العظة الأولى
1. "مختبيء في الخزانة"
أحبائي: سلام الرب لكم في اسم يسوع المسيح ربنا رئيس السلام
يكلمنا الرب اليوم في هذا الاجتماع المبارك من خلال كلمته وهي موجودة في: (يوحنا12: 42ـ43) فدعونا نقرأ هذه الكلمات المباركة لتعزية قلوبنا ونُصلي أن تكون هذه الكلمات سبب بركة لحياتنا.
وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضًا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلاَّ يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللهِ.
عنوان موضوعنا في هذا الاجتماع هو:"مختبىء في الخزانة".
(عدد42)"وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضًا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلاَّ يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ".
يذكر يوحنا في هذه الفقرة أن رؤساء اليهود آمنوا بيسوع المسيح. بمعنى آخر صار لهم علاقة شخصية مع يسوع المسيح، وأيضاً معنى هذه الكلمة " آمَنَ بِهِ" أن هؤلاء الرؤساء صاروا مؤمنين حقيقيين مولودين ولادة روحية جديدة، ولكنهم تيجة هذه العلاقة الشخصية معه رفضوا الاعتراف به قدام الآخرين بسبب خوفهم من أن يطردوا من الهيكل. الذي يعتبر مصدر رزقهم، وأيضاً لكي لا تضيع منهم مكانتهم المتميزة بين الناس في المجتمع.
كان مرسل كوري في آسيا، وقام بتعميد شخص بعد إعلان إيمانه الحقيقي بيسوع المسيح، والجهات المسؤولة في الدولة عرفت بهذه المعمودية. لأن المعمودية هي اتحاد المؤمن في موت المسيح وقيامته، وأيضا هي انتماءه واعترافه أمام الناس بالمسيح يسوع رب ومخلص، جهات المسؤولة في الدولة قامت بقتل الشخص الذي تعمد على اسم يسوع المسيح، وبهذا العمل صار كإعلان خطير لكل مَنْ يريد الحياة المسيحية وخاصة للشخص الذي يعيش خارج دائرة المسيح.
بعض الناس يمكن أن يؤمنوا بالمسيح يسوع ويصبح الرب والمخلص والملك على حياتهم ويعيشوا بأمانة للرب مع أنهم لم يحصلوا على شهادة جامعية عالية أو مكانة اجتماعية معروفة ومشهورة، وإن كانوا لا يمتلكوا الأموال الكثيرة لأن هذه الأشياء قد تكون مانع كبير وعائق تمنع إيمانهم بشخص المسيح.
كان نيقوديموس واحد رؤساء اليهود، وشخص لديه مكانة اجتماعية معروفة في ذلك الوقت لكنه جاء إلى يسوع ليلاً(يو3: 2) هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».
والسؤال لماذا جاء نيقوديموس ليلاً إلى يسوع؟ هل هو مؤمن حقيقي؟ يسوع قال في(يو8) لماذا لا تصدقونني؟ في الحقيقة هناك بعض التابعين لشخص المسيح لا يؤمنوا به.
لماذا البعض لا يصدقوا كلام يسوع؟ لماذا البعض لا يشهدون بكلمة الرب عن شخصه الفادي للبشرية؟
هل تخاف ...... من الناس؟ هل تخاف ...... من أن تخسر شغلك؟ هل تخاف ..... أن تخسر حياتك؟ هل تخاف من.... فقدان مكانتك المتميزة في المجتمع؟
كنت في أبو ظبي الفترة الماضية مع الأخوة العرب بالكنيسة الإنجيلية هناك، وكان شخص عربي كان يكرز في المزارع الموجودة هناك، وكرازته كانت امتياز لنا، ولكن ما الفرق بيننا وبين هذا الشخص الكارز؟ هل هذا الشخص يختلف عننا؟
هل أنا غير مؤمن؟ إذا كان لدينا خوف في الكرازة للآخرين فلن نشارك كلمة الرب مع جيراننا أو أقربائنا!
نيقوديموس جاء ليلاً وهو ليس صديق ليسوع المسيح، ولم يُعلن الرب أنه كان صديقاً له.
هل لديك إيمان في عمل الله؟ إذا كانت لديك علاقة مع الرب، هل تستمر شركتك مع الله من خلال الصلاة، وكلمة الرب؟ فالرب يُعطي قدرته لأنه أحب العالم.
لماذا البعض يفتخر بخطيبته وجمالها وشخصيتها وحتى ابتسامتها؟ لماذا يفتخر بها قدام الناس؟ لأنه أحبها فعلاً.
هل تحب الرب يسوع المسيح؟ إذا كنت تحبه سوف تفتخر به وبشخصه المبارك. هذا هو الإيمان الحقيقي. في(يو7)نيقوديموس لم يعلن يسوع المسيح.
دعونا ننظر في(يو19: 38ـ39)
ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا.
في هذه اللحظة كان نيقوديموس مستعداً ليعلن يسوع أمام الناس، فهو جاء مع يوسف لكن لدفن جسد يسوع لذلك طلبا جسد يسوع من بيلاطس.
في هذه الإصحاح نجد أن يوسف هو تلميذ يسوع . ما معنى كلمة "التلميذ"؟ هو الشخص الذي يتبع ويلازم تعليم يسوع، وهو مستعد أن يدفع ثمن تبعيته كنتيجة محبته مثلما دفع معلمه دمه كنتيجة محبته لنا. .
هل يستعد يوسف لدفع الثمن من أجل ربنا يسوع المسيح؟ ويبدأ نيقوديموس يخرج من خزانتهِ لأنه اعترف بيسوع أمام الناس ولذلك جاء نهاراً وليس ليلاً.
يسوع المسيح في(يو2: 24) لم يأتمنهم على نفسه لأنهم حديثي الإيمان.
عرف يسوع قلوبهم، وهو أيضا يعرف قلوبنا وأعماقنا ولا مجال لنختبىء منه. يسوع عرف هذه الفئة أنهم جدد في الإيمان ولا يحبونه كثيراُ.
هل تحب يسوع؟ إذا كنت تحب يسوع فهو يعيش فيك فتتلاقى معه وتحاول أن تخدمه في أي مجال، ولكن إذا كنت لا تحبه فخدمتك وعملك يكون من أجلك أنت وليس من أجله.
يمكن أن تخدم في الكنيسة بدون شركة مستمرة مع الرب، ولكن ليس لديك فرح حقيقي في الرب.إذا كنت تحب الرب من كل قلبك يمكن أن تشكره على كل شيء وفي كل حين. الشكر بدون المحبة هو شكر زائف.
عندما تحب الرب يسوع فإنك تطيع كلمته.
لا يظهر الرب لمن لا يحبه ولا يصدقه(لايثق)فيه كما في(يو 21:14)اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».
يمكن أن نقول أن يسوع اختار بطرس ويعقوب ويوحنا لأنهم بسطاء وليسوا أغنياء وبلا مكانة اجتماعية عالية.
نيقوديموس أخذ جسد المسيح وأتى به جهاراً.
كما أن جسم الإنسان يكون ميتاً إذا فراقته الروح كذلك يكون الإيمان ميتاً إذا لم ترافقه الأعمال(يع2: 26) لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ.
إذاً إيماني في الحياة يحيي أعمالي.
هل إيمانك حي أم ميت؟
يمكن أن نعرف أعمالك من خلال إيمانك. يرى الله إيماناً والناس ترى أعمالنا.فإذا كانت الكنيسة ميتة فلن يكون فيها أعمال تمجد الله.
الإيمان بدون الأعمال ميت. هل للكنسية إيمان حي وهذا الإيمان إيمان حقيقي! إذاً فيسوع يعلن أمام الناس فهو ربنا . فإذاً إن كان لك إيمان فسيتبع ذلك الأعمال وستكون نتيجة تلقائية لذلك الإيمان.
القصة التي تختص بنيقوديموس قد سمعناها في مسامعنا الآن، فما هي الخطوات العملية بالنسبة لنا من هذه القصة . ماذا نتعلم من هذه القصة؟
في البداية كان نيقوديموس قليل الايمان مما جعل حياته ضعيفة ويعيش مختبئا في السر. وكان هذا مصدر خوفه للإعلان بما يؤمن به عن الرب يسوع المسيح. ولكن نجد أن نيقوديموس قد تغير من حياة الاختباء في السر الى حياة المجاهرة والاعلان بما يؤمن به عن يسوع لدرجة أن ايمانه دفعه أن يطلب جسد يسوع.
لكن التحدي أمامنا الآن نريد أن نجاهر بيسوع حتى لا نندم على حياة السر والاختباء ونخبر بما أمنا به وغير حياتنا ونقدم يسوع الحي للآخرين.
اذن ما هي الطرق لكي نكون مجاهرين في الايمان؟
أولا: اكرز مع اهتمامك بأحوال السامعين لكلمة الرب وفهمك لاحتياجاتهم.
ثانيا: كون مجموعة بيتية نصفها من المؤمنين والنصف الآخر من غير المؤمنين.
ثالثا: اعزم (أدع) أقربائك وجيرانك الى العشاء في منزلك.
رابعا: شارك باختباراتك كشهادة بما استجاب الرب في حياتك اليومية.
اذا أدركت محبة الله فمن الطبيعي أن تكرز بكلمته لأن الكرازة تنبع من تلقاء حياتك وليس اجبارياً، وهذا يعني شهادة الشخص في الحياة العملية. فعش شاهدا ليسوع المسيح في حياتك اليومية.