السلوك المسيحي الصحيح
هذا اليوم يذكرنا بانتصار ربنا يسوع المسيح وقيامته من بين الأموات وهو الآن جالس في يمين الله. وهذا هو سر فرحنا وشركتنا اليوم، فنصلي في قلوبنا أن يكون هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فنفرح ونبتهج به. دعونا نقرأ من كلمة الرب من رسالة بولس الرسول الى أهل كولوسي الإصحاح(3: 1ــ17)
نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ، إِذْ سَمِعْنَا إِيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مِنْ أَجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، الَّذِي قَدْ حَضَرَ إِلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أَيْضًا مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ. كَمَا تَعَلَّمْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَبَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ، الَّذِي أَخْبَرَنَا أَيْضًا بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَــنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ
مشكلة المؤمنين اليوم بأنهم يعيشوا في الصراع وخاصة في الأمور الروحية والسبب هو:
1) عدم فهم كلمة الله بالشكل الصحيح وعدم تطبيقها في الحياة وتصديق أكذوبة ابليس. وكذلك في عدم الشركة الكاملة مع الله، ومع بعضنا البعض ونتيجة عدم شركة مع بعضنا البعض يؤثر على علاقتنا مع الله ويجعل الشيطان يدمر حياتنا الروحية.
2) وعدم الاعتراف بالخطية يعطل نمونا الروحي وهذا الشيء يسبب عدم نمو في القداسة العملية اليومية في حياتنا.
قبل أن أتكلم معكم في موضوع هذا اليوم أريد أحكي لكم قصة، ومن خلال هذه القصة نفهم ماذا أقصد أن أتكلم في هذا اليوم؟ كان اثنان مرسلين تقريبا في القرن التاسع عشر من أمريكا جاؤوا الى بعض الدول العربية في منطقة الخليج. واحد منهما كان اسمه(صموئيل زومر)والثاني اسمه(بيتر) وصموئيل وبيتر كانا أخوان في الجسد بمعنى من أب وأم. وكان عند صموئيل رؤية لكي يفهم العرب وكيف يخدم بين غير المسيحين وصموئيل هو معروف للعالم الغربي الآن، بينما بيتر غير معروف لديهم. ولكن بيتر كذلك كان مرسل في وسط العالم الإسلامي، فذهب الى الكويت والبحرين وعُمان، وفي إحدى هذه الدول بنى دار للأيتم الأفارقة لأن الأفارقة رفضوا تجار العبيد، وكان بيتر يعمل شيئاً مهماً، فكان بيتر يأخذ الأطفال ويعتني بهم في الملجأ، وبعد فترة مات{بيترpeter} في وسط الخدمة، وهذا الملجأ كان في عُمان وبعد سنوات ذهب أخوه صموئيل الى عُمان وبدأ يكرز بالإنجيل ويتكلم عن شخص الرب يسوع من بداية حياته حتى القيامة، وكل ما يتكلم صموئيل عن يسوع كان الناس يقولوا لصموئيل:" نعم نحن نعرفه هو" فاندهش صموئيل من الناس بأنهم قالوا أنهم يعرفوا يسوع مع أن صموئيل حكى عن محبة يسوع وخلاصه مرة واحدة. وكلما يتحدث عن حياة يسوع المسيح يقول الناس أنهم يعرفون عن حياة يسوع فشعر صموئيل بالتشويش فسألهم سؤالاً عن الرب يسوع المسيح فهم كانوا يتحدثون عن بيتر أنه الرب يسوع فهو عكس صورة يسوع المسيح عند الناس.
هذه القصة توضح لنا ما يجب أن يكون فيه المؤمن الحقيقي وماذا يعكس من حياته للآخرين عن حياة يسوع التي فيه. هنا أسأل سؤالا، هل فهمتم من خلال القصة التي حكيناها في هذا اليوم عنها. ما هو موضوعنا اليوم ؟ هو عن السلوك المسيحي الصحيح.
ما هو دورنا كمؤمنين في العالم، وما هو هدف الله لنا نحن المؤمنين في العالم وكيف نسلك في هدف وخطة الله في العالم، وهل نحن جزء من رسالة الإنجيل على الأرض؟ ماذا تقول كلمة الله أولا عنا؟ بمعنى آخر، النظرة الصحيحة من الله لنا من خلال إيماننا على الأرض. فعندنا حقائق كتابية ، لا بد نعرفها بعمق أكثر من الماضي في رسالة(كولوسي3) يتكلم عن:
1) قيامتنا في المسيح
2) جلوسنا مع المسيح
3) موتنا مع المسيح
4) ما يطلبه منا لأجل ملكوت الله
5) ما هو ينتظرنا عندما يأتي المسيح؟
6) ما هو دورنا تجاه عمل المسيح
7) ما هو سلوكنا بحسب طبيعة المسيح؟
أولاً: قيامتنا مع المسيح
المؤمن يرى أنه قد مات مع المسيح ودفن معه، وأقيم معه من الأموات فيعلن تبريرنا ونحن غير مذنبين أمام الله، وهنا حقيقتان،
1) الانتصار على الموت بمعنى آخر انتصارنا على عقاب الخطية،
2) وسلوكنا في جدة الحياة، وهذا يعطينا الحافز المشجع لنعرف حقيقتنا كمؤمنين، فنحن خلصنا من سلطان الخطية وتم تحريرنا وفك ارتباطنا بآدم الأول وأصبح ارتبطانا برئيس الحياة الرب يسوع، السؤال لكل واحد فينا هل حصلت على هذا الاختبار؟ هل تعيش في ارتباط حقيقي برئيس الحياة؟
ثانياً: ما هو دورنا تجاه عمل المسيح؟
القيامة تعطينا الحياة الجديدة بحسب طبيعة المسيح الممجد، فهو يدعونا إلى حياة التقديس وهو عباة عن صراع مع شهواتنا ورغباتنا العالمية وأعمالنا وأجسادنا. فنحن نعيش في العالم ولكن نحن منفصلين عن العالم ، ونحن مفروزين لله الآب ونحن مدعوون أن نعيش القداسة. ونحن ودعنا الحياة القديمة لكي ندخل في شكل جديد من الحياة الجديدة المختلفة تماماً وهي حياة الرب يسوع المسيح المقام من بين الأموات. فالله الآب يطلب منا أن نحيا حياة القداسة كما نقرأها في رسالة كولوسي الإصحاح الثالث:-اطلبوا-اهتموا-أميتوا-اطرحوا- البسوا-طبقوا-اشكروا، وهذه الأفعال أفعال الأمر فكلها طلب من الله الآب للمؤمنين على الأرض. فهدف الله الآب لحياتنا أن تكون مشابه لحياة المخلص لأنه مثالنا ودستور حياتنا على الأرض.
ثالثاً: ما ينتظرنا عند مجيء المسيح.
سوف نحصل على أجسادنا الممجدة والمقدسة الى أبد الأبدين وهذه هي صورة المجد الكامل في فكر الله، ونكون مثله في السماء. لقد تحدثنا عن المراحل الثلاث المتداخلة في الخلاص وهي التبرير والتقديس والتمجيد، لقد خلصنا من عقاب الخطية ونخلص من قوة الخطية وسوف نخلص من وجود الخطية(اي من جسد الخطية).ويمكن أن نقول: التبري نحصل عليه مرة واحدة وإلى الأبد عندما قلبنا يسوع المسيح مخلص على حياتنا وتم تبريرنا على الأرض بمعنى فعلنا الخطية وكأننا لم نفعلها وهذا الأمر يتعلق بموقفنا أمام الله، والتبرير هو متساوي لكل المؤمنين.
أما التقديس فهو يختلف من مؤمن لآخر(أي حسب نوعية المؤمنين) يتم على هذا الأرض وفيه نكون مشابهين صورة ابنه، بمعنى أن نسلك كما سلك المسيح على الأرض، وأن نتكلم كما تكلم المسيح، ونعمل كما عمل المسيح وهذا يتطلب الصراع الروحي ضد الجسد والعالم والشيطان. فالتبرير هو عمل الله وهو إعلان قضائي في مرة واحدة، بينما التقديس عمل الله زائد تعاوننا وهو عمل داخلي باستمرار في حياتنا .
وآخيرا التمجيد هو المرحلة النهائية التي سنكون فيها مع الله في الأبدية، لا خطية ولا موت ولا مرض. وهو الكل صار جديداً. وبمعنى آخر، التبرير شيء أخذناه، التقديس شيئ نحياه والتمجيد شيء نتمناه، وكمان نقول النعمة أخذناها، النعمة نأخذها والنعمة سننتظرها. النعمة معناها أخذنا شيء لا نستحق مثل الخلاص والحياة الأبدية ويقول إنجيل يوحنا(يو1: 16) وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.
في الختام: الرب يطلب منا في هذا اليوم أن نحيا في القداسة اليومية، ونكون مثل يسوع المسيح على الأرض ونتذكر أنه يوجد أربعة أناجيل: متى، مرقس، لوقا، يوحنا ولكن يوجد إنجيل رقم خمسة وهو أنت الإنجيل الحي الذي يتحرك ويتكلم ويراه الناس فكن يسوع في إنجيل السلوك الحقيقي لتكون بركة للآخرين.
دعونا نصلي:
أيها الآب السماوي انا اشكرك لأجل ابنك يسوع المسيح الذي مات لأجلي على الصليب، ساعدني لأعيش على الأرض شاهد أمين وتكون حياتي كيسوع في اسم ابنك أصلي. آمين.