الشركة


الشركة

 

الشركة تعني مقابلة أشخاص وتبادل المعرفة فيما بينهم. مثل هذه الشركة أمر ضروري أيضاً للمسيحيين المؤمنين. تتميز شركة المؤمنين بخصائص مختلفة عن شركة العالم. في الوقت الذي فيه يبدأ أي تجمع طبيعي لأية مجموعة بوضع مسافات فاصلة بين كل فرد والآخرين، تبدأ شركة المؤمنين عند الصليب الذي هدم الجدران بين البشر (أف 2 :13،14). لذلك، فالشركة المسيحية ممكنة فقط في الكنائس التي تبدأ بالصليب. هذه الكنائس لا تعني المباني أو المؤسسات بل جسد المسيح، الذي يتكون من المؤمنين. بناء على ذلك، تبدأ الشركة الحقيقية عندما يتجمع المسيحيون معاً لعبادة الله وتكتمل هذه الصورة عن طريق العبادة.

 

الشركة من خلال العبادة

يعتقد الكثير ممن يذهبون للكنيسة أن الغرض من العبادة هو الاستماع للعظات. على الرغم من أهمية الاستماع للعظات، لا يمكن أن يكون الغرض من العبادة هو ذلك فقط. إن العبادة أساساً موجهة لله وليست لنا ويكون لها معناها عندما يقوم جمع من المؤمنين المسيحيين بتقديمها سوياً.

1 - ما الذي يريده الله من عبادتنا؟ (لا 10 :3)

 

 

 

إن العبادة التي تسر قلب الله هي التي يتحد فيها المؤمنون معاً لتقديم المجد لله.

 

2 - إن اتجاه قلب الأشخاص الذين يقدمون العبادة أهم من أي شيء آخر وذلك لكي يقدموا عبادة حقيقية.

( أ ) يقول يوحنا 4 :24 "... الذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا". ما هو اتجاه أولئك الذين يعبدون الله استناداً على هذه الكلمات؟

 

 

 

 

 

(ب) ما الذي يعلمه لنا (مز 95 :6) و(جا 5 :1-2) بخصوص اتجاه قلب العابدين نحو الآخرين؟

 

 

 

 

 

3 - العبادة ليست معقدة بالضرورة، لكنها يجب أن تكون هي الوقت الذي نسكب فيه قلوبنا وحياتنا أمام الله لنصير واحداً فيه.

( أ ) أعمال الرسل 2 :42 يعلمنا أربعة عناصر ضرورية للعبادة. ما هي بالترتيب؟

 

 

 

 


 

(ب) فكر في العناصر الأخرى التي يجب أن توجد في العبادة،

 (1أخ 16 :29؛ كو 7 :16؛ مز 47 :1-2،5).

 

 

 

 

 

 

 

4 - التسبيح هو أهم أمر على الإطلاق في عبادة الله.

( أ ) من خلال التسبيح نعلن ثقتنا في الله الذي افتدانا. إننا نرفع تروس الإيمان ضد هجمات إبليس ونمكن الرب من إعلان قوته من خلال التسبيح.

(ب) التسبيح يمكِّن الروح القدس من التحرك بحرية في حياتنا وفي بعض الأحيان يسبق التسبيح الإعلانات الجديدة التي يعلنها روح الله القدوس.

(ج) يساهم التسبيح مساهمة كبيرة في توحيد المؤمنين الحقيقيين.

(د ) يساعدنا التسبيح على تثبيت قلوبنا نحو الرب، وتركيز آذاننا نحو كلمات الرب وإعداد الطريق لله كي يملأنا بمحبة الله.

(هـ) بما أن التسبيح هو لغة السماء، يمكننا تذوق العالم السماوي عن طريق التسبيح.

 

شركة المؤمنين

قال أحدهم "كل البشر الذين على الأرض متساوون تحت الصليب". إذا كانت هذه الكلمات صادقة، فالمؤمنون يتمتعون بامتياز كونهم أعضاء من الدرجة الأولى في عائلة الله. يجب أن نتعلم من الآخرين وأن نشجع بعضنا البعض. عندما يتجمع المؤمنون سوياً ويساعد أحدهم الآخر كي يقف بمفرده، تتحقق الشركة الحقيقية. إذا انفصلنا عن المؤمنين الآخرين، لن توجد الشركة المسيحية على الإطلاق. يريد الله أن يكون كل المؤمنين أعضاء في الكنائس كعائلة إيمان في المجتمع الذي ينتمون إليه.

 

1 - يجب أن يكون لدينا إدراك "بأعضاء الجسد"

"هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضاً لبعض كل واحد للآخر" (رو 12 :5).

كل المؤمنين أعضاء في جسد واحد مع بعضهم البعض. يشرح بولس هذه الحقيقة عن طريق مقارنة ذلك بالجسد البشري. اقرأ (1كو 12 :14-26) وستجد ملخص الفكرة الرئيسية في هذا المقطع واردة في العدد 1كو 12 :27.

الجسد ليس مجرد تجميع لأجزاء كانت موجودة أصلاً لكن منفصلة عن بعضها، لكن الجسد ذاته يحقق وجوده مع اجتماع كل الأجزاء فيه. وبنفس الأسلوب، لم تتكون الكنيسة كجسد المسيح من المؤمنين الذين كانوا موجودين أصلاً بصورة فردية، بل إن المؤمنين ينتمون فعلاً للكنيسة كأعضاء في جسد المسيح منذ اللحظة التي صاروا فيها مؤمنين.

يعني جسد المسيح في بعض الأحيان كل المسيحيين، لكن هناك مقاطع عديدة من الكتاب المقدس تشرح جسد المسيح عن طريق التركيز على الكنائس المنتشرة في المجتمع. لذلك، يجب أن يكون المسيحيون أعضاء في كنائس في مجتمعاتهم وأن يقوموا بعملهم في تلك الكنائس بسرور كأعضاء في الجسد.


 

2 - يجب أن نكون واحد في الرب

"جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد" (أف 4 :4).

تدور خدع الشيطان حول كسر الوحدة المسيحية. فهو رئيس كل اضطراب وتشويش وتعليم ضال. يمكننا أن نستمد من الكتاب المقدس القوة لمنع الحيل الشيطانية ويمكننا الحصول على مثل هذه القوة عندما يكون لنا فكر واحد في المسيح. في يوحنا 17، عندما صلى يسوع تضرع لله كي يوحد تلاميذه ليكونوا واحداً. "... أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن." (يو 17 :11). تظهر وحدة المؤمنين جوهر الإنجيل وهذا الجوهر يشتمل على حقيقة تقول إن "الله جعل كل الجنس البشري مصالحاً معه من خلال المسيح". المسيح هو الله الذي أتى إلى العالم بالجسد. كان واحداً مع الآب ومازال واحداً معه. إذا تحطمت وحدة المسيح هذه، فهذا أقوى مثال لإقناع غير المؤمنين أن يسوع الإله قد تحطم. جوهر إقناع الكنيسة لغير المؤمنين أن يسوع هو الله يتركز في الوحدة. ليكن فكر بعضهم عن البعض واحداً (يو 17 :12). وبما أن البشر لا دافع لديهم كي يتفقوا بعضهم مع البعض، فهذه الحقيقة تبدو مذهلة بالنسبة لهم. عندما يأتي غير المؤمنين ويجدوا الوحدة الحقيقية، سترغب قلوبهم المشاركة في مثل هذه المحبة المتحدة.

 

3 - يجب أن نفهم الفرق بين الواحد والآخر

"ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح" (أف 4 :7).

صار المؤمنون واحداً في المسيح، لكنهم مختلفون في جوانب عديدة. عندما نفهم مثل هذا الاختلاف، نستطيع تكوين جسد المسيح.

( أ ) مواهب مختلفة

على الرغم من نوالنا الخلاص من روح واحد، لكن المواهب التي يمنحها لنا الروح القدس متنوعة. فالروح القدس يعطي موهبة المعونة لشخص وموهبة التعليم لشخص آخر وموهبة التكلم بألسنة لشخص ثالث وموهبة تمييز أرواح لشخص رابع. إن الهدف من هذه المواهب المختلفة ليس جعل هؤلاء الأشخاص يقارنون بعضهم البعض أو انتقاد بعضهم البعض، لكن لتكوين جسد المسيح بالتعاون بعضهم مع البعض.

(ب) إيمان مختلف

"ومن هو ضعيف في الإيمان فاقبلوه لا لمحاكمة الأفكار" (رو 14 :1).

"لا يزدر من يأكل بمن لا يأكل. ولا يدين من لا يأكل من يأكل لأن الله قبله". (رو 14 :3).

إذا كنا مؤمنين ناضجين يجب أن تكون لدينا حساسية نحو تصرفات إخوتنا الضعفاء في الإيمان بالمسيح. يجب أن نكون حذرين في سلوكنا كي لا نجعلهم يتغيرون أو يقعون في خطية. إذا كان المؤمنون في الكنائس حذرين بخصوص هذا، فعمل الكنائس نحو تحقيق الوحدة سيتحقق.

(ج) تباين الخلفية البشرية

إذا كان هناك تحيز أو تحزب أو تمييز في الكنائس التي تمثل جسد المسيح، فهذا يخرق قوانين الله ويدمر عمل الكنيسة.

إننا واحد. سواء كنا أغنياء أم فقراء صغار أم شيوخ، رجال أو نساء، فنحن واحد في المسيح ويجب عدم وجود أي شقاق في المسيح. إذا أخذنا الأشخاص بمظهرهم الخارجي فهذا سيدمر الوحدة والوفاق والانسجام في جسد المسيح.

اقرأ أفسس 2 :11-22. عندما يقترب البشر أكثر من الله عن طريق دم المسيح تسقط حواجز الثقافات والأجناس والجنسيات والأديان. وأولئك الذين كانوا أعداء في الأصل سيكون بينهم سلام عندما يصيرون أعضاء في جسد المسيح. كل القديسين يستطيعون الاقتراب أكثر فأكثر من الله كجماعة معاً، لأن الروح الواحد يسكن فيهم جميعاً. إننا مبنيون كهيكل مقدس وروح الله يسكن فينا.


 

4 - أحبوا بعضكم بعضاً

"وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا ..." (يو 13 :34).

هذه الكلمات الموحية تقدم لنا نظرية أخرى مشابهة لكي تشرح عمل الكنائس. إن مفهوم العائلة يشتمل على كلمات مثل الدفء والاهتمام والإخلاص. إن الأخوّة تعني المحبة التي يجب أن تسود بين أعضاء العائلة. وهذا يعني ان أعضاء الكنائس يجب أن يحبوا بعضهم بعضاً مثل الإخوة والأخوات. إننا عائلة الله. وقد ولدنا ثانية كأعضاء في عائلة الله إلى الأبد.

( أ ) كيف يمكن إظهار المحبة الحقيقية بصورة عملية وليس بكلمات؟ (1يو 3 :18).

 

 

 

 

 

(ب) كيف توضح الكنائس الأولى مثل هذه المحبة؟ (أع 4 :32).

 

 

 

 

 

5 - يجب أن تكون من الفضائل المميزة للكنائس

"لذلك عزوا بعضكم بعضاً وابنوا أحدكم الآخر كما تفعلون أيضاً (1تس 5 :11).

شجع بولس مؤمني تسالونيكي كي يظهروا اهتمامهم ومحبتهم بعضهم نحو البعض. كانوا قد أدركوا أهمية تشجيع أحدهم للآخر. وهذا عائد إلى حق الله المعلن لديهم.

"من أجل ذلك نحن أيضاً نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين".

(1تس 2 :13).

يجب أن نكون مستعدين لتقديم كلمات الرب لأولئك الذين يحتاجون إلى تشجيع خاص، إذا لم تعرف الكتاب المقدس بصورة جيدة، فأنت عاجز عن تشجيع الآخر بواسطة الكتاب المقدس. لذلك يجب أن يتعلم كل مؤمن كلمة الله بتدقيق، ليس فقط بهدف تحقيق النمو الفردي، بل ولمساعدة الآخرين أيضاً في نموهم، ولكي تنمو كل الكنائس هكذا معاً.

 

الخلاصة

يجب أن يكرس كل المؤمنين أنفسهم في الكنائس، التي هي جسد المسيح، لتحقيق نمو الكنائس، ويجب أن تكون الكنائس هي موضع اتحاد أولئك الذين يؤمنون بالكتاب المقدس وبالله، اتحاد أولئك الذين يهتمون بعضهم البعض، الراغبين في خلاص كل شخص والمختبرين الشركة مع الله.

صلى يسوع بخصوص هذه النقطة أثناء فترة مكوثه على الأرض: "ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني" (يو 17 :20،21).



أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلأ بي.

يوحنا 14 : 6