الحياة التي تغلب الإغراءات والتجارب

على الرغم من أن المسيحيين يعيشون حياة ممتلئة بالروح القدس، إلاّ أنهم لا يستطيعون أن يحيوا حياة خالية من الخطايا طالما هم في الجسد (1 كو 10 :12)، لأن الشيطان كأسد زائر يفتش دائماً عن أولئك الذين يرغب في ابتلاعهم. لذلك، من المهم جداً فهم ما هو الخلاص الممنوح من الله لأنه لا يوجد من لا يسقط في الإغراءات والخطايا أبداً. لا يمكنك أن تحيا يحياة النصرة بذاتك فقط. يجب الاعتراف أن الله هو الذي يجعلك تحيا حياة منتصرة.

هناك ثلاثة أنواع من التجارب في الكتاب المقدس. لخصها بالترتيب.

1. التجربة: (يع 1 :2-4).

2. الإغراء: (يع 1 :13-14).

3. الاختبار: (تك 22 :1).

سيتناول هذا الفصل أساساً مسألة الإغراء. (1كو 10 :13) هو مفتاح تجارب المؤمنين. تأمل في هذا العدد.

( أ ) ما هي نوعية التجارب التي نواجهها؟

(ب) من يمكننا من الانتصار في التجربة عندما نواجهها؟

(ج) ما الذي يجب علينا فعله كي لا نسقط في هوة الإغراءات ونرتكب الخطايا؟

ARABPPTC13-2

(د ) هل يزيل الله الإغراءات؟

(هـ) ماذا يفعل الله لأجلنا؟

(و ) ما الذي يمكننا عمله كي لا نسقط في هوة الإغراءات؟

مت 6 :9،13

مز 119 :9،11

1يو 5 :4-5

يع 4 :7

طبق هذه الأعداد باستمرار. ما هي أنواع التجارب التي تواجهها الآن؟

ما هو طريق الله للتغلب على التجارب؟

الشيطان هو أصل الشر. لكن هذا لا يعني أن الشيطان يهاجمنا فرادى باستمرار. على الرغم من أن هتلر هو الذي أشعل نيران الحرب العالمية الثانية، فهو لم يشارك شخصياً في كل موقعة. بنفس الأسلوب نجد أن الشيطان قد يشارك شخصياً في العديد من الحروب الروحية، لكن في حالات عديدة أخرى يهاجمنا مستغلاً الظروف.

يدخل الشيطان إلينا عن طريق ثلاثة مداخل، أولها: قد يهاجمنا مباشرة. ثانيها: يهاجمنا من خلال العالم. ثالثها: يهاجمنا من خلال ذهننا الطماع. طبقاً للطرق التي يستخدمها تختلف ردود الأفعال.

1 - الشيطان يهاجمنا مباشرة

الشيطان كائن فوق طبيعي وله شخصيته والكتاب المقدس يقول عنه ببساطة إنه الملاك الساقط. هذا الشيطان يهاجمنا مباشرة ويهاجم صخرة إيماننا. مثل هذا الهجوم المباشر يجعل إدراكنا لوجود الله مشوشاً للغاية أو يجعلنا نشك في نوعية العلاقة مع الله، بل وفوق ذلك فهو يجعل المؤمنين يرفضون كلمات الله وأمانته تجاههم.

كيف هاجم الشيطان يهوذا الأسخريوطي؟ (لو 22 :3، يو 13 :2).

ARABPPTC13-3

كيف يجب أن نتعامل مع هجمات الشيطان هذه؟ أول كل شيء، يجب أن تعترف بوجود الشيطان وأن تحارب ضده (يع 4 :7). كيف نستطيع الحرب ضده بالتفصيل؟

أفضل طريق هو الذي استخدمه يسوع ضد الشيطان. في (مت 4 :4،6،10) هزم يسوع الشيطان ثلاث مرات بالاقتباس من كلمة الله، التي هي سيف الروح القدس. يمكننا الحرب ضد إبليس باستخدام كلمات الله. إذا جعلنا الشيطان نشك في خلاصنا، يجب أن نحارب ضده بكلمات تقول أن كل المسيحيين الذين آمنوا بيسوع المسيح قد نالوا فعلاً حياة أبدية كما هو مكتوب في (يو 5 :24، 15 :13). لذلك، يجب أن نعرف المكتوب جيداً كي نتعامل مع مثل هذه التجارب بأكثر كفاءة وأن نتعلم كلمة الكتاب المقدس بقلوبنا وهو أمر في منتهى الأهمية في هذا السياق. كما كان داود يراجع كلمة الرب في ذهنه كي لا يرتكب الخطية (مز 119 :11)، يمكننا مواجهة هجمات إبليس بصورة صحيحة عندما نحفظ كلمات الله في قلوبنا.

2 - الشيطان يهاجمنا من خلال العالم

في بعض الأحيان لا يهاجمنا الشيطان مباشرة، بل يهاجمنا من الخارج عن طريق العالم باستخدام تكتيكات ملتوية. إن معنى كلمة "العالم" هنا هو العالم الذي صار عدواً لله كما هو مكتوب في (1يو 2 :15،16) وأيضاً كلمة "هذا الجيل" (رو 12 :2) تشير لنفس المعنى.

هذه الأنواع من العالم تستحوذ على المجتمعات والثقافات والحضارات وأنظمة التقييم التي أسسها وأقامها أشخاص غير مؤمنين وبعيدين عن إرادة الله. أرق وأنعم التجارب هي تلك الآتية عن طريق هذا العالم. هذه الأنواع من التجارب لا تطلب خرق قوانين أو الإقدام على فعل أشياء غير محبوبة للآخرين. لكن هذه التجارب تبدو بالأحرى مغرية جداً في نظر الأشخاص العاديين لكنها تسبب خسارة كبيرة للجانب الروحي من الشخص المؤمن.

 ( أ ) ما هي المناطق الثلاثة التي يغرينا العالم فيها وذلك بتحريك وتحفيز طمعنا وجشعنا وما هي أمثلة هذه المناطق الثلاثة على الترتيب.  ( 1 يو2 : 16)

1. 

2. 

3. 

كان هناك شاب وزوجته يخدمان الرب بإخلاص لكنهما فجأة توقفا عن حضورهما الكنيسة. وعندما استفسرنا الأسباب، وجدنا أنهما اشتريا شقة بالأموال التي ادخراها بالجهد. لذا أخذت الزوجة تقضي وقتاً أكثر في تزيين وتجميل شقتهما هذه وأخذ الزوج يبذل معظم وقته ومجهوده محاولاً شراء سيارة. الشقة والسيارة أمور ليست خطية في ذاتها لكن هذين الزوجين هُزما نتيجة إغراء الشيطان لهما بأن يحبا هذه الأشياء أكثر من محبتهما لله.

كيف يجب أن نتعامل مع هذه التجارب؟

اقرأ (مت 6 :19-34). إن اهتمامات العالم التي تهاجمنا تستهلك جزءاً كبيراً من حياتنا القصيرة ولها دور أكبر في المجتمعات المادية المعاصرة. إن المتاجر والمطاعم الباهظة التكلفة تغرينا في

ARABPPTC13-4

 الشوارع والسيارات الغالية التي تمرق أمامنا تجتذب انتباهنا. مثل هذا الإغراء سيملأ أي فراغ

 يظهر في أذهاننا نتيجة برود محبتنا لله في أي وقت.

هذه الأنواع من التجارب القادمة من الخارج لا يمكن حلها هكذا بسهولة عن طريق الهروب منها (يو 17 :15). عندما نواجه تجربة آتية من العالم، يجب ألاّ نهرب منها. بل بالأحرى، يجب عليك أن توجه اهتماماتك ومحبتك لله. لذلك يجب أن ننظر إلى الوراء ونرى حياتنا التقية. فكر في تلك الجوانب التقية في حياتك التي يجب أن تعتني بها وتتعهدها.

إذا استعدت تلك الحياة التقية واشتعلت محبتك لله مرة ثانية، ستبرد محبتك للعالم. عندئذٍ ستفقد هجمات إبليس عليك من خلال العالم تأثيرها وقوتها.

3 - الشيطان يهاجمنا عن طريق رغبة الجسد

يهاجم الشيطان في بعض الأحيان عن طريق رغبات الجسد الشخصية، والتي توجد لدى كل شخص غريزياً. إذا كانت هجمات العالم تأتي من الخارج، فمن خلال رغباتنا تأتي الهجمات من داخلنا. الجسد الذي خلقه الله لا يضم عناصر آثمة في ذاتها. لذا، الرغبة الغريزية لا يمكن اعتبارها خطية، لكن هناك تجارب معينة تنبع من الرغبات الفسيولوجية مثل الرغبة الجنسية أو شهوة الطعام. يسقط بعض المؤمنين في التجارب بصورة متكررة عن طريق إساءة استخدام مثل هذه الرغبات الفسيولوجية التي منحنا الله إياها.

اقرأ (2صم 11 :1-4). هناك مثل واضح لهجوم الشيطان عن طريق الرغبة الجنسية. سقط داود، لكن يوسف نجح في تكوين 39. هل تستطيع أن تحدد الفروق؟

دعنا نفكر ما الذي يجب علينا أن نفعله كي نتجنب هذه التجارب.

تمثل تجربة العلاقات الجنسية الخاطئة مشكلة كبيرة هذه الأيام في مجتمعنا. هناك طالب جامعي وزميلته أدركا أنهما يسقطان في هوة التجربة الجنسية خطوة بخطوة. في إحدى الليالي كانا سيتقابلان ليجمعا بعض الحشائش البحرية لتحضيرها لفصل علم الأحياء. فكرا أنه إذا تعرضا للإغراءات الجنسية، عليهما الركوع معاً والصلاة لله طلباً لمعونته كي ينتصرا على مثل هذه التجارب. هذا هو السلوك التقي حقاً، لكن ما أحمق أفكارهما! إنهما مثل من يصلي لله كي لا يدع الأسد يطبق بأنيابه على رأسه بينما هو يحشر رأسه فعلاً في فم الأسد.

كيف يأمر (2تي 2 :22) لحل مشكلات الشباب الجنسية؟

يمكن جدولة هجمات الشيطان والردود المسيحية عليها كالتالي: