(1كو2: 14 - 3: 2)14 وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. 15 وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16«لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.
(3: 1، 2)1وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَال فِي الْمَسِيحِ،2 سَقَيْتُكُمْ لَبَنًا لاَ طَعَامًا، لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ، بَلِ الآنَ أَيْضًا لاَ تَسْتَطِيعُونَ.
من خلال القراءات السابقة عنوان رسالتنا لهذا اليوم هو"مَنْ هو الإنسان الروحي؟"
كثير من الناس يحب كلمة "الإنسان الروحي" ولكن يا أحبائي ماذا يقول الكتاب المقدس عن الإنسان الروحي؟
أولاً: نجد في(العدد14) كلمة "الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ" وهو باليوناني{فوسيكيكوي} ومعناه{الشخص البشري } الذي لا يقبل ما هو من روح الله. عنده جهل وأيضاً لا يستطيع أن يعرف روح الله بل الروح القدس يحكم فيه. وهذه النوعية نقدر نقول عنها هو شخص غير مخلص بمعنى غير مولود بواسطة الروح القدس(الولادة الجديدة/الولادة الثانية) فهو شخص لا يعرف الروح القدس ولم يتعلم منه فهو شخص غريب عليه عمل الروح القدس.
بمعنى آخر هو شخص غير مؤمن وبالتالي الشخص غير المؤمن أن يدرك الله المخلص، ولا يقدر أن يُدرك معنى أن الروح القدس يسكن في داخل(قلب/حياة)المؤمن. فالشخص الطبيعي أي غير المؤمن(الخاطىء) هو يعتبر هالك لأنه ميت روحياً في نظر الله ويعتبر عدو مع الله وبالتالي مصيره بحيرة النار والكبريت.
ثانياً: نجد في(العدد15) كلمة "وَالإِنْسَانَ الرُّوحِيُّ" أي هو الشخص الناضج روحياً، وهو يعرف فكر الرب بمعنى آخر يميز كل شيء، ولديه القدرة على تناول الطعام القوي.
مثال: إذا الشخص الروحي عنده مشكلة في حياته سواء كانت عائلية أو اجتماعية أو مادية يا ترى لِمَنْ يذهب؟ هو يعرف كيف يحل المشكلة من خلال الصلاة لكي يحصل على فكر المسيح الذي به يحل مشكلته. والشخص الروحي يحكم في كل شيء أي عنده انضباط في حياته يفكر قبل أن يتصرف ويتصرف بحكمة ما عنده تسرع في اتخاذ أي قرار وبالتالي لا يحكم عليه من أحد {ما فيه ناس تقدر تلومه أو تدينه على تصرفه أو تسرعه} وخاصة من قبل الشخص غير المؤمن. فالشخص الروحي مهما كان طبيعة شغله سواء نجار أو عامل أو موظف فهو شخص يحب الرب ويحب كلمته ويطيعها ويطبقها على حياته وبالتالي يفعل أو يعمل فكر الرب.
قصة: في بلد أوربي كان مدير شركة مسجون في قضية وقدم للمحكمة بسبب هذا الأمر. وزوجة مدير الشركة وزوجة القاضي تصليان في نفس الكنيسة وكل منها تعرف الأخرى وتم الحديث بينهما، بخصوص هذه المشكلة وكان اهتمام زوجة مدير الشركة أن يخرج زوجها من السجن وطلبت زوجة القاضي منها أن ترسل لها هدية بقيمة 350 دولار عن طريق شخص تثق فيه لكي يخرج زوجها من السجن. وبالفعل أرسلت زوجة مدير الشركة الهدية ولكن لم يخرج مدير الشركة من السجن فزوجة المدير بلغت هذا الأمر إلى الصحفيين ووصلت الأمر للبرلمان لمناقشة هذه القضية. والغريب لما وصلت القضية
وعلى الرغم من ارسال هذه الهدية لم تخرج المدير من السجن فزوجة المدير بلغت هذه الحادثة الى الصحفيين ووصلت قضية الرشوة للبرلمان لمناقشتها. وفي قاعة المحكمة ذهبت زوجة مدير الشركة وزوجة القاضي ووضعت كل منها يديها على الكتاب المقدس لقول الحقيقة ولكن لم تقول ولاوأيضا في المحكمة القضائية ولكن عندما ذهبتا الى المحكمة واحدة الحقيقة، وبسبب هذه القصة صار المؤمنون في موضع استهزاء من قبل غير المؤمنين وصاروا يقولوا {إن المؤمنين كذابون أمام المحكمة والبرلمان} وأثرت هذه القصة على الكنائس في كل البلاد.
يجب على المؤمنين أن لا يسمحوا لهذه المشاكل أن تخرج خارج الكنيسة، ولا تكون عثرة لغير المؤمنين ويجب أن نكون بركة للكل. إذن المؤمن الروحي يستطيع التمييز ومعرفة الحق ولا يحتاج لمحكمة لأخذ حقه وتوضيح الحقيقة.
فالمؤمنون الروحيون أُناس عندهم بصيرة روحية من جهة أفكار الله وخططه وأفعاله. لأننا من خلال الروح القدس نستطيع أن نبدأ في فهم أفكار الله الآب وانتظار استجابته لصلواتنا، فهل كل واحد فينا يصرف وقتاً كافياً مع شخص الرب يسوع ليحصل على فكره الصالح المقدس؟ فالعلاقة الصحيحة تتحقق بصرف وقت كافي في محضره ومع كلمته. على كل حال فالذين عندهم فكر المسيح يمكنهم أن يفهموا الحق الألهي العميق من خلال روح الحكمة والمعرفة، ولا يمكن أن نعرف الله من طريق حكمة الإنسان أو قوته. لأن الله الآب وحده يعرف الطريقة اليت يختارها هو لإعلان نفسه من خلالها.
السؤال: يا ترى لو كنا نريد أن نعرف شيء غير واضح أمامنا من الرب لنا، هل يجب علينا أن ندرس بجامعة أو كلية لاهوت؟ طبعاً لا لأن الشخص الروحي يقدر أن يفهم الأسرار العميقة في كلمة الله ويقدر أن يعلمها للآخرين أيضاً ليس عن طريقة تقديم معلومات بل عن طريق اختبارات حقيقية في حياته عن كلمة الله الحية المغيرة للحياة.
السؤال اليوم: هل أَنت شخص روحي؟ هل عندك قدرة إلهية لفهم الأسرار العميقة في كلمة الله من خلال روح الحكمة والإعلان لكلمته؟
هل تصرف وقتاً كافياً في علاقة حميمة كل يوم مع شخص الرب يسوع لكي تحصل على فكره الصالح وقيادته لحياتك بالروح القدس؟
ثالثاً: الفئة الثالثة وهي "الإِنْسَانَ الجسدي" في(1كو3: 1)وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ. وباليوناني {شاركيكوي} هو كطفل في المسيح. وهذا الإنسان الجسدي فهو يؤمن بالمسيح ويسلك بحسب الجسد وليست لديه القدرة أن يهضم كلمة الرب كطعام قوي بسبب عدم نضوجه. وعلى هذا المنوال قال الرب يسوع لتلاميذه في(يو16: 12)«إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ». بخصوص كنيسة كورنثوس، كان الوضع سيء بالنسبة للمؤمنين فيها لأنهم لم يكونوا في حالة نمو روحي لدرجة تمكنهم من قبول حقائق روحية أعمق ينقلها إليهم الرسول بولس. فأولئك المؤمنون كانوا ما يزالون في حالة جسدية أي تحت سيطرة الجسد بدليل وجود: حسد وخصام وانشقاق بينهم مثل سلوك أهل العالم، وأيضاً ليسوا تحت قيادة الروح القدس. والشخص الجسدي لم يكن بعد يستطيع أكل الطعام القوي، بل الآن أيضا لا يستطيع لأنه بعد جسدي، وعلى سبيل المثال تجد شخص آمن بالمسيح من حوالي عشرة سنين وهو مازال يسلك بحسب الجسد بمعنى لا يوجد تغيير في حياته الروحية، وإذا حدثت معه أي مشكلة تجده لا يتكل على شخص الله الآب، وما عنده صبر لكي ينتظر استجابة أو جواب من الله بل يقوم بحل مشاكله بطريقة بشرية. والرسول بولس كان يُعاني من هذه الحالة في كنيسة كورنثوس لذلك يتساءل:" أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟".
الآن السؤال لكل واحد فينا: هل بيننا حسد وخصام وانشقاق؟
نحن نعرف أن الخلاص بنعمة الله سواء في العهدين القديم والجديد، وقد اختارنا الله وأعطانا مسؤوليات. الله اختارنا نحن المؤمنين وميزنا عن أهل العالم وكنا قبل الخلاص مثلنا مثلهم، ولكن الرسول بولس يقول: الإيمان ليس للجميع. فكلمة الله ليست للجميع واختارنا الله بنعمته لأننا أولاد الله، مع أننا أولاد الله فسوف نقف جميعاً أمام كرسي المسيح لكي نحاسب على كل ما فعلناه سواء خيراً كان أم شراً، وسوف نحصد نتائج خطايانا مثل داود وليس عنده إكليل في السماء بينما جمعيا ندخل السماء كمؤمنين مخلصين بدم يسوع المسيح(1كو3: 12ـ15) وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً،(على الأرجح لا تشير الى الماس أو الياقوت أو الجواهر الاخرى، بل الى الصوان أو الرخام) خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا، فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ.
فعملنا سينكشف علنا. وسوف تمتحن النار قيمة عمل كل واحد فلا يبقى عملنا إذا بنيناه على دوافعنا البشرية، أي مبدأ غير الرب يسوع المسيح وسيعلن يوم الحساب مدى الإخلاص في عمل كل شخص وسيقرر الله مدى أمانة كل شخص لوصايا يسوع المسيح. وأساس حياتنا هو يسوع المسيح. هل تبني حياتك على الأساس الحقيقي الدائم الوحيد أم تبني على أساس آخر مثل الثروة أو الأمان أو النجاح.
السؤال: ما هو هدف حياتك على الأرض؟ هل أنت الشخص الروحي أم الشخص الطبيعي، أم الشخص الجسدي؟
الشخص الجسدي آمن بالمسيح لمدة طويلة ولكن ليس في حياته الروحية أي تغيير، ما فيش حياة القداسة بينما سمع رسالة الخلاص أكثر من مرة ولكن ما فيه تغيير. مَنْ هو الشخص الذي يفعل المشاكل في داخل الكنيسة؟
توجد بعض الأسئلة التي تحتاج لإجابة من كل واحد فينا
1) هل تشعر أن حياتك مرضية عند الرب أم عند الناس؟
2) هل تهتم بأمور روحية أكثر أم بالأمور الجسدية؟
3) هل أنت شخص مكرس لله وتعيش في حياة القداسة؟
ماذا قال الرب يسوع(رؤ2: 10) كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ.
صلاتي أن كل واحد عضو في جسد المسيح(أي كنيسته) يكون مؤمن حقيقي وناضج روحياً، والرب يستخدم كل واحد فينا لمجده وفي امتداد ملكوت لكي نعلن أن الرب يسوع هو ملك الملوك ورب الأرباب ويقول الكتاب المقدس:
1. (رو13: 14) الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ.
2. (كو3: 10) الْبَسُوا الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ.
3. (كو3: 12) الْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ.
4. (غلا5: 22، 23) وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ.
يا أحبائي في المسيح دعنا نترك ما هو جسدي، ونسلك حسب الروح لِنُظهر ثمر الروح في حياتنا فنكون شهادة حيه لشخص الرب يسوع المسيح.
دعونا نُصلي هذه الصلاة الآن:
نشكر يا أبانا القدوس، ونشكرك من أجل كلمتك في هذا اليوم، نبارك اسمك العظيم يارب يسوع ساعدنا لنكون من الآن ليس سامعين للكلمة فقط بل عاملين بها. يارب يسوع المسيح نحن نكرس نفوسنا لك لكي نكون ناضجين روحياً. ساعدنا لكي نسير معك وحدك يا يسوع وليس سواك. ساعدنا عندما نبدأ يومنا في الصباح تكون أنت فينا. نطلب منك أن تقدس حياتنا بالتمام لمجدك ليراك العالم من خلالنا. امسك بأيدنا يا سيدي لأننا بحاجة شديدة إليك. يارب يسوع كل ما في يشكرك.
لك كل المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.