Tue | 2011.Oct.04

الذين يعطون بسرور

أخبار الأيام الأول 29 : 1 - 29 : 9


دعوة داود للعطاء
١ وَقَالَ دَاوُدُ الْمَلِكُ لِكُلِّ الْمَجْمَعِ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي الَّذِي وَحْدَهُ اخْتَارَهُ اللهُ، إِنَّمَا هُوَ صَغِيرٌ وَغَضٌّ، وَالْعَمَلُ عَظِيمٌ لأَنَّ الْهَيْكَلَ لَيْسَ لإِنْسَانٍ بَلْ لِلرَّبِّ الإِلهِ.
٢ وَأَنَا بِكُلِّ قُوَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ إِلهِيَ: الذَّهَبَ لِمَا هُوَ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْفِضَّةَ لِمَا هُوَ مِنْ فِضَّةٍ، وَالنُّحَاسَ لِمَا هُوَ مِنْ نُحَاسٍ، وَالْحَدِيدَ لِمَا هُوَ مِنْ حَدِيدٍ، وَالْخَشَبَ لِمَا هُوَ مِنْ خَشَبٍ، وَحِجَارَةَ الْجَزَعِ، وَحِجَارَةً لِلتَّرْصِيعِ، وَحِجَارَةً كَحْلاَءَ وَرَقْمَاءَ، وَكُلَّ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، وَحِجَارَةَ الرُّخَامِ بِكَثْرَةٍ.
٣ وَأَيْضًا لأَنِّي قَدْ سُرِرْتُ بِبَيْتِ إِلهِي، لِي خَاصَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ قَدْ دَفَعْتُهَا لِبَيْتِ إِلهِي فَوْقَ جَمِيعِ مَا هَيَّأْتُهُ لِبَيْتِ الْقُدْسِ:
٤ ثَلاَثَةَ آلاَفِ وَزْنَةِ ذَهَبٍ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ، وَسَبْعَةَ آلاَفِ وَزْنَةِ فِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ، لأَجْلِ تَغْشِيَةِ حِيطَانِ الْبُيُوتِ.
٥ الذَّهَبُ لِلذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ لِلْفِضَّةِ وَلِكُلِّ عَمَل بِيَدِ أَرْبَابِ الصَّنَائِعِ. فَمَنْ يَنْتَدِبُ الْيَوْمَ لِمِلْءِ يَدِهِ لِلرَّبِّ؟»
استجابة شيوخ إسرائيل المفرحة
٦ فَانْتَدَبَ رُؤَسَاءُ الآبَاءِ وَرُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ وَرُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَرُؤَسَاءُ أَشْغَالِ الْمَلِكِ،
٧ وَأَعْطَوْا لِخِدْمَةِ بَيْتِ اللهِ خَمْسَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ وَعَشَرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ النُّحَاسِ، وَمِئَةَ أَلْفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْحَدِيدِ.
٨ وَمَنْ وُجِدَ عِنْدَهُ حِجَارَةٌ أَعْطَاهَا لِخَزِينَةِ بَيْتِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ يَحِيئِيلَ الْجَرْشُونِيِّ.
٩ وَفَرِحَ الشَّعْبُ بِانْتِدَابِهِمْ، لأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِل انْتَدَبُوا لِلرَّبِّ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ أَيْضًا فَرِحَ فَرَحًا عَظِيمًا.

دعوة داود للعطاء ( 29: 1 - 5)
يخبرنا بولس الرسول بأن "الله يحب المعطي المسرور" (2كو9: 7). العطاء في الكتاب المقدس لا يتم الحديث عنه بعبارات التزام(ما نحن مديونين به لله) لكن أيضاً كامتياز(ما نكون قادرين على عطائه). في العهد القديم كان هناك عدد كافٍٍ من التقدمات التي كان لابد من تقديمها (تقديمات الحبوب، وتقديمات المحرقات ... الخ)، لكن كانت هناك تقديمات أيضاً الإرادة الحرة التي لم تكن مطلوبة عندما كانت تُبنى خيمة الاجتماع، طلب الرب من موسى أن يأخذ تقدمة "من كل إنسان يحثه قلبه على ذلك" (خر25: 2). لقد أعطى بنو إسرائيل بحرية شديدة وبوفرة لدرجة أن موسى اضطر إلى أن يأمرهم بالتوقف عن العطاء(خر36: 6).
عندما حان الوقت لبناء الهيكل، اتبع داود مثال موسى في طلب تقدمة بحرية الإرادة من الشعب. لقد فعل هذا بعد أن ضرب بنفسه مثالاً للسخاء والكرم للآخرين لكي يتبعوه.

استجابة شيوخ إسرائيل المفرحة ( 29: 6 - 9)
الكرم شيء معدٍ. عندما رأى الشيوخ داود يفيض في العطاء من ثرواته الشخصية، تحركوا هم أيضاً للعطاء "عن رضى لأنهم تبرعوا للرب بقلب كامل"(1أخ29: 9). لقد ملؤوا المخازن، بدرجة تكفي لبناء الهيكل.
يكتب الرسول بولس عن عطاء كنائس مقدونية التي "...أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ، والذين "مُلْتَمِسِينَ مِنَّا، بِطِلْبَةٍ كَثِيرَةٍ، أَنْ نَقْبَلَ النِّعْمَةَ وَشَرِكَةَ الْخِدْمَةِ الَّتِي لِلْقِدِّيسِينَ" (2كو8: 2، 4). العطاء موهبة، امتياز لنا لنشارك في عمل الله. عندما يشكر بولس أهل فيلبي على عطيتهم السخية التي أعطوها له، فهو يوضح: "لا أسعى إلى العطايا، بل أسعى إلى الفائدة المتكاثرة لحسابكم" (في4: 17). العطاء يفيد الشخص الذي يعطي، ويبني ويشيد ملكوت الله.

التطبيق

متى كانت آخر مرة تقدم فيها شيئاً ما للرب؟ اطلب من الرب أن يعطي لك قلباً مسروراً للعطاء. استودع نفسك في الصلاة لتعطي شيئاً ما بفرح للرب، سواء كان مالاً ، وقتاً، آذاناً صاغية، مهما يضع الرب على قلبك أن تقدمه.

الصلاة

نشكرك، يا رب، لأنه مع أنك كنت غنياً، افتقرت من أجلنا لكي نصبح أغنياء من خلال فقرك. ليتك تملأ قلوبنا بالشكر وتساعدنا حتى نفيض في السخاء معك ومع شعبك. في اسم يسوع المسيح أصلي. آمين.



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6