الخدمة
"هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس" (مت 4 :19)
إذا رغبت أن تعمل عمل المسيح يسوع، يجب أن تكون لك شركة عميقة معه ويجب أن تتبعه. أولئك الذين يتبعون يسوع المسيح ويطيعونه يستطيعون القيام بعمله. التعليم يعطي ثمره بالعمل لأجل الرب. حتى الآن هناك الكثير من الأشخاص الذين يذهبون للكنيسة مرة أسبوعياً وذلك أساساً لملء المقاعد الشاغرة ولسماع العظات وهم يؤمنون أنهم بذلك يعيشون حياة مسيحية. إن سبب استمرار إيمانهم السلبي هذا هو انهم لم ينلوا تعليماً صحيحاً. إذا نال أحدهم التعليم والتدريب الصحيحين، سيتحول إيمانهم السلبي هذا إلى إيمان إيجابي. لذلك، فثمر التدرب هو القيام بأعمال لأجل الرب.
يمكننا القول أن حركة الإصلاح الديني في القرن الخامس عشر إعادت الكتاب المقدس إلى أيدي عامة المؤمنين. قال فرانسيس لير "إذا كنا اعتمدنا فنحن إذاً خدام الرب سواء كنا رعاة رسميين أم لا".
إذا أدرك المؤمنون العاديون أنهم فعلة الله وفهموا عمل الرب يجب عليهم فهم العناصر الخمس التالية أيضاً:
1 - النظرة الكتابية للكنيسة
"ليست أكثر أمور التحدي هي ما يجب عليَّ أن أفعله للكنيسة، بل أن أجعل من نفسي كنيسة" ف.س.مارتر.
عندما تقول أن العلاقة بين الكنائس والمؤمنين العاديين هي أن هؤلاء المؤمنين يذهبون لتلك الكنائس، فهذا التعبير ليس كتابياً. ولا يُعد تعبير كتابي أن تقول: "إن المؤمنين العاديين يعملون في الكنائس". إذاً ما هي العلاقة الصحيحة بين المؤمنين العاديين والكنائس؟ (أف 2 :20-22).
المؤمنون العاديون أنفسهم هم الكنائس ذاتها. لذلك، ولكي نعرف أعمال المؤمنين العاديين يجب علينا أن نعرف ما هي أعمال الكنائس. العناصر الأساسية لجعل الكنيسة تستحق أن تدعى كذلك، هي العبادة والشركة. لكن إذا كان يجب على الكنيسة أن تعيش وتتحرك كجسد المسيح، يجب أن تقوم بنفس الأعمال التي كان يسوع يقوم بها أثناء إقامته على الأرض. في (مت 4 :23) نجد ملخصاً للأعمال الثلاث التي عملها يسوع على الأرض. أي نوع من أنواع المهام الكنسية يرتبط بهذه الأعمال؟
( أ ) التعليم والتدريب والتسلح الروحي:
ARABPPTC15-2
(ب) الكرازة والإرساليات في قارات أخرى:
(ج) المشاركة الاجتماعية والمساهمة في الدفاع عن الحريات:
كل الأعمال يجب أن تبدأ من الكنيسة التي هي جسد المسيح. يجب أن تنتقل هذه الأعمال إلى الذين هم خارج الكنيسة بواسطة كل مؤمن. لذلك، عندما ينهض المؤمنون معاً ستقوم الكنيسة بتنفيذ هذه الأعمال الثلاث، وعندما يتشتت المؤمنون يجب أن يقوم كل فرد مؤمن بدور الكنيسة الصغيرة حيثما يكون.
2 - النظرة الكتابية للمؤمن العادي
كثيراً ما نسمع شخصاً يقول "لكن أنا مجرد مؤمن عادي". قد تبدو هذه الكلمات هي أفضل كلمات في الوقت الحالي، لكن هذا الشخص في الحقيقة لا يفهم دعوة الرب. يقول الكتاب المقدس أن كل المؤمنين فعلة. إن المؤمنين العاديين ليسوا هدف أنشطة الراعي كما يقال، بل هم بالأحرى المساهمون الأساسيون في القيام بعمل الكنيسة.
ما هي أعمال المؤمنين العاديين؟
( أ ) المسيحيون ليسوا حبال الصنارة، لكنهم يجب أن يكونوا صيادي السمك لكي يصطادوا ... (متى 4 :19).
(ب) المسيحيون ليسوا الملح الذي فقد طعمه بل هم ... (مر 5 :13).
(ج) المسيحيون ليسوا الحَمَل الذي يموت بعيداً بل هم ... (مر 5 :14).
(د ) المسيحيون ليسوا ماكينات تعمل جيداً بل هم ... (مر 9 :38).
"الكنائس التي تعزل نفسها كثيراً عن جيرانها وروادها لن تستطيع نشر الإنجيل. لقد خرجت الكنائس من العالم على عكس ما يريده الكتاب المقدس منها. يعلمنا الكتاب أنه يجب أن يظل المسيحيون في العالم. كما فعل يسوع، الذي صار رأس كل الكنائس، تلك الكنائس يجب أن تتجسد في مدن أو قرى الجهل وعدم النقاوة حيث يجب أن تكون" دونالد ماك جابران.
اكتب أسماء المسيحيين الواردة في (1بط 2 :4، 5، 9، 10) وتأمل في معانيها.
ARABPPTC15-3
3 - النظرة الكتابية للمواهب
في الوقت الذي يأمرنا الله أن نقوم بعمله نجده يمنحنا عطايا متنوعة ضرورية للقيام بهذه الأعمال. يجب ألاَّ ننتفخ بسبب هذه المواهب كما لو كانت ملكاً لنا ولا يجب من جهة أخرى أن نهملها بلا استخدام، لأن الله منحنا هذه المواهب مجاناً لأجل عمله. هذه المواهب ممنوحة للاستخدام بهدف تحقيق مجد الله وإنجاز عمله.
المواهب واردة في (رو 12 :6-8) وفي (1كو 12 :8-11) و(أف 4 :11). من بين تلك المواهب هناك سبع مواهب واردة في رسالة رومية وهي واضحة بسهولة في الحياة اليومية للمؤمنين.
اشرحها بإيجاز
|
|
أ- |
|
|
|
ب - |
|
|
|
ج - |
|
|
|
د - |
|
|
|
هـ - |
|
|
|
و- |
|
|
|
ز - |
|
الشيء المهم هو أن نفهم خصوصية وتفرد المواهب التي نتلقاها وأن نضعها موضع التنفيذ. عن طريق مثل هذا الفهم، لا ننتقد أولئك الذين نالوا مواهب مماثلة. وأن نفهم تماماً الأشخاص الذين نالوا مواهب مختلفة عن تلك التي كانت من نصيبنا.
4 - النظرة الكتابية للتدريب
المواهب شيء جوهري للقيام بعمل الرب ونحن بحاجة أيضاً إلى التدريب كي نحمل الثمار عن طريق استخدام تلك المواهب. من الخطأ محاولة الكنيسة تكليف شخص ما بمهمة هامة بدون إعداده بالتدريب اللائق. سيكون التدريب الممنوح طبقاً للمواهب التي تلقاها الشخص إعداداً جيداً لإنجاز أعمال الكنيسة.
تكمن مشكلة الكنائس في عدم توافر العدد الكافي من الرعاة الذين يعملون على تدريب المؤمنين العاديين ولا يوجد أيضاً الكثير من المسيحيين الراغبين في الحصول على ذلك التدريب. يشعر بعض الأشخاص أن التدريب صعب ويظن البعض الآخر أنه لا يوجد احتياج لذلك التدريب. عموماً، التدريب أمر ضروري لجعل الكنيسة جديرة باسمها.
كيف درب يسوع تلاميذه؟ (مر 3 :13-15). كيف تطبق ذلك على الكنيسة؟
( أ ) الدعوة والاختيار
ARABPPTC15-4
(ب) جعلهم معه
(ج) إرسالهم لنشر الإنجيل
راجع الاقتراحات التالية لتحقيق تدريب فعال
(1) لا تفقد إيمانك المحترف كشخص عامل في هذا المجال.
(2) فتش عن الأشخاص العاملين بنفس الموهبة بهمة واجتهاد.
(3) اقرأ وتعلم الكتب أو الأسفار المقدسة اللازمة للعمل.
(4) فكر في كيفية استخدام المواهب التي تلقيتها بالفعل.
(5) ابدأ باتضاع حتى وإن كانت لك خبرة طويلة في حياة الكنيسة.
(6) شارك المجموعة التي تلمس فيها التكريس والهمة.
5 - النظرة الكتابية للعالم
إذا تولى المسيحيون العاديون المدربون القيام بالمهمة، يجب عليهم فهم موقع تلك المهمة بصورة سليمة. يقصر الكثير من المسيحيين حدود المهمة داخل إطار الكنائس فقط، لكن العالم الذي يعيشون ويعملون ويلهون فيه هو الموقع الملائم تماماً لتنفيذ المهمة. يقوم العديد من المسيحيين بتحديد أعمالهم على منطقة أو دولة معينة يعيشون داخلها. لكن أعمالنا يجب ان تمتد لتصل إلى كل أطراف العالم (أع 1 :8). وهكذا عندما نستطيع مد مجال رؤيتنا كي نرى العالم بنظرة صائبة، عندئذٍ يمكننا القيام بعمل الرب بصورة سليمة.
( أ ) كيف قال يسوع إنه سيعمل لأجل تلاميذه؟ (يو 17 :18، 20 :21).
كيف يقوم الكثير من المسيحيين العاديين بعمل الرب؟ (أع 8 :4).
(ب) أين نادى بولس بالإنجيل؟ (أع 17 :17).
ARABPPTC15-5
على كل امتداد العالم، يجب أن يمتد الإنجيل أيضاً وأن يُعلن اسم المسيح. إذا كانت أيام العمل ممتدة من الأحد إلى الخميس، هكذا أيضاً يجب أن يمتد عمل التسبيح المقدم لله. إذا كان ما تقوم به يتم مستنداً على أساس من العلاقة الصحيحة مع الله، فسيكون تسبيحاً حياً مقدماً لله.
(ج) ما الذي وعد يسوع به تلاميذه في النهاية عندما أوشك على الصعود؟
(أع 1 :8).
(د ) كيف تعامل الروح القدس مع بولس وبرنابا؟ (أع 13 :2-3).
يجب أن ينتشر الإنجيل في كل مكان في العالم. وفوق ذلك، في تلك الأزمنة الحديثة، حيث صار العالم قرية صغيرة بكل ما في الكلمة من معنى، هناك طلب أكبر كي يتقدم مسيحيون عاديون يرون في العالم بأكمله إبروشياتهم التي سيعملون فيها.