Wed | 2013.Mar.27

بركات الإيمان (2)


اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ ( يوحنا ٣: ٣٦ )

تأملنا في الأسبوع الماضي في بركات الإيمان كما يوردها إنجيل يوحنا، ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول:

(4) لا يموت: فمع أنه «وُضِعَ للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة» ( يو 11: 25 )، فإن المؤمن كما نجا من الدينونة فإنه أيضًا «قد انتقل من الموت إلى الحياة» (يو5: 24)، وهو «لن يرى الموت إلى الأبد» (يو8: 51). أو بحسب كلمات المسيح «مَن آمن بي ولو ماتَ فسيحيا» (يو11: 25). وعندما يقول الرب عن المؤمن إنه «انتقلَ من الموت إلى الحياة» فهو بهذا يُشير إلى عمل تم في الماضي، ونتيجته يتمتع بها المؤمن الآن، وإلى الأبد.

(5) لا يبقى في الظلمة: «أنا قد جئتُ نورًا إلى العالم، حتى كل مَن يؤمن بي لا يمكث في الظلمة» ( يو 1: 9 ). فبالإيمان ينجو الإنسان من الظلمة التي كان فيها قبلاً، ولا يعود يمشي فيها (يو8: 12). لقد انتقل إلى النور (1يو1: 7)، وصار من أبناء النور (يو12: 36). لقد تعرَّف بالمسيح «النور الحقيقي»، «نورُ العالم»، «نور الحياة» (يو1: 9؛ 8: 12؛ 9: 5).

(6) له حياة أبدية: إن كان المؤمن ينجو بالإيمان من الموت ومن الهلاك ومن الغضب، فإنه إيجابيًا يتمتع بعطية الحياة الأبدية. ليس أنه يرجو أن يحصل عليها في النهاية، بل إنها له من الآن، وهو ما يؤكده إنجيل يوحنا 7 مرات ( يو 3: 15 ، 16، 36؛ 5: 24؛ 6: 40، 47؛ 20: 31). كان اليهودي التقي قديمًا ينتظر المُلك الألفي ليحصل على البركة التي سيأتي بها الرب للشعب، بل والحياة الأبدية أيضًا بحسب مزمور133: 3. أما نحن فإن الحياة الأبدية بمفهوم أعظم هي مِلكنا من الآن.

(7) له عطية الروح القدس: هذه العطية مرتبطة بالبركة السابقة. فالروح القدس هو قوة تمتعنا بتلك الحياة الأبدية؛ حياة الله نفسه، وتمتعنا بكل ما في الله. فالذي سيأتي إلى المسيح سيرويه المسيح، وسيمتعه بعطية الروح القدس، فلا يعود يعطش ثانيةً، بل يصير الروح القدس في داخل المؤمن ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية ( رو 8: 2 ،، 14؛ 7: 37-39). إنه «روح الحياة في المسيح يسوع» (رو8: 2)، ويُصبح الروح القدس في المؤمن نبع قوة وفرح، ينبع إلى حياة أبدية.


يوسف رياض



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6