا تهتم بالمؤسسة ولاالبرنامج بل تهتم بالاشخاص. وكذلك يجب علينا أن نتخصص في سد إحتياجات الأخرين، ان ربنا يسوع يهتم كثيرا بحالة الشخص ، لا بما يستطيع أن يفعله.
فإختار يسوع المسيح هذه الطريقة الى السامرة لكي يصل الى الشعب المحتاجين والمحتقرين. فنستنتج أن أولوية يسوع في حياته هي أمور روحية ولا جسدية. فإذا كنت تلميذ يسوع بعملية الكرازة من أورشليم الى أقصى الأرض. فلو أننا عملنا فقط بين المؤمنين في خدمة التلمذة فإن حصيلة الربح لملكوت الله سوف يكون صفراً.
حوّل يسوع حديثه في العدد العاشر من الماء الحرفي الى الماء الروحي. لوكنت تعلمين عطية الله ومن هو ألذي يعطيك الماء حينئذاً. والماء الذي حدثها عنه الرب يسوع كان روحياً. كم مرة يؤدي حديثنا الى ثرثرة أو كم مرة يؤدي حديثنا الى موضوع روحي. ويسوع يشير هذا الماء الى الروح القدس الذي يخلص النفوس. فإبن الإنسان جاء ليبحث عن الهالكين ويخلصهم (لو 19 :10).
إذا شربت الماء من البئر تعطش لكن من سيشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش الى الابد( 4: 14). بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية. فكان يسوع مهتماً بتخليص الرجال والنساء من الخطية ومنحهم ماء الحياة الابدية ، ياترى مإهتماماتنا؟ هل نهتم بخلاص النفوس أم تسديد إحتياجاتنا الأرضية؟
ثانياً: نَمَىَ إيمان المرأة السامرية تدريجياً في العدد 10 تنادي المرأة ليسوع هو " أنت في العدد 15 " ياسيد" وفي العدد 19 ياسيد أرى إنك نبي" وفي العدد 25 انا أعلم أن مسيا الذي يُقال له المسيح يأتي . فأعلن يسوع إنه السيح في العدد 26 " أنا الذي أكلمك هو" فليس سواه يقدر أن يعطي هذه العطية المجانية التي تشبع النفس. حقاً يسوع هو المُعطي الماء الحي. ومن خلال الحديث مع الرب ينمو إيمان المرأة السامرية وتعترف أن الرب يسوع هو المسيح. كيف ينمو إيماننا؟ عن طريق الحديث مع الرب. وكيف يحدثنا الرب اليوم؟ هو الصلاة وقرأة الكلمة ، لانة القطار الصاعد هو الصلاة وأما القطار النازل فهو كلمة الله. كما يجوع الجسد ويعطش كذلك الروح. الروح يتطلب طعاماً وماءً روحيين ، والمراة السامرية جاءت لتستقي ماء ، وتلاميذ يسوع ذهبوا ليشتروا بعض الطعام أما يسوع فبدل من إشباع حاجتها الجسدية فإنه أوجد من إحتياجه فرصة للشهادة . في العدد 34 يحاول يسوع مجدداً الآن تحويل أبصار تلاميذه عن الأُمُورالمادية الى الأُمُور الروحية. فطعامه كان يعمل مشيئة الله وأن يُكّمِل العمل الذي كان الله قد أوكله اليه . نحن لا نُحّرِم جسدنا من الاكل أو الماء عندما يجوع أو يعطش فلماذا إذاً نُحّرِم الروح؟
ان يسوع المسيح هو كلمة الله الحية والكتاب المقدس الكلمة المكتوبة قادران على إشباع جوع وعطش نفوسنا. ولكن هنا نقطة مهمة من كلمة الرب وهي : فقال لها " أذهبي وأدعي زوجك وتعالي الى ههنا" لماذا وَجّه يسوع هذا السؤال لها ؟تحتاج هذه المراة أن تَقِر بإنها خاطئة قبل أن يتسنى لها إختبار الخلاص . اذا لم تعترف خطاياك امام الرب لا تتقابلمع الرب ولا تختبر خلاصك. ويبدأالخلاص بإعتراف الخطايا.
من يعرف إنك هالك غير نفسك يستطيع وحدك أن تختبر الخلاص. فجميع الناس هالكون ولكن جميع الناس ليسوا على إستعداد لقبول ذلك . ومن هنا ضرورة ألا نتجنب أبداً مسألة الخطية وسوف يخلصهم إذا تابو عن خطيتهم وأمنوا به" هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية."
وبعد أن إختبرت هذه المرأة الخلاص تركت الأمور التي لها بالغ الأهمية في حياتها قبلاً ومضت الى المدينة( 4: 28 ) وقالت للناس هلموا أنظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت ، فخرجوا من المدينة أتوا إليه ( 4: 29) فما أن يختبر أحدنا الخلاص ، حتى يبدأ للحال يفكر في الاخرين الذين هم في حاجة الى ماء الحياة . لقد أثبتت شهادة المرأة فعاليتها . وذلك لأن سكان تلك المدينة تركوا بيوتهم وأعمالهم إذ خرجوا في أثر يسوع . وحركت قلوبهم بحديثها بالرغم من بساطة شهادتها. إّذا تغيرت أولوية المرأة السامرية من أمور روحية.
ثالثاً:بعبد الرب بحسب البعد الروحي الجديد. في العدد 22" أنتم تسجدون لما لستم تعلمون. أما نحن فنسجد لم نعلم... فبالروح والحق ينبغي أن نسجدوا.يسوع هو حق وهو طريق وحيد للآب , فالعبادة
بالحق تعني الله من خلال يسوع، والعبادة بالروح عبادة بحسب البعد الروحي ، هل نحن نسجد للرب بالروح والحق كل حين؟ أو هل نعبد الرب يوما واحدا ونترك بقية أيام الأسبوع ؟ أذن قبل أن تأخذ مسؤولية في الكنسية، لابد أن تأخذ صفات معينة من الرب لكي تكون مشابهين بصورة إبنه.
اولاً: لاتحرم الحاجة الروحية كما لا تحرم الحاجة الجسدية.
ثانياً: إوجد من إحتياجاتك الجسدية فرصة للشهادة.
ثالثاً: إعترف بخطاياك لكي تتقابل مع الرب ويعلن لك ذاته في حياتك.
رابعاً: لا تنسى أن النبع يفيض بإستمرارليس في هذه الحياة فحسب، بل في الحياة الابدية أيضاً.
خامساً: لتكن أسلوب حياتك عبادة حية مرضية عند الرب.