Thu | 2013.Apr.11

إبراهيم وبركات الطاعة


بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، يَقُولُ الرَّبُّ، ... أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ ... مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي ( تكوين ٢٢: ١٦ - ١٨)

إن كان للطاعة جمالها وروعتها، فبالتأكيد لها بركاتها ومكافآتها، لذا تحصَّل إبراهيم على بركات عظيمة نتيجة لطاعته:

1- تمتع بأن ناداه ملاك الرب مرتين - وهو فوق جبل المُرِيَّا - في المرة الأولى طالبه أن يرفع يده عن ابنه، وفي المرة الثانية كان الكلام مُختَّص بالبركة ( تك 22: 11 ، 15).

2- حصل إبراهيم على شهادة من الرب نفسه بأنه خائف الله، وما أعظمها شهادة! إذ قيل له: «الآن عَلِمتُ أنكَ خائفٌ الله» ( تك 22: 12 ).

3- لأن الله شبع للغاية بما فعله إبراهيم، عبَّرَ عن عُظم تأثره بطاعته، بأنه لأول مرة في كل الكتاب يُلزم الرب نفسه بقَسَم: «بذاتي أقسمت يقول الرب ... أُباركُكَ» ( تك 22: 16 ، 17).

4- بركة جديدة: بحسب تكوين 15 بارك الرب نسل إبراهيم بأن جعله كنجوم السماء في الكثرة، «وقال: انظر إلى السماء وعُد النجوم إن استطعت أن تَعُدَّها ... هكذا يكون نسلك» ( تك 15: 5 )، أما في تكوين 22: 17 فنقرأ عن بركة جديدة؛ بأن يكون نسل ابراهيم كالرمل الذي على شاطئ البحر: «أُكثِّر نسلَك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر».

5- لم يُحْرَمْ إبراهيم من السجود: كان إبراهيم قد سبق وقال للغلامين: «أما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما»، وها هو الرب يجعله يسجد مع إسحاق بتقديم الكبش محرقةً للرب.

6- شرفٌ كبير لإبراهيم أن يُسَجَل عنه هذا الحَدَث في رسالتين من العهد الجديد: أولاً في عبرانيين 11: 17-19 «بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب. قدَّم الذي قَبِلَ المواعيد، وحيدَهُ ...»، وثانيًا في يعقوب2: 22،21 «أ لم يتبرَّر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدَّم إسحاق ابنه على المذبح؟ ...».

7- هذه القصة الجميلة، وهذا الحَدَث الرائع، أصبحت أكثر من مجرد كونها قصة أو حَدَثًا. لقد أصبحت رمزًا لقصة أروع بما لا يُقاس، ألا وهي قصة الحب العجيب: كيف أن الله المُحب بذل ابنه الوحيد الحبيب لأجل أثمة فجار نظيرنا. فيا للشرف!

عزيزي إن الطاعة هي أقصر طريق للبركة، والطاعة الحقيقية ليست شعارات نتشدق بها بل حياة نحياها.


عادل حبيب



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6