Fri | 2012.Nov.16

تحذير وتشجيع


وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ... ( مر ١٤: ٢٧ ، ٢٨)

نفس الظروف التي تُرينا كمال الرب، تكشف عن ضعف التلاميذ. فلقد استطاعوا أن يسبِّحوا في وجود الرب معهم ( مر 14: 26 )، ولكنهم انهزموا وسقطوا وتفرَّقوا عندما تركوا حضرته. ونحن لا نستطيع أن نسبِّح معًا إلا عندما نكون في حضرته، وفقط عندما يكون هو وحده موضوع مشغولية وغرض كل قلب أمامه «صوت مُراقبيك. يرفعون صوتهم. يترنمون معًا، لأنهم يُبصرون عينًا لعين» ( إش 52: 8 ).

ولكي نبصر عينًا لعين، يجب أن نثبِّت النظر فيه. فبعيدًا عن حضرته تسهل هزيمتنا وسقوطنا، وتسوء علاقتنا بالمسيح وببعضنا البعض، وتكون النتيجة أننا نتفرَّق ونصبح كالغنم المُشتتة.

ولكن مجدًا لاسمه إلى الأبد، فهو لن يفشل أبدًا إذ لا بد أن تنتهي فترة الشتات ويأتي وقت الجمع والالتئام، فالتلاميذ في يومهم قد اختبروا كيف أن محبة الرب لم تتغير بالنسبة لهم بعد القيامة، وكيف أنه كراعي الخراف العظيم سار أمامهم وهم تبعوه مرة أخرى. لقد أعطى الرب كلمة تحذير وأتبعها بكلمة تشجيع ( مر 14: 27 ، 28)، ونحن مثل بطرس كثيرًا ما لا نلتفت إلى تحذيراته، كما نغفل عن كلماته المشجعة لنا وذلك لفرط ثقتنا في أنفسنا، وعن جهل بضعفنا نظن أننا في مأمن من السقوط فيما قد يعثر فيه الآخرون، ونقول نظير بطرس: «وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك!» (ع29). كان الجميع قد سقطوا إذ تركوا الرب وهربوا، ولكن سقوط بطرس الذي وثق بذاته وعبَّر عن ذلك أمام الجميع، كان أعظم من سقوط باقي التلاميذ. ونحن غالبًا ما نضعف في نفس الشيء الذي نفتخر ونعتد به.

لقد ادّعى بطرس بأنه لن يشك أبدًا، فقال له الرب: «الحق أقول لك: إنك اليوم في هذه الليلة، قبل أن يصيح الديك مرتين، تُنكرني ثلاث مرات» (ع30). هذا التنبؤ بسقوطه القادم جعله يذهب إلى أبعد، فيقول بأكثر تشديد: «ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك!» (ع31). بدون شك كان بطرس مُخلِصًا في قوله، ولكن يجب أن نتعلَّم أن الإخلاص وحده ليس كافيًا لأن يجعلنا صادقين للرب، فإذا أردنا التغلُّب على ضعف الجسد والهروب من مكايد إبليس، والخلاص من الخوف من الناس، علينا أن نتقوى بالنعمة التي في المسيح يسوع.


هاملتون سميث



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6