هل صورة الله تنعكس في حياتك؟
(ملاخي 3: 1- 6)
سلام الرب لكم في هذا اليوم الرائع الذي صنعه الرب لنا، قبل أن نبدأ موضوعنا في هذا اليوم، أريد أن أذكركم بموضوع، ربما البعض سمع عنه أو يعرفه. (قد يكون هذا الموضوع من وجهة نظرنا موضوع سياسي) ولكنه موضوع يتحدث إلينا عن أن الله يستخدم كل الأشياء لمجده.
في شهر يونيو هذا العام، في {نيبال}عندما حدثت أكبر جريمة قتل وهي ألخصها فيما يلي: إن ملك نيبال كان يعتمد على السحر وعلى الشخص الساحر في كل أمور حياته. وعندما ذهب الملك وطلب من الساحر الزواج لولي العهد، فالساحر رفض لأن ولي العهد عمره 30 سنة. وقال له الساحر " لابد أن تنتظر حتى يصير عمره 35 سنة لأن ولي العهد لو تزوج قبل هذه الفترة ستكون خسارة للمملكة". وبعد سماعه لهذا القرار أخذ ولي العهد بندقيته وقتل كل من في القصر من الملك إلى الصغير حوالي 12 شخص.
في الشهر الماضي، التقى قسيس نيبالي، عندما زار أمريكا بالقس الكوري والقس الكوري سأله سؤالا: "كيف وضع في النيبال؟" فالقس النيبالي قال له: "الوضع جيد". فاندهش القس الكوري من كلمة "الوضع جيد". فرد عليه القس النيبالي وقال له " بسبب هذه الجريمة سمح الله للمؤمنين في النيبال أن يكرزوا أكثر بالإنجيل للناس هناك. والسبب لأن أهل {نيبال} كانوا يعتقدون أن الملك الحاكم هو إله وكانوا يؤمنون بالملك ولكن عندما مات الملك آمن الناس أن الملك ليس إلها قديراً ولكنه مجرد إنسان عادي.
وبالتالي الرب حكم على السحرة وكذلك يدين الزناة والحالفين زوراً والسالبين أجرة الأجير. لماذا ذكرت لكم هذه القصة في هذا اليوم؟ أولا: لكي نعرف أن الله وحده القدير وهو السيد على كل الكون. ثانيا: مع أن الله محب ولكنه عادل.
كما سمعت، أن الملك اعتمد على الساحر والسحر على أنها القوة التي يستمد منها الحكمة والمشورة في مملكته. ولكن اليوم لا بد أن نعرف أن الله هو مصدر الحكمة والمشورة والقوة. هذا يذكرنا ما قاله في سفر(أم21: 1) قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ.
تعالوا بنا نقرأ في هذا اليوم من كلمة الله الحية والفعاّلة بما جاء في سفر (ملاخي 1:3ــ6)
1«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» 2 وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. 3 فَيَجْلِسُ مُمَحِّصًا وَمُنَقِّيًا لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لِيَكُونُوا مُقَرَّبِينَ لِلرَّبِّ، تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ. 4 فَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً لِلرَّبِّ كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ وَكَمَا فِي السِّنِينَ الْقَدِيمَةِ. 5«وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ، وَأَكُونُ شَاهِدًا سَرِيعًا عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُورًا وَعَلَى السَّالِبِينَ أُجْرَةَ الأَجِيرِ: الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ، وَمَنْ يَصُدُّ الْغَرِيبَ وَلاَ يَخْشَانِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 6 لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا.
موضوعنا اليوم هو{هل صورة الله تنعكس في حياتك؟} للأسف معظم المؤمنين يفهمون جزءاً من صفات الله وهو {الله محبة} ولكن الله مكتمل صفاته لأنه هو ملك الملوك ورب الأرباب وهو إله وليس إنساناً.
أولا: الرب يأتي
الرب يأتي، والكتاب المقدس يخبرنا أنه عندنا مجيئان،
1) المجىء الأول وهو الرب يأتي ليخلص.
2) المجىء الثاني وهو الرب يأتي لكي يدين.
النص الموجود أمامنا في(العدد الأول) يوضح لنا عن مجيء الرب ليخلص. ماذا يقصد بكلمة {مَلاَكِي} هنا في العدد الأول. البعض اعتبره أنه كاتب هذا السفر أو الملاك. ولكن الرب يسوع وضح لنا أن هذا الملاك هو يوحنا المعمدان، كما جاء في (مت11: 10) فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّـئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.
وأيضافي(إش40: 3) صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. يؤكد أن هذا الملاك هو يوحنا المعمدان ولكن في العهد القديم عندما كان يتكلم عن ملاك العهد أو ملاك الرب فهذا يخص شخص الرب يسوع. إذن قد جاء يسوع الى الأرض وتجسد في صورة الإنسان وعاش مثلنا لكي نتمثل به. وأيضا نتعلم من حياته أن المسيح انصب عليه آلام الصليب وهذا كان دليل محبته التي تمثلت في طاعته للآب. ونتيجة هذه الطاعة رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم. فهل تريد في هذا اليوم أن اسمك يرفع أمام الأرض والسماء. عليك بالطاعة من كل قلبك.
هنا كذلك نجد محبة الله للعالم في إرسال ابنه إلى العالم وظهر أيضا عدل الله، عندما مات المسيح عن خطية العالم. بالاختصار في الصليب نرى المحبة المتوجة بالعدل. فهل كان الله محب بدون عدل؟ وهل كان الله عادل بدون محبة؟ إن العدل الصحيح نابع من الحب الصحيح.
ثانيا: الرب ينقي القادة
قبل أن ندخل الى هذا الموضوع أذكركم أن المؤمن الذي قبل الرب يسوع مخلص لحياته ليست عليه الدينونة، كما جاء في(رو8: 1) إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.
ولكن لماذا يسمح الرب بالآلم في حياة المؤمنين؟ لماذا تألم المسيح؟ هل لأنه فعل خطية والألم كان عقاباً له؟ كلا.
يا أحبائي، المسيح لم يفعل خطية ولم يعرف خطية ولا يحب الخطية ولا يقدر أن يخطيء. ولكنه تألم من أجل العالم بسبب محبته له. ولكن لماذا يسمح الله لنا بالآلم؟ حتى ينقينا ونكون مشابهين صورة ابنه. كيف يصل إلينا الذهب! موضوع الملابس لما نغسلها! الذهب يصل إلينا بهذه الصورة الرائعة بعد ما يدخل في نار البوتقة ويصبح نقياً ومن خلال النار نتخلص من كل الشوائب الموجودة فيه. فالمؤمن الحقيقي لابد أن يتعرض لنار الروح القدس لنار التنقية الإلهية وهذه النار ليست نار عدالة الله ولكنها نار التنقية فقط وليست نار الدينونة لأن نار الدينونة هي ليست للمؤمن الحقيقي بل لكل مَنْ رفض المسيح رب ومخلص لحياته.
نار التنقية الإلهية حتى المؤمن يزيد نوره(لمعانه) أمام العالم من خلال نعمة الله، وبالتالي يخرج منه كلام الشكر والتسبيح من فمه هللويا.
(1بط 1:4-2) فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ.
بعد أن يدخل الذهب في نار البوتقة تزول منه كل الشوائب وبالتالي تنعكس صورة الشخص في الذهب فيرى صورته في الذهب، وهكذا يفعل الله الآب معنا عندما نسمح له أن ينقينا بنار التطهير والإحراق فتنعكس صورة الله في حياتنا.
ماذا يقول الرب للقادة اليوم؟ أسمحوا لي بالفرصة لإجراء التنقية والتغيير في حياتكم، فالله يستخدم نار الألم لكي يزيل ما في داخلنا من الشوائب، توجد طريقة أخرى وهي {أشنان القصار}. وهو نوع من الصابون الحمضي يستخدم في تبييض الملابس وهو يستخدم هنا كرمز لعملية التنقية. فعملية التنقية لحياتك هي أن تصبح تلميذ حقيقي ليسوع المسيح. فيه حاجتان هنا:
1. الجوهر
2. المظهر
حياتك النقية، كلامك النقي، حياتك المقدسة كل كيانك مقدس. كيف يكون التلميذ تلميذا لنفسه؟
1) يحسب التكلفة وهو حياته هي ملك يسوع وليس لذاته.
2) أن تكون حياته حياة العطاء المستمر بدون التوقف.
3) أن يسمح الله بالروح القدس أن ينقي من كل خطية في حياته.
4) أن تقدم مثال يسوع في كلامه وفي حياته للآخرين.
ماذا قال يسوع لزكا في(لو5:19-6) وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا.
أولاً: أسرع وأنزل لكي تكون تلميذاً يسوع. لابد أن تسرع لأن الوقت مقصر.
ثانياً، أن تنزل بمعنى يكون قلبك متواضعاً لكي تقبل يسوع. وعندما تقبل يسوع تقبله بفرح. وتشارك المؤمنين وتشجعهم ولا تستسلم في حياتك حسب مسيرة العالم، بل تواجه كل الأفكار الشريرة التي ضد فكر الله.
المقصود بأنك تنزل مثل زكا معناه الإنكسار والتواضع أمام الله، ولكن ماذا يقول الكتاب عن الذين لا يريدون عن النزول(إش2: 12) فَإِنَّ لِرَبِّ الْجُنُودِ يَوْمًا عَلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَعَال، وَعَلَى كُلِّ مُرْتَفِعٍ فَيُوضَعُ. وهؤلاء الذين لا يريدون النزول إلى مستوى فكرالله المتواضع، فالله يكون ضدهم كما قال في إن الله عليهم لأنه قال أيضا في(1بط5: 5) لأَنَّ:«اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». وكما جاء في(ملا4: 1)«فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي.
«وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». إذا كنت تريد النعمة الإلهية ترفعك كمؤمن، فعليك أن تتواضع وتنكسر قدام الرب. وفي(1كو11: 31ــ32) لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ.
هؤلاء المؤمنين المذكورين في هذه الآية مخلصون، لكن ما هي مشكلتهم؟ استمروا(تمادوا) في الخطية. ماذا فعل الرب لهم؟ قام بانذارهم عدة مرات. ولم يرجعوا. فالله محب ولكنه في نفس الوقت هو عادل لأنه لا يحب الخطية. فعندما يؤدب الله المؤمنين هنا على الأرض يكون بسبب الخطية، ولكن هؤلاء المؤمنين لا يفقدون خلاصهم لأن الخلاص هو هبة وعطية من الله بلا ندامة. إذا كنت متألماً فلابد أن تعرف:
1) هل الألم بسبب الخطية؟
2) هل الألم هو رفعة الهية(عب 18:2)، فالله يسمح لكي يعلمك في الألم. ومثالنا الرب يسوع.
ثالثاً: وأخيرا، الله يدين الأشرار.
إذن الألم ينقي شخصيتنا. وكذلك الألم يعلمنا الطاعة لله و يعزز علاقاتنا مع الآخرين ويجعلنا نشعر معهم ولا ندينهم.
للأسف، أعظم بلاد متقدمة في العالم هي اليابان. ولماذا قلت للأسف؟ مع التقدم العظيم لكن هناك الجهل. الذين يصنعون أدق آلات الكترونية يعبدون الأوثان. وبعض اليابانيين يقتلوا أنفسهم بالسيف. وليس بالحبل. لماذا؟ لأن قلوبهم قاسية، حتى الآن. وأعتقد واحداً من أصعب البلاد في الكرازة في آسيا هو اليابان لأنهم يعبدون الأوثان. أقول كلمة في هذه المناسبة، ليس الأشرار يعبدون الأوثان فقط بل أيضا كثيرون من المؤمنين الميسحيين يحبون الأوثان. أنا لا أقصد الوثن هو تمثال منحوت من حجر أو من ذهب. ولكن كل من يحب شيئا أكثر من محبة الله فهو عابد الوثن.
مثلا محبة المال وثن، القوة وثن، أيضا الخوف وثن. «وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي ».إذن من يحتمل يوم مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ هذا هو المجيء الثاني عندما يأخذ الرب المؤمنين إلى السماء والرب يدين الأشرار بالنار التي لا تطفىء لأن هذه هي يوم الدينونة.
السؤال الآخير، هل أنت من الذين يختبرون نار التنقية أم الذين ينتظرون نار الدينونة؟ اليوم أقدم لك محبة الله قبل أن يأتي عدله لكي تنجو من نار الدينونة. وإن كنت من الذين يختبرون نار التنقية تذكر آلام المسيح على الصليب من أجلك. طوبى لك إذا كنت تختبر تنقية محبة الله لك لأن هدف الله يريد أن يرى صورته في حياتك كالذهب الخالص الكثير الثمن ولإلهنا كل المجد.