كيف تدرب نفسك في الحياة الجديدة؟
قصة: نلاحظ معظم الشباب في هذه الأيام يهتم بمباريات كأس العالم، في يوم 14/ 6/2010 كانت مفاجأة عظيمة لنا نحن الكوريين لأن الفريق الكوري فاز على المنتخب البرتغالي 1: 0. والسبب في فوز الفريق الكوري أنه قبل عدة سنوات، وضعت لجنة كرة القدم في كوريا خطة جديدة أنها دعت المدرب الهولندي{هيدينك} لكي يقوم بتدريب الفريق الكوري. فبناء على قبول اللجنة هذا المدرب، وقبول الفريق النظام الجديد للتدريب، استطاع الفريق الكوري أن يحقق هذا النجاح الرائع وهو دخوله إلى المجموعة الـ16.
أريد أن أسال نفسي ولكم جميعاً هذا السؤال، هل نحن نفعل كما يفعل فريق كرة القدم ندرب نفوسنا كل يوم في شخص المسيح؟ هل كل واحد فينا اختبر خلاص يسوع في داخله في روحه ونفسه؟ هل يسوع موجود بالفعل في حياتك بصفته المخلص والسيد عليها؟ إذن ما هي العلامة التي تدل على أنك شخص مؤمن حقيقي، ويسوع المسيح الملك والسيد والمخلص على حياتك؟ هل تطيع الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك؟ يمكن تكون شخص مسيحي لأنك وُلدت في عائلة مسيحية وتعرف عن يسوع وتنطق اسمه على لسانك وتطلبه لما تحتاجه في مشكلة أو ضيق أو تعب أو مرض، ولكن هذا الأمر غير كافي لخلاص حياتك لأنك تحتاج أن يكون قلبك مُلك لشخص يسوع المسيح.
يا أحبائي: هل نحن قبلنا نظام حياتنا الجديد الذي لنا في المسيح بالفرح حتى نعيش ونسلك فيه، أم مازلنا نعيش بنظام حياتنا القديم بطبيعتنا البشرية الفاسدة؟ هل كل واحد فينا اليوم يشعر بأن حياته تغيرت؟ وما هي علامة التغيير في حياتنا؟
إذا كنا نريد أن نتمتع بكل بركات الله الآب كوننا أولاد له وحلصنا على الطبيعة الجديدة في المسيح فعلينا بتدريب حياتنا كما يتدرب اللاعب سواء في كرة القدم أو غيرها.
لابد أن نُدرك أن الله يريد أن يكون المدرب الأول في حياتي وحياتك لأنه يوجد مدبرون كثيرون في هذا العالم الذي نعيش فيه مثل الشيطان، ولكن الرب يسوع يجب أن يكون مدربنا الحقيقي لكي تعكس حياتي وحياتك صورة يسوع المسيح فنحب الآخرين كنفوسنا وبالتالي نستطيع أن نقدم يسوع المسيح الذي اختبرناه في حياتنا.
السؤال: هل تدرب نفسك كل يوم لتسمع صوت الرب لحياتك وللآخرين؟هل تدرب نفسك في حياة القداسة العملية كل يوم؟ هل أنت تدرب حياتك لكي تكون شخص طاهر ومطيع؟ أنني أقول لن نحصل على التغيير والطاهرة إلا عندما نقبل شخص الرب يسوع المدرب الحقيقي لحياتنا.
دعونا نقرأ من كلمة الرب الحية التي جاءت في(لو19: 1ـ10)1 ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2 وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيًّا،3 وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ.4 فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. 5 فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».6 فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا.7 فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ».8 فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ:«هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».9 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ،10 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».
يا أحبائي زكا العشار أفضل من مسيحيين كثرين في هذه الأيام والسبب لأنه كان يريد أن يرى يسوع الشخص الذي شفى الكثيرين وَغيَّر الكثيرين، وزكا العشار تجاوب مع يسوع المسيح لأنه قبل خلاصه فوراً وحدث في حياته تغيير في الحال.
هذه القصة معروفة لنا جميعا لأنها تتكلم عن شخص اسمه زكا العشار تقابل مع الرب يسوع، وفي أثناء لقاءه كانت هناك عوائق أمامه سواء داخلية أو خارجية تقف أمام هذه المقابلة مع يسوع.
أولاً: تغلب على العوائق الداخلية والخارجية لكي ترى يسوع المسيح
زكا طلب أن يرى يسوع " مَنْ هو". فهذه أشواق القلب التي كانت عند زكا. لكن السؤال ما هي العوائق الداخلية والخارجية التي واجهها زكا؟
1. العوائق الداخلية، ماذا تقول الآية3؟ وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. وهذه هي أول مشكلة تواجه زكا في مقابلة يسوع المسيح. ما هي المشكلة التي تواجه حياتك؟ هل هي جسدية، أو عائلية؟
في كوريا إذا كانت العروس أطول من العريس عادة لا تقف العروس بشكل كامل، ولا ترتدي حذاء طويلا وهذا يدل أنها تحترم العريس لأن العريس قصير القامة. فقصر القامة للعريس الكوري يسبب مشكلة جسدية.
فالسؤال: هل أنت تقف عائقا أمام آخرين حتى يقبلوا يسوع المسيح؟ كم مرة نحن نعطل الآخرين أو نعيق الآخرين على أن يأتوا يسوع؟
هل المشكلة الداخلية مهمة جداً؟ مرات أكون أنا نفسي مشكلة. في قصة زكا العشار الجموع هي أعاقته رغم أشواقه القلبية في أن يرى يسوع. كم مرة نحن نعطل الآخرين أو نعيق الآخرين على أن يأتوا يسوع؟ المطلوب من كل واحد فينا أن يعكس صورة يسوع المسيح للآخرين ولا نكون عائق أمامهم.
مثلا، لو سألنا سؤال مهم، كم عدد المؤمنين في الكنيسة؟ هل زاد عدد المؤمنين في هذه السنة بالكنيسة؟ هل فيه ناس صاروا مؤمنين جدد في هذه السنة بالكنيسة؟
إذا كانت الإجابة "لا"، معناه الكنيسة عندها عوائق تُطعل الآخرين على أن يأتوا إلى يسوع المسيح. لأن الكنيسة الناجحة التي تحب الرب يسوع المسيحهي الكنيسة التي تُزيل العوائق مِن امام الأشخاص الذين يريدوا أن يأتوا إلى يسوع المسيح.
2. المشكلة الخارجية وهي في(عدد3، 4){وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا لِكَيْ يَرَاهُ}زكا عندما واجه العوائق الداخلية لم يشعر بالاحباط. ولكن عندما واجه المشكلة الخارجية شعر بالاحباط لأنه أقصر من الجميع، ولكن حبه ليسوع كان أقوى من الجميع.
ثانيا: تسرع وتنزل وتقبل فرحا لكي تعزم يسوع الى بيتك.
زكا تغلب على العوائق الداخلية والخارجية قبل أن يقبل يسوع. يا أخوتي علينا أن نترك كل شهوة داخلية لا تمجد الله في حياتنا ونترك كل العوائق الخارجية قبل أن نعرزم يسوع لبيوتنا. فالسؤال، هل ضميرك نقي؟ هل قلبك طاهر ومقدس؟ كيف تغلب زكا العشار على العوائق الداخلية والخارجية؟
1) زكا ركض متقدماً، وهنا أنكر زكا نفسه بصفته رئيس للعشارين. عندما ننكر نفوسنا ونتواضع نستطيع أن نقبل يسوع في حياتنا وهذا هو التنازل الذاتي.
2) زكا صعد إلى الجميزة، وهنا أنكر مكاننته الاجتماعية فأظهر تواضعه أمام يسوع. طبيعتنا البشرية تحب أن تتسلط على الآخرين لكي نكون أفضل منهم، ولكن إذا كنت تريد أن ترى يسوع، عليك أن تتواضع. تنزل من مكانتك العالية علشان ستقبل يسوع الى بيتك. مثلا الباب الواسع والعالي يدخل منه الإنسان المتكبر ولا ينكسر. وبالعكس أن الدخول من الباب الضيق يجعل الإنسان يتواضع وينكسر قدام الرب.
3) لا تتذمر لأن التذمر يزيل نعمة الله. فتصرخ إلى الله الآب . أنت يجب أن تعلن أنك في حالة العجز، وتصرخ إلى إلهك حتى تعبر عن احتياجك له.
4) زكا قبل دعوة يسوع وبالتالي صارت له علاقة جديدة مع يسوع. وأصبحت علاقة زكا صحيحة مع الناس لأنه أعطى نصف أمواله للمساكين ورد المسلوب للناس. إذن العلاقة الحميمة مع الله بالمحبة تعكس علاقتنا الصحيحة مع الناس.
فالسؤال هنا، بعد الإيمان وقبول يسوع المسيح، هل عندك استعداد أن تتصالح مع أخوك، مع جارك، مع قريبك، مع زميلك في الشغل. وهل تجعل يسوع المدرب الأول في حياتك؟ إن كنت تفعل ذلك فأنت تعكس علاقتك الحميمة مع يسوع المسيح.
ثالثا. هدف مجيء يسوع المسيح لكي يخلصنا ويدربنا.
ماذا تقول الآية 9« فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ». والآية10«لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ». نحن أمام الله الآب متبررين بالإيمان، وأمام الناس نتبرر بالإعمال دليل على التغيير في حياتنا. يسوع جاء إلينا لكي يخلصنا. إذا خلصت بالايمان فأنت تكمل خلاصك. معنى هذا أن تكون حياتك مقدسة.
في كوريا في السنوات الماضية كانت العروس تُحمل في عربة صغيرة يحملها أربعة رجال شخصان من أمام العربة وشخصان من وراء العربة. . فهذا الشيء ماذا يمثل؟ الشخصان اللذان من أمام العربة يمثلان الإيمان والشخصان اللذان وراء العربة يمثلان الرجاء، ولكن العروس تُمثل المحبة التي تقودنا إلى السماء لأن العريس يسوع المسيح هو ينتظرنا وينتظر عروسه وهي الكنيسة التي هي جسده المتمثلة فينا نحن المؤمنين.
نتذكر ما قاله شخص الرب يَسُوعُ(مت22: 37، 39) تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. وَتُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.
وأيضاً ما قاله الرسول بولس(1كو13: 13)«أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ».
فالروح القدس سكن في قلبك وكلمة الله تسكن في داخلك بناء على الروح القدس، إذن حياتك صارت هيكل لله. فعليك أن تحافظ على العلاقة الحميمة مع الله لكي تكون هيكل الله دائما.