الحياة لك


الحيــــــاة لك

الحياة والموت هما كلمتين يحملان داخلهما معانٍ كثيرة، ولكل كلمة فيهما تعاليم وعبر لكل إنسان على وجه المسكونة فقد تكون ثقافتك غير الثقافة التي يؤمن بها إنسان آخر في مكان بعيد، وقد يكون معتقدك الديني لا يناسب مجموعة معينة وهكذا الحال في بعض الأمور الآخرى ولكن في كتابنا الحياة لك نقدم مفهوم كلمة الله عن الحياة الحقيقية والتي تتناسب مع كل الطبقات والفئات المثقفة كانت أم غير المثقفة إنه موضوع يمس أحتياج كل شخص على وجه المعمورة الحياة لك هو كتاب يقدم لك الفكر الإلهي عن مفهوم الحياة المثالية التي يجب أن تعيشها.

قال السيد المسيح في (إنجيل يوحنا 10:10) "وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ".

أنت مدعو لتختبر هذه الحياة الفُضلى المليئة بخطة الله الصالحة لك إنها حقاً الحياة لك.

الحياة في أفكار الناس

الحياة في أفكار الناس تحمل مفاهيم مختلفة حتى وإن تشابهت في مضمونها حيث أعطى البعض تعريفات عن الحياة فمنهم من قال إنها جسر نعبر عليه وهذا الجسر عليه محطات من الآلم والسعادة.

وقال أيضا أحد الفلاسفة عن حياته هذه المقوله الشهيرة "ما حياتي إلا سجن مؤبد بغيض نهايته الإعدام" وقال آخر "أن موتي وحياتي وجهان لعملة واحدة". والبعض يُعرف الحياة على أنها ذلك الكون الذي نعيش فيه وما يشمله من أنظمة تسيطر عليه،  وتطرق الأغلبية على أن معنى كلمة الحياة هي الفترة التي تبدأ بمولد الإنسان حتى نهاية حياته وهذا هو المفهوم المتعارف عليه.

لكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن معنى كلمة "حياة" هل هي وجهان مع الموت لعملة واحدة، أم هي مجرد جسر طويل أم قصير نعبرُ عليه، وهل هي المرحلة التي تبدأ بمولد شخص وتنتهي بموته، ماذا يقول السيد المسيح عن المعنى الحقيقيي لكلمة حياة، ومن هم الأشخاص الذين من لهم الحق بالتمتع بهذه الحياة المليئة بالفرح والبهجة.

 

الحياة في العهد القديم

بدأت الحياة في العهد القديم في (سفر التكوين الإصحاح الأول والعدد عشرين) عندما "قَالَ اللهُ : لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ"، كانت هذه أول حياة في كلمة الله.

ولكن في هذا الكتاب لا أتكلم عن هذه الحياة التي تنتهي فأي كائن حي لأبد أن تنتهي حياته، حتى الإنسان هو نفسُ حية ولكن هذه النفس تنتهي يوماً ما، ولكن الحياة لك هي حياة مقدمة من مصدر الحياة الحقيقي ربنا يسوع المسيح هي حياة فُضلى لا تنتهي وتستمر إلى الآبد.

 

في (سفر التكوين والإصحاح الثاني والعدد التاسع) تتكلم هذه الآية عن "شَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ"، "جنة عدن" ولكن هذه الشجرة على الرغم من وجودها في وسط الجنة لم تمنع آدم وحواء من السقوط والطرد خارج الجنة وجلب الموت على حياتهما، ولكونهما عصيا الله طردهم قبل أن يأكلا منها ويعيشان إلى الآبد.

في (سفر المزامير) حيث إني أعتبر سفر المزامير مكتبة ضخمة تضم مجموعة من التعاليم المختلفة وسفر المزامير هو لغةُ مشتركةُ بين الإنسان والله.

(مزمور11:16) يقول داود النبي "تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ" وقبل هذا العدد يقول "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ" وشتان الفرق بين الهاوية والحياة وعندما كان يتكلم داود بهذه الصلاة كان يتكلم إلى الله مصدر الحياة الحقيقية حيث قال تُعرفني سبيل الحياة، فكم من شباب يعيشون ويضحكون ويلهون ولكن في داخلهم موت أكيد، لهم أسم أنهم أحياء ولكن التقرير الإلهي يقول إنهم أموات.  

يذكر الروح القدس في (سفر الرؤيا الإصحاح الثالث والعدد الأول) "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ" إنها حقيقة إلهية فمهما يكون مركزك الإجتماعي أو رصيدك البنكي أو مكانتك المرموقة ولكنك بعيد عن الله فأنت ميت هذه حقيقة إلهية لابد أن تُصدقها.

(مزمور9:66) بالمقارنة مع (إنجيل يوحنا44:8) يقول النبي المُسبح داود في هذه التسبيحة "الجاعل أنفسنا في الحياة".

يقول داود أن الله بما إنه مصدر الحياة فهو الجاعل أنفسنا في الحياة، وحسب بعض الترجمات المختلفة للكتاب المقدس ....

* ففي الترجمة المشتركة يقول "هو الذي أبقانا في الحياة".

* الترجمة الكاثوليكية "هو الذي جعل في الحياة نفوسنا".

* ترجمة كتاب الحياة "هو الذي استحيانا".

إنجيل يوحنا يكشف لنا عن حقيقة صعبة إذ يقول عن إبليس "ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ" (8: 44)  أنا أريد أن القي الضوء على ترجمة هذه الآية في بعض الترجمات لكي أُوضح معناها ... الترجمة المشتركة "الذي كان من البدء قاتلاً".

أي أن هذه هي وظيفة إبليس هو القتل والموت والقتل والموت هما عكس كلمة حياة، وسفر التثنية هناك آية تبرز جانب مهم فيما كيف يتعامل الله مع البشر حين خلقهم الله أعطاهم الحرية في إتخاذ قرارتهم ولم يفرض الله سيطرته على الإنسان في إتخاذ قرارته والتي تتعلق بمصيرهُ الشخصي، فجزء مهم في تكوين الإنسان هو حريته فقال كاتب سفر التثنية بالروح القدس "قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ" (تث19:30)، وَضع الله أمام الإنسان طريقان مصيران هما الحياة والموت ولكنه لم يجبر الإنسان على طريق ما ولكنه قدم له نصيحته وهي إنه يختار الحياة لكي يحيا، وما هي هذه الحياة التي يقول عنها سفر التثنية وهذا سؤال مهم قد تسأله عزيزي القارىء ما هي هذه الحياة التي يجب أن أختارها لكي أحيا؟.

 

الحياة في العهد الجديد

يجيبنا إنجيل يوحنا بعمق عن هذا السؤال الذي يشغل أفكار الكثيرين ويقول في بداية إنجيلهِ أن الحياة في المسيح "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ" أي في المسيح "وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ" (4:1).

ويقول المسيح عن نفسه في (يوحنا6:14) "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" نعم جاوب المسيح عن هذا السؤال مراراً وتكراراً عن الحياة التي يجب أن نختارها يجيبنا أن الحياة هي فيه "أَنَا هُوَ الْحَيَاةُ".

- ليس هو الحياة فقط ولكن هو "خُبْزُ الْحَيَاةِ" (48:6).

- وهو "الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (25:11).

- وهو "نُورُ الْحَيَاةِ" (12:8).

- هو أيضاً "رَئِيسُ الْحَيَاةِ" (أعمال15:3).

ويقول (الرسول يوحنا في رسالته الأولى 11:5) "وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ : أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ" أعترف الرسول يوحنا أن الحياة هي في المسيح ابن الله الحي.

وقال المسيح بفمه الكريم "أيضا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (10:10) فكل الإنجيل من أولهِ إلى آخرهِ يؤكد أن الحياة هو المسيح نفسه.

 



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6