الشكر والحمد على بركات الرب
الدكتور أبو دورام
سلام الرب يسوع يكون معكم وفيكم من البداية للنهاية لأنه وعد أن يكون معنا لأن اسمه عمانوئيل الذي تفسير فإذا كان الرب يسوع معنا فمن علينا! في كل مرة مرات كثيرة يسمح لنا الرب يسوع أن نكون فيها مع بعضنا البعض لأجل تشجيع بعضنا البعض ونتعزى بالإيمان المشترك فلنستمتع بهذا الوقت الرائع لأنه وقت الشركة والبركة.
دعونا اليوم نقرأ من كلمة الرب الرائعة ونستمتع ونحن نسمع لصوت الروح القدس من سفر المزامير(مز100)وهو مزمور تسبيح
اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ. ادْخُلُوا إِلَى حَضْرَتِهِ بِتَرَنُّمٍ. اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ. دْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِالتَّسْبِيحِ. احْمَدُوهُ، بَارِكُوا اسْمَهُ. لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ.
الكل يعرف عندما تقترب السنة من النهاية ونعرف أن الشهور مضت منها والباقي منها أيام قليلة، لو سألت أي شخص فيكم اليوم هذا السؤال، كيف قضيت هذه الشهور من هذه السنة؟ أو كيف كنت تعيش مع الرب وقتاً بوقت؟ لكي تقدر أن تجاوب عن هذه الأسئلة التالية نتذكر أنه توجد ثلاث أزمنة:
1) زمن الرزنامة وهي Agendaوكما نعرف يمكن أن يكون الشهر فيها ثلاثين أو تسع عشرون يوم والسنة يمكن أن تكون 365 أو 366 يوم وهذا هو زمن رزنامة.
2) الزمن الإنساني، فالإنسان يولد ويكبر ويموت، وهذا الزمن يخصني أنا لنفسي أو لذاتي. وأما زمن آخر فهو
3) زمن الله وبحسب نظر الله هو زمن أبدي. ولكن الزمن الإنساني هو وقتي، لو سألتك هذا السؤال، هل تسعى لكي تعيش الزمن الإنساني أم تعيش زمن الله؟ ماذا قال الكتاب المقدس في(يو3: 6) لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية".
وقبل أن أتطرق الى موضوعي في هذا اليوم، ماذا نقصد بالحياة الأبدية؟ الحياة الأبدية هي حياة الله وهي زمن الله والرب خلصنا وولدنا ولادة جديدة بالروح القدس. وبدأنا حياة جديدة مع الروح القدس على الأرض. هل تعرف كم المبلغ الذي اشترى بي الرب الحياة الأبدية؟ المبلغ كان دم ابنه يسوع المسيح. متى تعبر عن شكرك للآخرين؟ حينما أعطاك الهدية أو قدم لك المساعدة، ماذا تفعل تجاه هذه المساعدة؟ كيف تشكره؟
وموضوعنا في هذا اليوم هو{{الشكر والحمد على بركات الرب}}. متى يأتي موسم الحصاد في بلادنا؟ في شهر يوليو. وماذا عملت على بركات الحصاد في حياتك؟ ماذا قال صاحب المزمور(مز103: 2) بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ.
أمامنا في هذا اليوم(مزمور100) وهو مزمور لداود وهو مزمور الشكر. وكان هذا الشكر هو عبارة عن ذبيحة من الذبائح التي كانت تقدم في العهد القديم. نحن نعرف أن العهد القديم مبني على الذبائح التي هي ترمز إلى يسوع المسيح، نعم المؤمن في العهد القديم كان يقدم الذبائح الدموية لمغفرة الخطايا وللسلامة. ومع هذه الذبائح توجد ذبائح قلبية مكرسة للرب وهذا موجود في سفر(لا15:7)، فإذن الذبائح غير الدموية دائما تختلط مع الذبائح الدموية، ومعنى هذا أن تكريس القلب يأتي بعد مغفرة الخطايا.
ولكن المؤمن في العهد الجديد يقدم ذبيحة القلب لأننا خلصنا بدم يسوع المسيح. لأن يسوع المسيح هو الذبيحة لأجلن(عب10: 10)فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ونحن اليوم لا نحتاج إلى ذبيحة لأن الذبيحة الكاملة قدمت على الصليب ولكننا في حاجةإلى أن نقدم الذبائح الروحية بناء على ذبيحة يسوع المسيح الكاملة.
ماذا يقول الكتاب المقدس في(عب13: 15ـ16)فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ ِللهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ. وَلكِنْ لاَ تَنْسَوْا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هذِهِ يُسَرُّ اللهُ.
كم ذبيحة ذكر في هذا المقطع؟ يتكلم عن ذبيحة التسبيح وهذه كانت تقابلها في العهد القديم ذبيحة السلامة، وأيضاً نجد فعل الخير والتوزيع" لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هذِهِ يُسَرُّ اللهُ." السؤال، كيف نقدم الذبيحة أو بمعنى آخر كيف نقدم عبادة قلبية لله الآب؟
أولا، الفعل "اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ".وهذا نتيجة الاختبار الشخصي من داود لنا. وفي الصلاة الربانية قال الرب يسوع" ليتقدس اسمك وليأت ملكوتك" وهنا "ليتقدس اسمك" مرتبط بالعبادة كما تجده في(مز11: 9)و"ليتقدس" يعني ليعتبر اسمك قدوسا، وليس هذا تضرعاً بقدر ما هو عبادة. ويسوع المسيح هنا بكلامه رفع قداسة الله وأخبر شعب الله في العهد القديم بأن يحافظوا على قداسة اسمه ، ولكن شعبه نجسوا اسمه. فلذلك "ليتقدس اسمك" يتمم هذا في ذهنه في وقت محدد وربما يكون هذا الوقت هو مجيء الملكوت. ماذا قال في سفر(2صم23: 1ـ2)" داود هنا مرنم إسرائيل الحلو".
إذن أحبائي، الفرح هو العنصر الأساسي للعبادة الروحية، كيف تعرف أنك تعبد الله عبادة حقيقية؟ عندما تعبده بفرح، فالفرح كما تعرف من ثمار الروح(غل 22:5).
عندنا قانون كالتالي، محبة + عبادة حقيقية ينتج فرحا حقيقيا للرب.
انكسار القلب أمام الرب يولد عبادة حقيقية وهذه العبادة تقود إلى الفرح(مز 16:51-17) "ذبائح الله هي روح منكسرة". الله مستحق العبادة، لماذا؟ لأنه سيد الكون، لأنه صنعنا. لماذا نحن نفرح كمؤمنين قدام الله ؟ وهنا ثلاثة أشياء.
(1) لأن ديوننا قد سددت
(2) لأن خطايانا قد غفرت
(3) لأن قلوبنا قد تطهرت
هل خطاياك قد غفرت، إن كانت خطاياك غفرت فعليك بالفرح في محضر الله. وإن كانت خطاياك لم تغفر، الآن اقبل يسوع المسيح مخلص حياتك. ميخا 6:6-7 "هل يسر الرب بألوف الكباش؟"
المؤمن في العهد القديم لا يقدر أن تقترب الى الرب الآ عن طريق الذبائح ، لكن ماذا قال الكتاب المقدس(1صم22:15)فقال صموئيل لشاول:"هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش". الذبيحة الحقيقية للمؤمن في العهد الجديد أن تسمع صوت الرب(لأنه أفضل من الذبيحة)، وأن تصغي لكلام الله(لأنه أفضل من شحم الكباش).
السؤال، هل عبادنك الآن ترضي الله؟ لما تعبد الرب، ماذا تفكر أولا؟ وعندما تأتي اليه، هل ترضي الله؟ رضاء الله في العبادة(القلب المنكسر) و( اعطاء المجد لمن يستحق المجد).
ثانيا، ندخل بيت الله بالشكر(4ـ5). ماذا يقصد هنا في المزمور؟ هي تأتي من كلمة "حمد" . كلمة الشكر والحمد هي نعترف ببركات الرب. وهذه فوائد روحية تستمر من جيل إلى جيل. وكل جيل يختبر إحسانات الله ومحبته وأمانته، وعليه أن يشارك بالحمد أي بالشكر للرب.
ثالثا، تعبد الرب بتواضع(العدد3). وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ. ونحن نتبع ونخضع للملك ونتبع الراعي لأننا غنم مرعاه وهذا يأتي من خلال تواضعنا عندما نقدم التكريس الحقيقي للرب(1صم15: 17) "قال صموئيل لشاول: إذ كنت صغيراً في عينيك وصرت رأس أسباط اسرائيل ومسحك الرب ملكا على اسرائيل". وهذا لا يأتي الا عن طريق التواضع. ماذا قال الرب يسوع؟ في(مت11: 29)"احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب".
رابعا، نعبد الرب بالتسبيح(4). ومعنى التسبيح نمجد الله لأنني أدرك طبيعة الله ومعنى نمجد الله نعلن أعماله العظيمة وعجائبه في الخلاص ، فمجده هو موضوع تسبيح الشعب وحمدهم. ماذا يقول المرنم في(مز52: 9)"أحمدك الى الدهر لأنك فعلت"، ومعنى "نسبح" نجعل الله عظيما في كل شيء وفوق كل شيء. وفي التسبيح نتغنى بصفات الله الموجودة في(العدد5)، وأيضا في(لو1: 46)فقالت مريم "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي". والكنيسة تشارك المسيح في مجده فعلى كل عضو فيها أن يمجد الله(1يو 3:3) وعلى كل المؤمنين أن يفعلوا كل شيء لمجده(رو6:15).
خامسا، نعبد الرب بالترنيم. كلمة الترنيم ماذا يقصد بهذه الكلمة هي كلمة روحية تنبع من القلب المنتصر باستخدام الآيات الكتابية(كو 16:3" مترنمين في قلوبكم للرب)، والترنيم هو اللغة التي تبدأ على الأرض حتى تستمر في السماء، لأننا في السماء كل واحد فيها سيمسك قيثارة ونرنم ترنيمة الخروف ، ماذا قال مزمور" وجعل في فمه الترنيمة الجديدة".مز 149 " هللويا ، غنوا للرب ترنيمة جديدة".
هنا مثل واحد لموضوعنا اليوم. كان ملك ويتمشى في حديقته ووجد نبات يقترب الى اليأس وسأل عن سبب اليأس. أولا، الدفلى الاحمر قال له، " عندي ورد ولكن الشكل مش زي صنوبر لأن مقامه طويل. فسأل من الصنوبر الملك" لماذا أنت فاتر ومش فرح" ، قال له " عندي طول الشكل ولكن ليس عندي زهر جميل مثل الورد". ثم ذهب الملك الى الورد وسأله" لماذا أنت مش مبسوط؟" وقال له " عندي زهرة ولكن ليس عندي ثمار مثل الزيتون، ثم ذهب الملك الى شجرة الزيتون ووجده فرحا جدا وسأله. "لماذا أنت فرح" أنا فرح جدا لأنني أعيش مع الملك في بيته. يا اخوتي " هل تعيش مع ملكنا يسوع المسيح؟ هل تعيش زمن الله؟
--اهتفوا الرب-اعبدوا الرب بفرح= ادخلوا أبوابه بحمد= احمدوه اذا غفرت خطاياك= باركوا اسمه.