كيف نسمع صوت الرب؟
(صموئيل 4:3ـ10)3 وَقَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ سِرَاجُ اللهِ، وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجعٌ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ، 4 أَنَّ الرَّبَّ دَعَا صَمُوئِيلَ، فَقَالَ:«هأَنَذَا». 5 وَرَكَضَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ. ارْجعِ اضْطَجعْ». فَذَهَبَ وَاضْطَجَعَ. 6 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ وَدَعَا أَيْضًا صَمُوئِيلَ. فَقَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ يَا ابْنِي. ارْجعِ اضْطَجعْ». 7 وَلَمْ يَعْرِفْ صَمُوئِيلُ الرَّبَّ بَعْدُ، وَلاَ أُعْلِنَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ بَعْدُ. 8 وَعَادَ الرَّبُّ فَدَعَا صَمُوئِيلَ ثَالِثَةً. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَفَهِمَ عَالِي أَنَّ الرَّبَّ يَدْعُو الصَّبِيَّ. 9 فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: «اذْهَبِ اضْطَجعْ، وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ أَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَاضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ. 10 فَجَاءَ الرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَالْمَرَّاتِ الأُوَلِ: «صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ».
صموئيل هو نبي عظيم في العهد القديم، بالرغم من أنه لم يعرف صوت الرب في البداية. وهذا يعني أن صموئيل لم يعرف كيف طريقة الاستماع لصوت الرب عندما نداه الرب. فقال صموئيل عندما دعاه الرب « هأَنَذَا » فأسرع إلى عالي ولم يسرع إلى الرب. وفي يومنا الحاضر نحتاج أن نسمع صوت الرب ونميزه عن الأصوات الأخرى، وموضوعنا في هذا اليوم هو كيف نسمع صوت الرب؟
أولا: الاستماع لصوت الرب من خلال كلمته.
الرب دعا صموئيل ثلاثة مرات ولم يعرف صوت الرب ولم يميز بين صوت الرب وصوت عالي. ومع أن الرب قد لا يستخدم صوتاً بشرياً مباشراً الآن إلا أنه يتكلم إلينا بنفس هذا الوضوح من خلال كلمته. وكذلك صوت الرب عندما يدعونا لا يتعارض مع كلمته لأن اهمال كلمة يجعل الشيطان من السهل أن يخدعنا، ولأنه كلما نعرف كلمة الرب أكثر كلما نميز صوت الرب بوضوح أكثر.
عندما نتخنرجع لكلمة الرب ونسمع ماذا يقول لنا فيها بخصوص هذا الأمر. وكثيرا ما نستمع إلى أفكار وأحاسيس لا تتفق مع كلمة الله قد يكون في أثناء وقت الصلاة أو في وقت التأمل بكلمة الرب.فهذا ليس صوت الرب وقد يكون صوت الشيطان أو صوت الجسد لأن صوت الرب لا يمكن أن يتعارض مع الفكر الكتابي.
فإذا لم نسمع لصوت الرب فمن السهل أن نسمع للأصوات العالمية الأخرى. وإذا كنت تسمع لصوت الرب فمن السهل أن تكون شخصاً مطيعاً ، وكذلك إن عدم استماعك لصوت الرب يعلن كبريائك وكأنك تستطيع كل شيء بدون الله. وهنا يأتي الفشل. لذلك يقول هذه يسوع الكلمات الرائعة في(مت7: 24ــ25)
"«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِــي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. هل أفكارك مؤسسة على الصخر؟ هل تسمع أقوال الله وتعمل بها؟
ثانيا: الاستماع لصوت الرب قد يتناقض بما نفكر به،
كما مكتوب في(مت 39:5، 41) وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.
من نظرة الناس العاديين هذا الكلام صعب وغير منطقي وغير طبيعي. يقول الرب على لسان النبي إشعياء(إش55: 8ــ9) «لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.
أنا لا أقول أن الرب لا يستخدم حكمة الإنسان، بل الرب يأمرنا أن نعمل شيئا فوق إدراكنا العقلي بحسب حكمته هو وليس حكمتنا نحن لأن فكره فوق إدراك عقولنا مثال على ذلك عندما قال الرب لإبراهيم(تك22: 2) فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». هذه هي كلمة الرب وأطاع ابراهيم كلمته(تك22: 14)فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى». ماذا كانت مكافأة الرب لإبراهيم؟ نجدها في(تك22: 16ـ18) « يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».
ومن أجل أنه سمع وأطاع وفعل أمر الرب باركه ببركة رائعة هي: «وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ». الله دعانا لكي نكون مباركين ونكون سبب بركة للآخرين.
السؤال لماذا لم يختار الرب ابنيّ عالي؟ لأن عالي وابناه لم يستمعا لصوت الرب وإنما سمعا لصوت الطمع الذي يرن رنين المال. لذلك لابد أن نُدرك يا احبائي إن لم نسمع لصوت الرب سيكون قرارانا خاضع للجسد وليس للرب.
وعدم سماعنا لكلمة الرب سيعطل البركة في حياتنا، فلابد أن لا نسمح لأي عذر في حياتنا يجعلنا أن لا نسمع كلمة الرب ونطيعه.
ثالثا: الاستماع لصوت الرب يتطلب منا التجارب بالايمان.
أجاب صموئيل بدعوة الرب قائلا: «هأَنَذَا تَكَلَّمْ يَا رَبُّ أَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». طلب الرب يسوع المسيح وهو على الأرض من تلاميذه أن يتجاوبوا معه بالإيمان. ويمكن أن نقول أن يسوع طلب من غير المؤمنين أن يختبروا الخلاص أولا كي ينتقل من ملكوت الظلمة الى ملكوت الله. ويصير من أولاد الله وهنا تبدأ علاقتنا مع الرب باختبار الخلاص.
أما المؤمنون فيحتاجون إلى الحياة المقدسة ويجعلنا هذا التقديس ننتصر في حياتنا اليومية، كما ذكر في(غلا20:2) مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ.
وهذا يعني أني خلصت بصليبه وعندي تأكيد بأن حياتي اليومية مرضية للرب، عندما يتكلم الرب إلينا، يعتمد سماعنا له على حالتنا الروحية والذي يتطلب أن يكون لنا الإيمان القوي والجرأة على أصوات وأقوال غير صوت الرب.
رابعاً: الاستماع الى صوت الرب يقودنا للنمو الروحي والسلام الإلهي.
عندما يتكلم الرب معك تكون نفسك في حالة هدوء وقلبك في السلام مع الله، كما هو مكتوب قفي(في4: 7) وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. وأيضاً عندنا يقول الكتاب في(كو3: 15) وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ.
وكان صموئيل بدأ أن ينام في هيكل الرب والرب دعاه، فيمكن أن تسمع صوت الرب حينما تحس بحسك الروحي تجاه الله ويكون الروح القدس ساكن فيك.
وتتأكد من صوت الرب حينما يمتلك قلبك سلام الله، ولا تسأل الآخرين عن قرارك:"هل هذا الصوت من الرب أم لا؟"لأنك تعرف صوت الرب بالتأكيد. وكذلك لا يملك الشخص غير المطيع سلام الله لأنه يسير بحسب فكره.
هنا مثال واضح لهذا الموضوع، مثلا حينما تدعوك أمك في طفولتك أنت تميز صوتها عن الأصوات الأخرى بشكل سريع لأنك تنمو وتسمع صوتها باستمرار. وقد تدعوك آلاف من الأمهات ولا يسترعي انتباهك. فإذا تدربت على سماع صوت الرب فمن الطبيعي أن تميز صوت الرب عن المرات الماضية كما هو مكتوب(يو10: 27) خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي.
فالمؤمن الحقيقي يعرف صوت الرب ويميزه عن الأصوات الأخرى لأن الروح القدس يسكن فيه ويرشده. عندما تريد أن تسمع صوت الرب.
· يجب أن تتوقع أن تسمع صوت الرب
· يجب أن تنتظر بالصبر حتى تكون مستعدا لسماع صوته.
· يجب أن تتأكد أنه باستطاعتك أن تسمع صوت الرب.
· يجب أن تسمع صوت الرب بقلبك المنفتح.
· يجب أن تكون ساهراً لكي تسمع صوت الرب.
· لسماع صوت الرب يجب أن تكون بقلب مطيع وقلب شاكر وقلب نقي.
· يجب أن تتكل على الروح القدس وهو يعلمك كيفية الاستماع لصوت الرب.